نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
“فخ التطور” .. إحذر هذه الرسائل والتطبيقات, اليوم الأربعاء 25 ديسمبر 2024 02:21 مساءً
تنطوي بعض النِعم التي توفرها التكنولوجيا الحديثة على الكثير من الآثار السلبية التي لا يمكن إدراكها إلا بعد فترة.
فلقد إستطاعت التكنولوجيا بكل ما وفرته من سهولة وسرعة وتقدم أن تأسرنا وتُقيد حياتنا بطريقة لا يمكن الاستغناء عنها ، حتى أصبح العالم تحت حكم “الخوارزميات”.
في سبيل هذه “الخوارزميات”، صُنعت الادوات والقِطع والالكترونيات والاجهزة والتطبيقات ونشطت سلاسل التوريد والشركات وظهرت المنافسة والاحتكار والاتفاقيات والحروب التجارية، وأيضاً إنتشرت الجرائم والسرقة والابتزاز والاستدراج والتجسس والتجنيد لصالح جهة ما لهدفٍ ما وأيضاً وقعت المجازر الالكترونية.
وفي مراجعة للأحداث، نستحضر هنا “جريمة أجهزة البايجر- أيلول 2024 “، حيث إستدعت هذه المجزرة العالم الى طرح سؤال: هل يجب أن نقلق؟ وفي هذا السياق كتبت آن ماري كورفين على صفحة Teck IN formed الالكترونية :
“أن هذه القضية سلطت الضوء على تعقيد سلاسل توريد التكنولوجيا وعلى قضايا الامن وقواعد مراقبة الصادرات، وسألت: هل ينبغي للمدنيين ومنظمات البنية التحتية الحيوية أن يشعروا بالقلق إزاء قيام جهات فاعلة سيئة من الدولة أو من غير الدولة بتنفيذ هجوم إلكتروني على الأجهزة المحمولة الشخصية؟
ماذا يحصل ؟
بحسب رسالة للأونيسكو تحت عنوان “التنوع التكنولوجي هذه الأداة الحاسمة لإنهاء الاستعمار الرقمي”، تقول فيها :”اليوم لم يعد كافياً امتلاك صواريخ، وجيوش، وغاز، ونفط، وقوّة اقتصادية، وجامعات، ووسائل إعلام أو امتلاك سلطة دينية، إذ تظلّ هذه الموارد عمياء، صمّاء، بكماء، في غياب السّيطرة على البنى التّحتية وأدوات الإتّصال .
وهنا تبرز خطورة إحتكار مصادر التكنولوجيا بيد قلة من الدول أو الاطراف خصوصاً اذا كانت تلك الجهات تعمل وفق أجندات معينة . فمن يمتلك “خوارزميات” مرحلةٍ ما، يمتلك السيطرة والحكم ويخضع العالم له من حيث تكوين رأي عام، ووضع قوالب جاهزة لأساليب الحياة، إرساء قواعد إستهلاكية، التحكم في ذوق المُستهلك، إقناع المُستخدم بقضيةٍ ما، إشعال حروب إلكترونية. لنكون أمام إستعمارٍ بلباسٍ متطور وأنيق.خصوصاً أن مجتماعتنا العربية اليوم تُعتبر أكبر سوق لاستهلاك الافكار الجاهزة .
ماذا قُدم لنا كمُستخدِمين؟
وفرت التكنولوجيا لنا سهولة التنقل والاتصال والحصول على المعرفة. وبين إغراءات التطور وحاجتنا الى التقدم وقعنا أسرى نواياها. في هذا السياق، يقول الدكتور جمال مسلماني رئيس لجنة الخبراء الفنيين والرقميين في شبكة التحول والحوكمة الرقمية في لبنان لموقع المنار:
“صحيح أن التطور والتكنولوجيا أصبحا جزءً من حياتنا، لكن يجب ان نكون دائمًا على قدر عالٍ من الوعي لتجنب المخاطر، وعلينا كمُستخدمين أن نتمتع بالثقافة الرقمية وكيفية إستخدام التطبيقات بحذر ودقة”.
ويُقدم الدكتور مسلماني أمثلة عن الاغراءات الوهمية التي يقع ضحيتها المُستخدمون كالرسائل الاحتيالية والتي عادةً تكون مُصممة بأسلوب جميل يحمل عبارات خدّاعة مثل “عرض مغر” أو “هدية كبيرة”، ولكن الهدف هو جمع معلوماتك الشخصية أو خداعك لفتح روابط قد تضر بجهازك. كالرسائل التي نشطت في هذه الايام والمنسوبة لشركتي Touch وAlfa .
يشرح مسلماني من خلال هذا الفيديو حقيقة هذه الرسائل.
وعن التطبيقات الخطيرة، يُحذر الدكتور مسلماني من تطبيق Waze وغيرها من التطبيقات التي تخدم العدو الاسرائيلي في العمل الاستخباراتي وجمع المعلومات وتحديد الاهداف. قد لا تكون أنت الهدف، بل تكون السبيل إلى الهدف.
ماذا علينا أن نفعل ؟
ينصح الدكتور جمال مسلماني كل شخص يحمل هاتفاً ذكياً:
- أن يتمتع بالحذر والوعي عند تلقي هكذا نوع من الرسائل من أرقام أو مصادر مجهولة.
- التأكد من مصدر الرسالة قبل الضغط أو تنزيل أي تطبيق.
- إذا كانت الرسالة تحتوي على أسلوب مبالغ فيه مثل ربح أو تنزيل سعر ، فعلى الاغلب إنها ليست حقيقية.
- التأكد من تحديث التطبيقات بشكل دوري لأن التحديثات تُحسن نسبة الأمان.
- وضع كلمة سر قوية وغير متوقعة.
- مشاركة نشر النصائح التكنولوجية لرفع نسبة الوعي التكنولوجي.
وهنا نخلص للقول بضرورة أن لا نذوب في إغراءات التطور على حساب ثقافتنا ووعينا وقيمنا وأن نتمتع بالثقة بما لدينا لكي لا نقع فريسة “القوالب الاستهلاكية الجاهزة”. ويستحضرنا هنا قول للفيلسوف وأخصّائي التّحليل النّفسي الفرنسي فرانتز فانون: “بأن أعظم انتصار للمستعمِر ليس نهب المستعمَر، بل إقناعه بدونيّة ثقافته، وبمجرد أن تصبح المعرفة المحلّية عديمة الفائدة لأصحابها، يقترح المستعمر نموذجًا ناجحًا و”معيارًا” وهذا ما يحصل في هذه المرحلة .
المصدر: موقع المنار
0 تعليق