مع الشروق : «حتى لا نفقد عقولنا !»

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : «حتى لا نفقد عقولنا !», اليوم الأحد 16 مارس 2025 09:48 مساءً

مع الشروق : «حتى لا نفقد عقولنا !»

نشر في الشروق يوم 16 - 03 - 2025

2347505
والعالم يتحدث عن طفرات الذكاء الالكتروني وقفزاته المتسارعة في كل لحظة وحين ، وميزاته على البشرية ومخاطره والأخلاقية على الإنسانية، نجلس القرفصاء مكتوفي الأيدي فاتحي أفواهنا دهشة لما توصلت إليه بعض الدول بكفاءاتها البشرية أو أمدغتها " المستوردة " في تحقيق انجازات علمية مزقت حجب الجهل واتجهت إلى عوالم افتراضية جديدة لم يبق أمامها إلا شق القمر ..
والعالم هكذا ، بأدمغة بشرية آمنت أنه لا سقف للبحث والاكتشافات ولا حدود لعوالم العلم اللهم عوالم الغيب التي يحيط بها الرحمان الكبير المتعال، وان الله سخر الكون وبسطه وجعله طيعا لعباده، نفرط في كفاءاتنا، بل في أدمغتنا وبقوانين بالية ومرتبات ضعيفة ونبيع عقولنا بثمن قليل وبظروف عمل قاهرة قاسية..
كفاءاتنا تهاجر وترحل عن الوطن لتبني أوطانا أخرى "لم تحمل ولم ترضع "..39 ألف مهندس من مجموع 90 ألفا مسجلا بالعمادة غادروا البلاد في السنوات الأخيرة ، وبلغة أدق قريبة من حواسنا المادية لا من عوالمنا الافتراضية 20 مهندسا يهاجرون يوميا البلاد.
خريجو جامعاتنا سنويا يقدر بما بين ال 8 وال8 آلاف و500 مهندس ، لكن أكثر من 6500 منهم يفضلون العمل خارج حدود الوطن ، ومن لم يسعفه الحظ من هؤلاء قد يتقاضى ما بين ال600 و 700 دينار شهريا في القطاع الخاص ، و في القطاع العام ومع أقدمية ب27 عاما يتقاضى ال1700 دينار !
قطاع الأطباء ليس بأفضل حال،إذ تشير بعض التقديرات إلى مغادرة 4 آلاف طبيب تونسي في غضون الثلاث سنوات الأخيرة ، مع التأكيد على انه في سنة 2023 غادر أكثر من 1500 طبيب البلاد أي ان عدد الأطباء المهاجرين سنويا يفوق عدد المتخرجين من كليات الطب التونسية والمقدر ب 900 طبيب.
ذات الأرقام تشير إلى انه ما بين سنوات 2020 و2022، هاجر أكثر من 4000 أستاذ جامعي من رتب علمية مختلفة، تكلفة تكوين المهندس تقدر ب 100 ألف دينار ، وهي تقريبا تكلفة الأستاذ الجامعي ، فيما تتجاوز تكلفة الطبيب ال600 الف دينار أي 100 الف دينار عن كل سنة جامعية على حساب المجموعة الوطنية .
أسباب الهجرة كثيرة ، بعضها يتعلق بالبحث عن مداخيل أفضل وظروف عمل أحسن، وبعضها الآخر يقوم على الحرص على مواصلة التكوين والانفتاح على تجارب علمية أكثر تطورا في دول أوروبية تقدم عديد الإغراءات والامتيازات من أجل استقطاب هذه الكفاءات..الأسباب عديدة ولا تتطلب ذكاءا اصطناعيا لحصرها وفهمها ومعالجتها.
تونس تحتل المرتبة السادسة عربيا في هجرة الأدمغة وفق تقرير ل" قلوبال ايكونومي " التي ذيلت تقريرها هذا بالتأكيد على أن 54 بالمائة من الطلاب العرب لا يعودون إلى بلدانهم الأصلية، والمستفيد الوحيد من هجرة الأدمغة التونسية وغيرها من الدول العربية، هي الدول الأوروبية كفرنسا وكندا وألمانيا وغيرها ، والخاسر طبعا في هذه المعادلة هي تونس التي "تفرط" في أدمغتها وتقدم " هذه الكفاءات -بعد تكوينها وتأطيرها- على طبق من ذهب لاقتصاديات أخرى ..
راشد شعور

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق