تستمر إيران في لعب دور بارز في دعم البنية التحتية للعراق، حيث تسعى من خلال مشروعات مشتركة إلى تعزيز نفوذها السياسي والعسكري في المنطقة. 
ومع تزايد العلاقات الاقتصادية بين البلدين، يبرز التساؤل حول تأثير هذه العلاقات على الأمن الداخلي للعراق، وكذلك على استقراره السياسي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. 
في هذا السياق، يرى الخبراء أن دعم إيران للعراق في مجالات البنية التحتية قد يحمل تبعات كبيرة على المدى الطويل، تهدد بتزايد النفوذ الإيراني في العراق واستمرار الاستقطابات السياسية والعسكرية.

محلل سياسي: دعم إيران للبنية التحتية في العراق يحمل مخاطر أمنية وسياسية ويهدد استقرار المنطقة

وفى هذا الصدد، قال هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات والخبير في الشأن الإيراني، في تصريح خاص لموقع "تحيا مصر"، إن السياسة الخارجية الإيرانية تجاه العراق ترتكز بشكل أساسي على أطر إيديولوجية تسعى إلى تصدير الثورة الإيرانية، والتوسع في النفوذ الشيعي في المنطقة. وأضاف سليمان، أن هذه السياسة تتجلى في التنافس الديني بين مرجعية قم في إيران ومرجعية النجف في العراق، وهو ما يعكس تأثيرًا كبيرًا على العلاقات الداخلية بين البلدين.

إيران تسعى لاستغلال العلاقات الدينية والتاريخية

وأوضح سليمان أن إيران تسعى لاستغلال العلاقات الدينية والتاريخية مع العراق لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية، معتبرًا أن العراق يمثل مركز ثقل استراتيجي في المواجهة مع الولايات المتحدة والدول العربية. وأشار إلى أن هذه المقاربة الإيرانية تمثل تهديدًا طويل الأمد للعراق، حيث أن الدعم الإيراني في مجالات البنية التحتية، مثل قطاع الطاقة والكهرباء، قد يتسبب في ربط العراق بمشاكل أمنية وسياسية مع إيران.

وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية، أكد المحلل السياسي، أن التبادل التجاري بين العراق وإيران يبلغ عشرة مليارات دولار، مع توقعات بزيادة هذا الرقم إلى عشرين مليارًا في المستقبل. ومع ذلك، أشار إلى أن هذه العلاقات الاقتصادية لا تخلو من تبعات أمنية وعسكرية، حيث تدفع العراق ثمنًا سياسيًا وعسكريًا كبيرًا نتيجة لهذا التعاون.

وأضاف سليمان، أن الدول العربية قد تكون في موقع أفضل لتقديم الدعم للعراق في مجال البنية التحتية والتنمية، بعيدًا عن الاستقطابات السياسية التي تفرضها إيران. 

كما أكد، على ضرورة أن يتحرك العالم العربي بشكل منسق لدعم العراق في هذه المرحلة الحساسة، من أجل الحفاظ على استقلاله السياسي وضمان استقراره الأمني.

وتابع: "على الرغم من أن إيران قد تحقق بعض المكاسب من مشروعاتها المشتركة مع العراق، إلا أن هذه المكاسب قد تكون على حساب استقرار العراق وأمنه على المدى الطويل، خاصة إذا استمرت إيران في استغلال هذه المشاريع لتحقيق أهدافها العسكرية والإيديولوجية."