نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في لقاء حواري بمعرض مدينة تونس للكتاب: الفنان كمال العلاوي يسلط الضوء على تاريخ المسرح التونسي ويقدم رؤيته بخصوص الكتابة المسرحية والركحية, اليوم الاثنين 30 ديسمبر 2024 10:55 مساءً
نشر في باب نات يوم 30 - 12 - 2024
انتظم اليوم بخيمة معرض مدينة تونس للكتاب لقاء حواري في المسرح التونسي بعنوان النص أولا ".
وينتظم هذا اللقاء في اطار فعاليات الدورة 13 لمعرض مدينة تونس للكتاب التي تقام من 25 ديسمبر 2024 إلى 11 جانفي 2025 بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس.
أثث هذا اللقاء كل من المسرحي الكبير كمال العلاوي والفنانة نصاف بن حفصية التي قدمت موضوع اللقاء ومهدت لمحاور تدخل كمال العلاوي من خلال اسئلتها التوجيهية.
وقد طرحت بن حفصية الجدلية القائمة بين ثنائية النص والركح حيث أشارت إلى أنه تاريخيا بدأت الحركة المنادية بولادة النص من الركح في تونس منذ سنة 2000 مع مسرحية "غسالة النوادر" للفاضل الجعايبي ثم تواصلت مع أعمال هذا الأخير حيث أصبح هذا الأسلوب يستهوي المسرحيين التونسيين.
...
وفي مداخلته قدم كمال العلاوي تأصيلا تاريخيا للجدل القائم بين المسرحيين الذين يدعون للتمسك بالنصوص المسرحية في شكلها الأصلي، أي الكتابة أولا ثم التوجه للركح، وبين من توجهوا للحديث عن الكتابة الركحية اي حين يتولد النص من الركح.
وفي هذا السياق قدم العلاوي تواريخ هامة مرتبطة ببداية المسرح في تونس وبنشأة المسرح التونسي، إذ اشار العلاوي إلى أن بداية تعامل التونسيين مع المسرح تعود إلى سنة 1909 مع الجوق المسرحي المصري بقيادة سليمان قرداحي وقد افرز هذا التعاون مسرحية بعنوان "نديم أو صديق الإخاء" .
وفي علاقة بالكتابة في المسرح التونسي قال العلاوي إن الكتابة المسرحية في تونس كانت تنحصر في تعريب النصوص الغربية أو الاقتباس منها إلى أن تأسست في نهاية أربعينيات القرن الماضي مدرسة التمثيل ثم فرقة بلدية تونس للمسرح.
وتطرق العلاوي إلى تأسيس المسرح التونسي على يد علي بن عياد الذي كان أول
مسرحي تونسي يشتغل على نصوص عالمية على غرار "موليار" و"عطيل" و"لوركا الاسباني" ومع ذلك تلقى العديد من الانتقادات إذ وصفه البعض بالنخبوية لان اغلب أعماله كان باللغة العربية الفصحى وأيضا كان يتعامل مع نصوص عالمية "راقية" على حد تعبير المتدخل.
وأشار إلى ما عاشته فرقة مسرح مدينة تونس من صعوبات من بعد رحيل هذا الفنان الكبير في المقابل تطرق إلى نشأة المسرح الجامعي الذي أفرز عملين مهمين في تاريخ المسرح وهما "حين تحرق الشمس" و "الريش والعروق" وقد كانت هذه التجربة للرائدين عبد الرؤوف الباسطي ومحمد ادريس قدما من خلالها رؤى وأشكال حداثية للمسرح تجاوزت حتى الوطن العربي
.
// الفرق المسرحية الجهوية وانتشار الفعل المسرحي في البلاد التونسية
من أهم التجارب في تاريخ المسرح التونسي تأسيس الفرق المسرحية الجهوية بدءا بالفرقة المسرحية بصفاقس في 1964 ثم الفرقة المسرحية بسوسة في 1966 ثم التجربة التي اعتبرها العلاوي من أهم التجارب، تأسيس الفرقة المسرحية بالكاف في 1967 من قبل الفنان الراحل المنصف السويسي.
وانطلق كمال العلاوي من تجربة مسرح الكاف التي قادها منصف السويسي بروح يسارية التكوين للاشارة إلى أن الحركة اليسارية هي التي غيرت مجرى المسرح الكلاسيكي وساهمت في انفتاحه على مدارس متعددة لطرح تجارب مسرحية جديدة في تونس والعالم.
ومن الأشكال المسرحية التي تستلهم نصها من الركح تطرق كمال العلاوي إلى "مسرح الفوروم" الذي يلعب فيه الجمهور دورا هاما في أحداث المسرحية إذ يستلهم النص من القضايا الاجتماعية للأفراد ثم يثير العرض النقاش بما يُمكن الجمهور من التفاعل داخل المسرحية وهو ما عبر عنه بالشراكة بين الفنانين والناس في كتابة النص المسرحي.
ومن خلال طرحه لتجارب الكتابة الحديثة أشار العلاوي إلى عدم الحديث عن قدسية النص في السياق الراهن في ظل التطورات التي شهدها المسرح مقدما مثال المسرحيين الذين يُقرون ب"موت النص" المسرحي اليوم وحتى ب"موت المخرج" على حد تعبير المتدخل الذي أوعز هذا للسينوغرافيا الحديثة
ومن التوصيات التي قدمها العلاوي للجمهور الحاضر من هواة المسرح والمشتركين في نوادي المسرح بدور الثقافة والشباب، ضرورة عدم التعامل مع المسرح في شكل قوالب محددة والمقصود منه عدم التقوقع داخل اسلوب مسرحي معين بل التعامل مع مختلف المدارس القديمة والحديثة.
وبالنسبة لمن يميلون إلى الكتابة الركحية والارتجال أشار كمال العلاوي إلى أن أهم مسألة مرتبطة بهذا التوجه وغيره هي اتقان التيارات المسرحية المختلفة والعمل على المشروع المسرحي برؤية تفتح مجالا للتفكير في العمل بالاضافة إلى أهمية البحث المعمق في الموضوع المطروح.
وأشار العلاوي بالمناسبة إلى اللبس الحاصل بين الفن والحياة معتبرا أن الفن ليس إعادة انتاج الواقع وانما هو حمال لرؤى شاعرية وافاق للتفكير، فالفن يمنح المجتمع رؤية أخرى للعالم تتجاوز المعيش والمسموع من أجل الدفع نحو تطوير
مجالات التفكير لدى المتفرج.
ولم تخل مداخلة كمال العلاوي من النقد الذاتي للمسرح بما هو جزء منه، فقد تحدث عن غياب الشخصية المسرحية العربية والتونسية رغم المحاولات القليلة التي سعت لخلق هوية مسرحية عربية معتبرا أن ذلك لم يكن كافيا وهو ما أرجعه إلى الحاجة إلى مزيد الوقت والعمل والبحث الجدي على أمل أن تترسخ هذه الهوية على مدى السنوات.
وتطرق الحاضرون خلال النقاش إلى ضعف بناء النص وكتابة الجملة الفنية في المسرح التونسي وإشكالية عدم مواكبة بعض المسرحيين للفنون الأخرى وخاصة الشعر والفن التشكيلي التي يمكن أن يستلهموا منها جوانب يوظفونها في أعمالهم.
تابعونا على ڤوڤل للأخبار
.
0 تعليق