سوريا.. وغيوم المستقبل "الجولاني" (١)

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سوريا.. وغيوم المستقبل "الجولاني" (١), اليوم الأحد 15 ديسمبر 2024 07:17 مساءً

الرئيسية مـقـالات مـقـالات الأحد, 15 ديسمبر, 2024 - 6:57 م

سوريا.. وغيوم المستقبل

عبد السلام بدر

عبد السلام بدر

لا شك أن أهم ما يجب الكتابة والحديث عنه الآن هو ما جرى ويجري في الشقيقة سوريا. ولا أراني في حاجة إلى التذكير بما كانت عليه علاقة مصر وسوريا فهي وثيقة في ترابطهما التاريخي قديمًا وحديثا. بل يكفي التذكير بأن الجيش الأول كان في سوريا وكان الجيشان الثاني والثالث في مصر. كما يجب ألا نغفل التذكير بوحدتها مع مصر في ٢٢ فبراير ١٩٥٨م والتي حوربت معنويا وإعلاميا حتى أُفشِلَتْ عمدا بأيادٍ خارجية وداخلية، فلم تَدَعْها بعض الدول الخارجية المتخوِّفة من فكرة القومية العربية أن تستمر و يتبعها تكوين جيش عربي موحد و إقامة سوق عربية مشتركة. وأفشلت أيضاً من الداخل العربي مِمَن كانوا يتوجَّسون خِيفةً من انتقال عدوي الثَورات إلى بلادهم، فتم الانفصال بين البلدين بعد ثلات سنوات في ٢٨ سبتمبر ١٩٦١م. ولعلَّ الحديث عن الوحدة يأتي لاحقا في مقالٍ مستقل على ضوء ما يستجد من نتائج ومواقف.

ولكن أمانة الحديث بالحقائق ودقة التحليل في أي موضوع تستوجب الكثير من الحَذَر والتريث حتي تتوافر المعلومات الكافية، وتتَّضِح الرؤية لما يضْمَن سلامة الطَّرح والتناول. فالأجواء في سوريا مازالت - وستبقىٰ لفترةٍ ليست قليلة - ملَبَّدةً بالغيوم المتبايِنة وربما المتضادة في ألوانِها ورائحتِها وما تُنْذِرُ به إن كانت برقا ورعودا أم أمطارا خفيفة.

ومن هذه الغيوم ما هو قادمٌ من الخارج بشكل مباشر وغير مباشر، ومنها ما ستكْشِفه المواقفُ الدولية وتأثيرها على سوريا ودول الجوار العربية وغير العربية ( إيران - إسرائيل - تُركيا ) فلاشك أن الاستعمار لا ولَنْ يهدأ له بال إلا إذا وجَد المنطقة العربية قد أصبَحت دويلاتٍ صغيرة هزيلة تتناحرُ فيما بينها ولا تقوى إحداها على الدفاع عن أراضيها ومصالحها إذا ما أراد احتلالها عسكريا أو استعمارها اقتصاديا. والأهم من ذلك أن يضْمَن عدم قدرتها عسكريا - حتى إذا اتحدت يومًا - على مواجهةِ دولة الكيان الصهيوني ربيبته المُدللَّة في الشَرق.

ولم يَعُد الغَرب المُستَعمِر يعملُ مستترا أو متخفيا بل أصبح كما يُقال ( يلعب على المكشوف ) ومن ألاعيبهِ المكشوفة استقطاب وتمويل جماعاتٍ وفصائل طامحة في تغيير الأنظمة التي تحكُمُها. كما يداومُ على صناعة عملاء له في دول المنطقة لتُصبِح الجماعات وعُملاء الداخل هم أدواته في تنفيذ مخططه.

نكمل لاحقا..

ef4ae0d8c9.jpg

أخبار ذات صلة

0 تعليق