أظهرت لقطات صادمة التقطتها أقمار المعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) من الفضاء، توسعًا ضخمًا لـ حرائق الغابات التي تجتاح ولاية كاليفورنيا الأمريكية. 

الحرائق، التي اندلعت بعد ظهر الثلاثاء الماضي، تسببت حتى الآن في فرار أكثر من 100 ألف شخص من منازلهم، وتهدد ما لا يقل عن 28 ألف مبنى في منطقة لوس أنجلوس وحدها.

كارثة طبيعية بلا هوادة

اندلعت ثمانية حرائق غابات رئيسية في لوس أنجلوس، أبرزها حرائق "باليساديس"، "إيتون"، "هيرست"، "أوليفاس"، "ليديا"، "سكوت"، "صن سيت"، و"وودلي".

هذه الحرائق، التي تغذيها الرياح العاتية والظروف الجافة، تسببت في دمار واسع النطاق، مما دفع السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ. اللقطات الفضائية التي التقطها المعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) تُظهر سحب الدخان الكثيفة وهي تنتشر عبر السماء، مما يعكس حجم الكارثة.

فرار جماعي وإجلاءات قسرية

أجبرت الحرائق أكثر من 100 ألف شخص على الفرار من منازلهم، حيث انتشرت النيران بسرعة كبيرة في مناطق سكنية وطبيعية. السلطات المحلية قامت بإجلاء آلاف العائلات، بينما يعمل رجال الإطفاء ليل نهار للسيطرة على النيران التي تلتهم كل شيء في طريقها.

تعاون بين الولايات لمواجهة الكارثة

أعلن أحد أعضاء مجلس الشيوخ في كاليفورنيا أن الولايات المجاورة قد بدأت في تقديم الدعم لرجال الإطفاء في الولاية الذهبية. وقال: "نحن نقاتل هذه الحرائق بكل ما أوتينا من قوة، والدعم القادم من الولايات المجاورة سيكون حاسمًا في جهودنا." وأضاف أن فرق الإطفاء تعمل في ظل ظروف صعبة للغاية، مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة سرعة الرياح.

إغلاق الجامعات وإلغاء رحلة بايدن

بسبب تفاقم الأزمة، أعلنت جامعة كاليفورنيا إلغاء الفصول الدراسية الجامعية يومي الخميس والجمعة، ونقلت دورات الدراسات العليا إلى التعليم عن بعد. وقال مستشار الجامعة جوليو فرينك: "نحن ندرك الألم والقلق الذي أحدثته الحرائق داخل مجتمع الحرم الجامعي. بعد دراسة متأنية، قررنا تقليص عمليات الحرم الجامعي لحماية سلامتنا".

من جهة أخرى، أعلن البيت الأبيض إلغاء الرحلة الخارجية المقررة للرئيس جو بايدن إلى إيطاليا، حيث كان من المقرر أن يلتقي بالبابا فرانسيس والرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا ورئيسة الوزراء جورجيا ميلوني. وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير: "قرر الرئيس بايدن إلغاء رحلته للتركيز على توجيه الاستجابة الفيدرالية الكاملة لمواجهة الحرائق التاريخية المستعرة في كاليفورنيا".

تحديات كبيرة وجهود مضنية

تواجه فرق الإطفاء تحديات كبيرة في مكافحة الحرائق، حيث تعمل في ظل ظروف جوية قاسية وتضاريس وعرة. الحرائق، التي تعتبر من بين الأسوأ في تاريخ كاليفورنيا، تسببت في خسائر مادية وبشرية كبيرة، مع توقعات بزيادة عدد الضحايا والمشردين في الأيام المقبلة.

نداءات للمساعدة الدولية

مع استمرار تفاقم الأزمة، بدأت كاليفورنيا في استقبال مساعدات من دول أخرى، حيث أرسلت عدة دول فرق إطفاء ومعدات متخصصة للمساعدة في جهود الإطفاء، كما طلبت السلطات الفيدرالية دعمًا إضافيًا من الجيش الأمريكي لتعزيز جهود الإطفاء.

خاتمة: كارثة تذكرنا بتغير المناخ

حرائق كاليفورنيا ليست مجرد كارثة طبيعية، بل هي تذكير صارخ بتأثير تغير المناخ وضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذه التحديات. في ظل تزايد وتيرة وشدة الكوارث الطبيعية، أصبح من الواضح أن العالم بحاجة إلى استراتيجيات أكثر فعالية لإدارة الأزمات وحماية الأرواح والممتلكات.