جيهان وابنها.. رحلة أم بين المرض والحب والكرامة – media24.ps

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جيهان وابنها.. رحلة أم بين المرض والحب والكرامة – media24.ps, اليوم الخميس 26 ديسمبر 2024 09:41 صباحاً

عزيزى الزائر، مرحبا بك في موقع Media24.ps، وجهتك الأولى للحصول على أحدث واهم الأخبار، والمعلومات الموثوقة المحلية والعالمية والرياضية. نقدم لكم جيهان وابنها.. رحلة أم بين المرض والحب والكرامة – media24.ps

في إحدى زوايا محكمة الأسرة، وقفت جيهان. امرأة خمسينية تحمل على كتفيها سنوات من التضحيات والخذلان، كانت عيناها ترويان قصصًا لم تُكتب بعد، ووجهها يحمل آثار معارك خاضتها بصمت، معركة تلو الأخرى.

تبدأ الحكاية عندما كانت جيهان في التاسعة عشرة من عمرها، يوم أن ارتدت فستانها الأبيض لأول مرة، عروسًا تحمل بين يديها أحلامًا كبيرة. لكنها لم تكن تعلم أن تلك الأحلام ستنتهي سريعًا مع طلاق لم يدم بعد كتب الكتاب.

مرت السنوات، وطرقت الأقدار بابها مجددًا، بعد تسعة عشر عامًا، عاد الحب القديم ليطرق قلبها، “رجعنا لبعض”، هكذا وصفت جيهان عودتها لزوجها السابق. عاد الحب وكتبوا الكتاب مرة أخرى، لكنه جاء مشروطًا. “هربي بنتك معايا.. ووعدني إنه هيتقي ربنا فيها”، قالتها جيهان بابتسامة خفيفة تخفي خلفها ندوبًا لا تُرى.

الزواج في شقتها

في شقتها المتواضعة، عاشوا سويًا. كان يمنحها 450 جنيهًا شهريًا، بالكاد يكفي، لكنه كان أفضل من لا شيء. لم تكن تعلم أن الأيام تخبئ لها فصلًا جديدًا، حيث طلب زوجها الإنجاب مجددًا، رفضت في البداية، لكنها خضعت لرغبته بعد إصراره. وعندما ذهبت لأول زيارة للطبيب، تمزقت الروشتة بين يديه، وقال لها: “الوقاية خير من العلاج”.

جاء الابن إلى الدنيا، لكنه لم يكن طفلًا عاديًا، سنوات قليلة وبدأت جيهان تلاحظ نوبات صرع تعصف بجسده الصغير. انفصلت عن زوجها مجددًا، وأصبحت المعيلة الوحيدة لطفلها المريض.

عملت في المنازل، واعتمدت على معاش والدها. لكن الصرع كان يحتاج ما هو أكثر من المال، كان يحتاج أماً بجانب ابنها في كل لحظة، حتى في أشد ساعات الليل ظلمة.

عندما بلغ الطفل الحادية عشرة من عمره، عاد الأب مرة أخرى قائلا: “خلينا نتجوز عرفي عشان معاش أبوكي ما يتقطعش”، عرض عليها 750 جنيهًا مقابل هذه الصفقة، شرط أن تظل زوجته الأولى في الظل، لا تعلم شيئًا عن هذا الزواج.

“كنت ببكي وأنا باسمعه”، تروي جيهان بصوت مرتجف لم تكن تبكي لأنها رفضت، بل لأنها شعرت أن حبها القديم تحوّل إلى صفقة خاسرة كانت تبيع كرامتها من أجل بقاء ابنها على قيد الحياة.

اليوم، وقفت جيهان أمام القاضي في دعو نفقة لابنها، ودموعها تُرسم على وجنتيها “نفسي ابني يكون سعيد.. مش عاوزة أغضب ربنا. عايزة أعيشه كويس، رغم كل حاجة”.

في تلك اللحظة، أدرك الجميع أن جيهان ليست مجرد أم.. بل هي جندي في معركة لا تنتهي، امرأة تقاتل العالم من أجل طفلها.

شارك هذه المقالة مع أصدقائك! فايس بوك
تويترWhatsapp
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق