شهدت جبهة القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تطورات ميدانية متسارعة، حيث أحرز الجيش السوداني تقدمًا استراتيجيًا في محور منطقة التروس الفاصلة بين ولاية سنار ودولة جنوب السودان.

وأكدت مصادر عسكرية سودانية أن الجيش تمكن من تحقيق مكاسب ميدانية مهمة في هذه المنطقة الحساسة، التي تمثل محورًا استراتيجيًا ضمن الصراع المستمر بين الطرفين منذ اندلاع المواجهات في أبريل 2023.

ضربات جوية واستهدافات دقيقة لمواقع الدعم السريع

خلال الأشهر الأخيرة، كثف الجيش السوداني عملياته العسكرية، حيث استهدفت طائراته مواقع ميليشيا الدعم السريع جنوب شرقي الخرطوم، وهو ما أسهم في تمهيد الطريق أمام القوات البرية للتقدم من الجزيرة باتجاه العاصمة.

وأفادت تقارير عسكرية سودانية بأن الجيش سيطر على مواقع استراتيجية في وسط الخرطوم، في الوقت الذي واصل فيه تنفيذ ضربات دقيقة استهدفت مخازن أسلحة ومعدات عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع في ولايات النيل الأزرق، النيل الأبيض، وسنار.
 

التصدي لهجمات بالطائرات المسيّرة على مروي في الولاية الشمالية

في تصعيد آخر، أعلن الجيش السوداني إسقاط عدد من الطائرات المسيّرة التابعة لقوات الدعم السريع التي استهدفت مواقع استراتيجية في مروي بالولاية الشمالية، حيث شنت الميليشيا هجومًا بالطائرات المسيرة على قيادة الفرقة 19 مشاة، ومطار مروي، وسد مروي، إلا أن الدفاعات الجوية السودانية تمكنت من التصدي للهجوم وإفشال مخطط الميليشيا لضرب المنشآت الحيوية.

معارك عنيفة على عدة محاور.. الجيش يعزز سيطرته وسط الخرطوم

تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد حدة الاشتباكات في عدة جبهات بالسودان، حيث يسعى الجيش إلى فرض سيطرته على المناطق التي شهدت تواجدًا مكثفًا لقوات الدعم السريع.

ووفقًا لمصادر عسكرية، فإن التقدم الأخير في محور التروس يعزز قدرة الجيش على التحكم في الممرات اللوجستية المهمة، ومنع الدعم السريع من التزود بالمؤن والذخائر من جنوب السودان، وهو ما قد يشكل تحولًا استراتيجيًا في مسار الحرب المستمرة منذ ما يقارب العام.

ما القادم؟ هل تتجه المعركة إلى حسم قريب؟

مع استمرار الضربات الجوية المكثفة للجيش السوداني وتقدمه البري في مناطق جديدة، تتزايد التكهنات حول إمكانية حسم الصراع العسكري في الفترة المقبلة.

ورغم التقدم العسكري الواضح، لا تزال قوات الدعم السريع تحتفظ بمواقع استراتيجية في العاصمة الخرطوم وأجزاء أخرى من البلاد، ما يعني أن المواجهات ستظل مستمرة في المدى القريب، ما لم تحدث انفراجة سياسية تدفع باتجاه وقف إطلاق النار وإيجاد حل للأزمة.