حفل تأبيني لشهيد الدفاع المدني بلال رعد في بعلبك والكلمات نوهت بمناقبيته ومآثره

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حفل تأبيني لشهيد الدفاع المدني بلال رعد في بعلبك والكلمات نوهت بمناقبيته ومآثره, اليوم السبت 21 ديسمبر 2024 01:39 مساءً

أحيت مدينة بعلبك وعائلاتها وفاعلياتها الرسمية والشعبية، ذكرى أربعين رئيس مركز بعلبك الإقليمي في الدفاع المدني الشهيد بلال علي رعد، في حفل تأبيني حاشد أقامته عائلته في قاعة مسجد المصطفى في بعلبك، بمشاركة النائب غازي زعيتر، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، المدير العام للدفاع المدني بالتكليف العميد نبيل فرح ممثلا برئيس شعبة الخدمة والعمليات جوزف بو شعيا، العميد في الجيش اللبناني عباس ياغي، رئيس دائرة أمن عام البقاع الإقليمية الثانية العقيد غياث زعيتر، مفتي محافظة بعلبك الهرمل ممثلا بالشيخ قاسم بيان، رئيس دير سيدة المعونات في بعلبك الأب شربل طراد، رئيس بلدية بعلبك مصطفى الشل، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة ممثلا بنائبه جمال عبد الساتر، رئيس شعبة الاستقصاء والتحقيق في دائرة أمن عام البقاع الثانية المقدم علي مظلوم، عن الأمن القومي في شعبة البقاع الرائد مجدي عباس،  معاون مسؤول منطقة البقاع في “حزب الله” هاني فخر الدين، ممثل قيادة إقليم البقاع في حركة “أمل” علي الزين، مسؤول الدفاع المدني في “الهيئة الصحية الإسلامية” في البقاع باقر أبو دية، مسؤول العلاقات العامة في جمعية “المبرات الخيرية” في البقاع محمد السعيد، الشاعر والفنان علي حليحل، رئيس مركز الدفاع المدني الإقليمي في بعلبك بالتكليف سلمان سليمان رؤساء المراكز الإقليمية، وفاعليات سياسية وبلدية واختيارية واجتماعية.

استهل الحفل المقرئ الدولي السيد عباس عثمان بتلاوة من الذكر الحكيم، فالنشيد الوطني اللبناني، واعتبر عباس رعد أننا “عندما نحيي أربعين الشهيد بلال رعد رئيس المركز الإقليمي للدفاع المدني في بعلبك، إنما نحيي قضية ناضل من أجلها، وحارب آلة العدوان بجسده ودمه، فكانت شهادته شاهدا على إجرام العدو الذي طال البشر والحجر. لقد مثل بلال ذروة العطاء بتقديم نفسه ورفاقه قربانا من أجل لبنان وحماية المدنيين”.

خضر

ورأى المحافظ خضر أن “بلال لم يكن خسارة فقط لبعلبك الهرمل، ولكنه خسارة لكل الوطن، وخسارة لي على الصعيد الشخصي، إذ خسرت صديقا وأخا عرفته منذ عشر سنوات، أي منذ توليت منصب محافظ بعلبك الهرمل. بلال كان أول الحاضرين في اجتماعات المجلس الفرعي، لم يتغيب عن أي اجتماع، كما كان أول المسارعين للمساعدة عند كل كارثة تحصل، كنت كلما قابلته في مكتبي أرى يداه ملطخة بالسواد مهما غسلهما، لأنه كان يعمل بيديه عند إخماد الحرائق. لقد كان نموذجا للقائد لأي وحدة من هذا النوع، لأنه كان دائما في الخطوط الأمامية في مواجهة الحرائق والكوارث والغارات والإستهدافات والإعتداءات”.

وتابع: “خلال الحرب كنت كلما اتصلت ببلال أجده في الموقع الذي تم استهدافه من قبل أن أتصل به، وفي كل مرة يكون لديه كل المعلومات والمعطيات، ويكون على رأس فرق الإنقاذ التي تذهب إلى المواقع المستهدفة”.

وأضاف: “باستشهاد بلال، نجح العدو الإسرائيلي في أن يضرم الحرائق في قلوبنا جميعا، تلك الغارة الغادرة على مركز الدفاع المدني أضرمت النار في قلوب الكثيرين، وبغياب بلال لا يوجد من يطفئ هذه النيران. خلال كل الفترة التي عرفته بها، بلال لم يطلب مني أي طلب شخصي لنفسه، كان يتصل بي ويقول أن الحريق كبير ولم يستطيعوا السيطرة عليه، فيطلب مني الإتصال بالجيش اللبناني لإرسال الطوافات للمساعدة.  بلال لم يطلب مرة إلا للدفاع المدني، لم يطلب مرة إلا للشأن العام والخير العام”.

وقال: “مهما تكلمت عن بلال أبقى مقصرا بحقه، واللسان يعجز أن يحاكي اللحظة التي نمر بها، وصعوبة اللحظة التي علمنا بها باستشهاده كانت من أصعب اللحظات التي عشتها على الصعيد الشخصي خلال فترة الحرب، وكان قاسية جدا متابعتي لعملية رفع الأنقاض عن مركز الدفاع المدني بانتظار أي إشارة أن يكون أحد الشباب ما زال على قيد الحياة، ولكن الله سبحانه وتعالى أكرمهم بالشهادة”.

وختم خضر: “لقد استرحت يا بلال، ولكننا نحن ما زلنا نتعذب في ميادين الكفاح والجلجلة التي نمر بها، والتي ما زالت مستمرة. بلال أدى قسطه إلى العلا، وقد ارتقى شهيدا في ساحة الشرف على رأس عمله، يخدم أهله والمدنيين ويساعد الجرحى، وأنا أتمنى من خلال ممثل سعادة مدير عام الدفاع المدني أن يحمل المركز الإقليمي الجديد الذي سوف يبنى بدلا عن المركز الذي تهدم، رحم الله بلال ورفاقه الشجعان، الذين استشهدوا فداء لنا جميعا، والأمل هو دائما برفاق بلال وبهذه المؤسسة وسائر المؤسسات الإغاثية باستمرار هذا النهج على نفس الخطى والقيام بالواجب على أكمل وجه رغم الإمكانيات الضئيلة. والوفاء للشهداء هو بتثبيت عناصر الدفاع المدني وبتجهيزه بالإمكانيات والمعدات اللازمة”.

بو شعيا

وألقى بو شعيا كلمة بالنيابة عن العميد فرح، فقال: “أتوجه اليكم جميعا بتحية تقدير واحترام بإسم سعادة المدير العام للدفاع المدني بالتكليف العميد نبيل فرح، الذي شرفني وكلفني بتمثيله في هذه المناسبة الأليمة والحزينة لكنها تحمل في طياتها مشاعر الاعتزاز والفخر، لاستذكار شهادة رجلٍ نذر حياته لخدمة وطنه ومجتمعه. الشهيد بلال رعد، كان مثالاً للتفاني

والإخلاص ورمزا للتضحية والعطاء. لقد جسد الشهيد بلال ومعه 12 من زملائه في الدفاع المدني، أسمى معاني التضحية حين إستشهدوا نتيجة غارة إسرائيلية غادرة إستهدفت مركزهم أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني في حراسة أرواح وممتلكات المواطنين، وبذل الذات من أجلِ الآخرين وإنقاذهم من خطر العدوان الاسرائيلي  هذه التضحيات ليست مجرد أفعال بطولية، بل هي شاهد حي على قيم الدفاع المدني التي ترتكز على الشجاعة ونكران الذات”.

واعتبر ان “استشهاد بلال ورفاقه ليس خسارة لعائلاتهم فحسب، بل خسارة لنا جميعا، وللمديرية العامة للدفاع المدني التي تفخر بأن يكون من بين أفرادها رجال بهذا القدر من البسالة وإن دماءهم لن تذهب هدرا، إنها أمانة في أعناقنا جميعا لنستمر في مسيرة الدفاع عن وطننا والمواطنين، ونسعى لتعزيز قدراتنا وتحقيق رسالتنا الإنسانية، مستلهمين من تضحيات شهدائنا القوة والعزيمة وإننا ملتزمون بالسير على خطاهم مهما عظمتِ التضحيات وكبرت التحديات”.

وختم: “هؤلاء الشهداء تركوا إرثا عظيما من التفاني، سيظل يلهمنا في كل خطوة لخدمة جميع المواطنين. وفي الختام، أتوجه بإسم سعادة المدير العام بخالص التعازي والاحترام لعائلة الشهيد بلال رعد ، لقد كان رمزا للشرف والكرامة وذكراه ستبقى حاضرة في وجداننا جميعا”.

الشل

وأشار الشل إلى أن “بلال كان حاضرا في الميدان على مستوى كل الوطن مع ثلة من زملائه الذين كانوا السباقين في ساحة الميدان في كل الأوقات”.

وأضاف: “عندما أتحدث عن الدفاع المدني، ترتسم أمامي لوحة من الشرف والتضحية والبسالة والقدرة على مواجهة الصعاب، والمساعدة في التخفيف من الكوارث التي يتعرض لها كل الوطن دون كلل أو ملل وبلا مقابل”.

وختم الشل: “كلمات العزاء لا تفي شهداء الدفاع المدني وفرق الاسعاف حقهم، فهم الذين نذروا أنفسهم على مذبح الكرامة الإنسانية، وحملوا دماءهم بين أكفهم في مواجهة المخاطر ولحماية الوطن وشعبه”.

وألقى كلمة العائلة الأديب والمربي حسين رعد، فقال: “لقد علم هؤلاء الشهداء كيف تكون خدمة الناس قربا من الله، ومتى يخرج من الجرح جرح، ومن الشهيد شهيد، ومن النور نور، ومن الظلم عدل، ومن العبودية حرية، ومن الضعف قوة، ومن عب الظلام فجر. فشهادتهم تؤكد أن المستقبل يصنعه الشهداء، هم وإن افتقدتهم بعلبك فلأنهم يحضّرون باعتبارهم أحياء عند ربهم، يحضّرون لمستقبل أفضل يشرق بأنوار شمس بعلبك، ويسطّر شعاراتها بدماء نوارة كأنها السلسبيل الذي لا ينضب”.

وأضاف: “في زمن نذر فيه الصادقون، أبى بلال إلا أن يكون جوهرة في لؤلؤ مكنون، إنه الفريد والمتفرد في العمل الإنساني، هو من العناوين المضيئة ومؤسس للوعي الاجتماعي والخدماتي والإنمائي على امتداد محافظة بعلبك الهرمل، هو المدثر باحترام الناس، كل الناس، هو الموغل في التواضع، تأبط الكلمات الطيبات فكان جاسر الهوات بين جميع الفئات والمكونات. لقد كان من الطليعيين بعيدا عن الإنهزاميين والمتلونين والإرتجاعيين الذين اضاعوا البوصلة في الحرب العدوانية على لبنان، لا يماثله أحد في عفة نفسه، ورقة شعوره ودماثة خلقه، ونبل مسلكه، ونصاعة مواقفه وخدماته التي عمت القريب والبعيد”.

وأردف رعد: “عبر بلال إلى قلوب الجميع بجواز الآدمية، فكان قامة عملاقة كالاعمدة الستة، قامة تمتلك رؤية خدماتية تعايشية، تغلب ما يجمع على ما يفرق وتتجاوز مفاتيح الافتراق، ترى أن هذا اللبنان المعطوب بالقسمة والطرح، لا تستقيم أموره إلا بالوحدة والجمع، لم يعرف في حياته الخدماتية في الدفاع المدني استراحة المحارب، تقاسمته المطالب وتوزعته المهام، فضاق به نهاره مضروبا بليله، وكانت قليله الساعات الأربع والعشرون. أحب الجميع وأحبه الجميع، ومن عاش بالمحبة يبقى دائما في ذاكرة المحبين. استحالت مسيرته حروفا من ذهب تكتب بها ذاكرة بعلبك”.

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

0 تعليق