في تصعيد جديد للصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا، تبادلت الدولتان الهجمات بالطائرات المسيرة خلال الساعات الأخيرة، في عمليات أسفرت عن سقوط عشرات الطائرات وتسببت بأضرار مادية واسعة النطاق دون تسجيل خسائر بشرية.

القوات الجوية الأوكرانية أعلنت يوم السبت أن روسيا أطلقت 74 طائرة مسيرة خلال الليل، مؤكدة أن الدفاعات الأوكرانية أسقطت 47 طائرة منها، بينما فقدت 27 طائرة قبل أن تصل إلى أهدافها. وأشارت القوات الأوكرانية إلى أن الحطام الناتج عن المسيرات التي تم اعتراضها ألحق أضرارًا بمبانٍ وسيارات في سبع مناطق مختلفة، لكنها أكدت عدم وقوع إصابات أو وفيات.

من الجانب الآخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن دفاعاتها الجوية تمكنت من تدمير 85 طائرة مسيرة أوكرانية، خلال هجمات استهدفت عدة مناطق داخل روسيا وجمهورية القرم، بالإضافة إلى مياه بحري زوف والأسود.

تفاصيل الهجمات الروسية

وفقًا لبيان وزارة الدفاع الروسية، شملت عمليات الاعتراض مناطق متعددة:

31 طائرة فوق البحر الأسود

16 طائرة فوق مقاطعة فورونيج

16 طائرة فوق إقليم كراسنودار

14 طائرة فوق بحر زوف

6 طائرات توزعت بين مقاطعات بيلغورود، تامبوف، كورسك، وجمهورية القرم
 

اتهامات متبادلة

روسيا، من جانبها، اتهمت أوكرانيا باتباع "أساليب إرهابية" باستخدام الطائرات المسيرة والقصف المدفعي ضد المدنيين والبنية التحتية، معتبرة أن هذه الهجمات تهدف إلى صرف الأنظار عن فشل "الهجوم المضاد" الذي أعلنته كييف في يونيو الماضي.

في المقابل، ترى أوكرانيا أن استمرار الهجمات الروسية باستخدام الطائرات المسيرة يشكل تصعيدًا جديدًا، ويعكس إصرار موسكو على استهداف مناطق مدنية داخل أوكرانيا.

العملية العسكرية الخاصة

تواصل روسيا تنفيذ ما تصفه بـ"العملية العسكرية الخاصة"، التي تهدف إلى نزع سلاح أوكرانيا وتأمين أمنها القومي، إلى جانب حماية سكان إقليم دونباس، الذين تقول إنهم تعرضوا للاضطهاد من قبل الحكومة الأوكرانية.

تصاعدت حرب الطائرات المسيرة لتصبح واحدة من الأدوات الرئيسية في هذا الصراع الممتد، ما يثير مخاوف من أن يؤدي التصعيد إلى زيادة التوتر الدولي. مع غياب أي مؤشرات للتهدئة، يبدو أن النزاع الروسي الأوكراني سيستمر في تشكيل تهديد للاستقرار الإقليمي والدولي.