سناء جميل.. موهبة ببريق الفضة وأصالة الأحجار الكريمة

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سناء جميل.. موهبة ببريق الفضة وأصالة الأحجار الكريمة, اليوم الأحد 22 ديسمبر 2024 07:58 مساءً

في سنوات دراستها، برعت في المشاركة بالمسرحيات باللغة الفرنسية، وهو ما يُظهر نضوجها الثقافي واهتمامها بالفن منذ سن مبكرة.

التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث لم يكن لأفراد عائلتها علم بذلك في البداية، ما تسبب في صدمة لهم، بل وصل الأمر إلى طرد شقيقها لها بعد اكتشافه لهذا السر.


ولكن هذه الصدمة لم تمنعها من المضي قدمًا في تحقيق حلمها، حيث تخرجت من المعهد، وعُرفت على الساحة الفنية من خلال انضمامها إلى فرقة فتوح نشاطي المسرحية. كان انطلاقها الحقيقي في عالم السينما في فترة الخمسينيات، لكن شهرتها الواسعة جاءت بعد أدائها المميز لشخصية "نفيسة" في فيلم "بداية ونهاية" عام 1960، المقتبس عن رواية نجيب محفوظ الشهيرة.

 

بعدها، توالت نجاحاتها الفنية وشاركت في العديد من الأفلام المميزة مثل "الزوجة الثانية"، "الشوارع الخلفية"، "إضحك الصورة تطلع حلوة"، إلى جانب مساهماتها الكبيرة في الدراما التليفزيونية في مسلسلات لا تُنسى مثل "خالتي صفية والدير"، و"الراية البيضا".

لقد ارتبطت شخصية سناء جميل في أذهان الجمهور ليس فقط بموهبتها الكبيرة، ولكن أيضًا بحساسيتها العميقة واهتمامها بالقضايا الإنسانية، حيث كانت دائمًا صاحبة رسالة في كل دور تؤديه. وقد تجلت هذه الإنسانية في شخصياتها التي كانت تتمتع بالعمق والتعقيد، حيث تميزت بقدرتها على تجسيد المشاعر المتنوعة، من الحب والألم إلى التحدي والإصرار، مما جعلها محط إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء.


ولكن رغم النجاح الذي حققته، لم تكن حياة سناء جميل سهلة. فقد عانت في الساعات الأخيرة من حياتها من تدهور حاد في حالتها الصحية، حيث تعرضت لضعف شديد في عضلة القلب وفشل في وظائف الرئة اليمنى. كما أُصيبَت بمرض السرطان الذي كانت آثاره قد انتشرت، مما استدعى تدخلًا جراحيًا عاجلاً، إلا أن حالتها الصحية لم تكن تسمح بإجراء العملية. وبعد معاناة شديدة، رحلت سناء جميل في 22 ديسمبر 2002، تاركة وراءها إرثًا فنيًا غزيرًا وأثرًا لا يُمحى في قلوب محبيها.


كانت واحدة من الفنانات اللواتي عرفن في حياتهن الشخصية قدرًا كبيرًا من الحب والتقدير، وقد تجسد ذلك في علاقتها بزوجها الكاتب الصحفي الكبير لويس جريس ، كانت علاقتها به  مثالاً على الشراكة الفكرية والعاطفية العميقة، حيث جمع بينهما احترام متبادل واهتمام حقيقي بالفكر والفن.

 

كان لويس جريس، الذي يعتبر أحد كبار الكتاب الصحفيين في مصر، معروفًا بكتاباته المتميزة ورؤيته الثقافية العميقة، وكان يشتهر بجاذبيته الفكرية، مما جعله شريكًا مثاليًا لِسناء جميل، التي كانت تتمتع أيضًا بقدر كبير من الثقافة والوعي الفني.


لقد كانت هذه العلاقة قائمة على الحب والإعجاب المتبادل، حيث كان كل منهما داعمًا للآخر في مسيرته المهنية، وكان لويس جريس يقدر موهبة زوجته ويحترم اختياراتها الفنية، بينما كانت سناء تشاركه اهتماماته الأدبية وتدعم رؤاه. ووفقًا للعديد من المقربين، كانت العلاقة بينهما تتميز بالتفاهم العميق، مما جعلها أكثر من مجرد علاقة زواج تقليدية، بل علاقة شراكة حقيقية قامت على أساس من الحب والثقافة المتبادلة.


ظلت سناء جميل ولويس جريس مثالًا للرقي والذوق في حياتهما المشتركة، ورغم مشاغل كل منهما في مجاله، كانا دائمًا ما يشتركان في العديد من الأحاديث الثقافية والفكرية التي أثرت حياتهما الزوجية. ورغم انشغالها بالفن وحياتها المهنية، كانت سناء دائمًا تحرص على إظهار تقديرها لزوجها والاحتفاظ به في مكانة خاصة في حياتها.


هذه العلاقة العميقة التي جمعت بين الفنانة سناء جميل والكاتب لويس جريس كانت تمثل مزيجًا رائعًا بين الحب والإبداع، وأثرت حياتهما بشكل إيجابي، تاركة وراءها ذكرى جميلة في قلوب كل من عرفهما عن كثب.


رحيلها لم يكن مجرد فقدان لفنانة عظيمة، بل كان فقدانًا للإنسانية التي جسدتها بأدائها الرائع وحساسيتها المرهفة. وبينما تمر السنوات، يظل حضورها الفني يشع في ذاكرة الجمهور، شاهداً على موهبتها الفريدة وتفردها في عالم الفن.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق