وجه البابا فرنسيس بابا الفاتيكان دعوة إلى إحلال السلام وتجاوز الانقسامات في ظل احتفالات عيد الميلاد، التي تأتي هذا العام وسط تصاعد الحروب في مناطق عدة، أبرزها قطاع غزة وأوكرانيا والسودان.

وفي كلمته التقليدية التي ألقاها أمام آلاف المصلين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، أعرب الحبر الأعظم عن قلقه من الأوضاع الإنسانية المأساوية في غزة، داعيًا إلى وقف إطلاق النار الفوري والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين.

بؤر التوتر والنزاعات في العالم

كما استعرض البابا أبرز بؤر التوتر والنزاعات في العالم، مشيرًا إلى ما يجري في السودان، بورما، هاييتي، قبرص ومالي، داعيًا إلى إسكات الأسلحة وتحقيق العدالة والسلام.

وأطلق البابا رسميًا السنة اليوبيلية لعام 2025، وهي مناسبة تجمع ملايين المؤمنين من حول العالم للحج إلى روما، ويتوقع الفاتيكان أن تستقطب هذه المناسبة أكثر من 30 مليون شخص.

عظة قداس عيد الميلاد

وفي عظة قداس عيد الميلاد، سلط البابا الضوء على مأساة الحروب وتأثيرها على الأطفال الأبرياء، مستنكرًا القصف الذي يطال المدارس والمستشفيات، في إشارة إلى ما وصفه بالضربات الوحشية في غزة، والتي قوبلت باحتجاج من وزارة الخارجية الإسرائيلية في وقت سابق هذا الأسبوع.

الخارجية الإسرائيلية تستدعي سفير الفاتيكان

استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، سفير الفاتيكان لدى إسرائيل المطران أدولفو تيتو يلينا، للتوبيخ بعد انتقاد البابا فرانشيسكو، الحرب على قطاع غزة.

أعرب البابا فرانشيسكو، السبت، عن رفضه القاطع للغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، واصفًا إياها بأنها “ليست حربًا، بل وحشية”. وجاءت هذه التصريحات في إطار حديثه خلال لقاء مع أعضاء مجلس الوزراء البابوي للاحتفال بعيد الميلاد، إذ أشار إلى الأوضاع المأساوية التي يشهدها القطاع.

وقالت الخارجية الإسرائيلية، فى بيان، اليوم، إنه بناءً على تعليمات الوزير جدعون ساعر، استدعى المدير العام لوزارة الخارجية عدن بار تال سفير الفاتيكان لدى إسرائيل المطران أدولفو تيتو يلينا، للتوبيخ بعد انتقاد البابا فرانشيسكو، الحرب على قطاع غزة، بحسب صحيفة “يديعوت أحرنوت”، العبرية.

وأضافت، أن المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية أعرب عن استياء بلاده من تصريحات البابا.

وانتقدت وزارة الخارجية الإسرائيلية تصريحات البابا، معتبرة إياها “مخيبة للآمال” و”منفصلة عن السياق الواقعي لمحاربة الإرهاب”.

وكتب مارمورشتاين في الرد الإسرائيلي الرسمي، بعد تصريحات البابا: ” القسوة هي احتجاز حماس 100 رهينة لمدة 442 يومًا، بما في ذلك طفل رضيع وأطفال، وإساءة معاملتهم”.

وقال متحدث الخارجية الإسرائيلية، إن البابا اختار تجاهل كل هذا، زاعمًا أن تصرفات إسرائيل استهدفت “الإرهابيين” الذين استخدموا الأطفال كدروع بشرية.

ووصف البابا الغارة الجوية الإسرائيلية، التي استهدفت منزلًا وسط مدينة غزة الجمعة، وأسفرت عن مقتل 7 أشخاص بينهم 4 أطفال بالـ”وحشية”، وقال: “أريد أن أقول هذا، لأنه يدمي القلب”.