نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : استغلال تظاهرات غزّة لضرب وحدة الشعب الفلسطيني, اليوم الجمعة 28 مارس 2025 10:28 مساءً
نشر في الشروق يوم 28 - 03 - 2025
في وقت تتواصل فيه الجرائم الصهيونية في قطاع غزة بأكثر حدة منذ انهيار الهدنة قبل أسبوعين، وتستمر آلة الحرب الإسرائيلية في ابادة وقصف المدنيين، خرجت مسيرات شعبية صغيرة في بعض مناطق غزة تطالب بوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل ، ورغم أن هذه التظاهرة كانت محدودة من حيث العدد، لا تتجاوز المائة شخص، فقد حاولت بعض وسائل الإعلام العربية والصهيونية استغلالها بشكل مغرض، للترويج لادعاءات غير دقيقة حول وجود حالة من الغضب الشعبي ضد المقاومة الفلسطينية في غزة.
والحقيقة أن تلك التظاهرات المحدودة كانت تعبيرا عفويا عن معاناة الشعب الفلسطيني وللمطالبة بوقف حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في القطاع، والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة. وقد شارك فيها عدد قليل من الأطفال والشباب، الذين عبروا عن مطالبهم بوقف القتل والدمار. ورغم قلة العدد، إلا أن بعض الوسائل الإعلامية العربية المعروفة بمواقفها المعادية للمقاومة، ضخّمت هذه الحادثة بشكل مبالغ فيه. وبدأت تروّج كأنها تعبير عن تململ فلسطيني ضد حماس والمقاومة، وهو ما يمثل استغلالا إعلاميا رخيصا لمعاناة الغزاويين طوال أكثر من 18 شهرا.
ولقد اعتاد البعض في الإعلام العربي، الذي يروج للرواية الصهيونية، على تحميل المقاومة الفلسطينية المسؤولية عن معاناة الشعب الفلسطيني، متجاهلين حقيقة أن الاحتلال الإسرائيلي هو من يشن هذه الحرب الوحشية منذ أكثر من عام، ويقتل مئات الآلاف من الفلسطينيين. ويبدو أن هذه التظاهرات الصغيرة قد تم استثمارها بطريقة انتهازية، لتحقيق أهداف سياسية تخدم أجندات بعض القوى المتصهينة، التي تعمل على تشويه صورة المقاومة الفلسطينية.
وللأسف، لم تقتصر محاولات استغلال هذه التظاهرة على الإعلام فقط، بل شاركت فيها أطراف سياسية أخرى مثل حركة فتح التي، بدلا من الوقوف صفا واحدا مع المقاومة في مواجهة الاحتلال، تحولت إلى أداة هدم للصف الوطني الفلسطيني ، فبدلا من أن تركز على جرائم الاحتلال في الضفة الغربية، انبرت فتح للانتقاد الظاهري للمقاومة الفلسطينية في غزة، وهو ما يعكس انحرافا كبيرا عن مسار النضال الوطني الفلسطيني.
وفي الوقت نفسه، كانت هناك حملة تحريض موجهة ضد المقاومة الفلسطينية، وصلت إلى ذروتها عندما طالب وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، الفلسطينيين في قطاع غزة بالتحرك ضد المقاومة. هذه الدعوة التي تأتي في وقت يعاني فيه الاحتلال من فشل عسكري في مواجهة المقاومة الفلسطينية، تؤكد أن العدو الصهيوني يحاول بشتى الطرق تحريف مسار الصراع وتشويه صورة المقاومة، بل وتبرير المزيد من الجرائم ضد الفلسطينيين.
وفي هذا السياق جاء موقف "التجمع الوطني للقبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية" ليؤكد رفضه القاطع لمحاولات استغلال هذه التظاهرات الصغيرة أو حركات مشابهة لخدمة أهداف الاحتلال. وأكد التجمع أن الشعب الفلسطيني بمختلف مكوناته الوطنية لا يمكنه الانجرار وراء مخططات تحاول تقسيم الصف الوطني، وأن القبائل والعشائر الفلسطينية ستظل دائمًا درعًا قويًا ضد المخططات الصهيونية التي تسعى الى تفتيت الوحدة الفلسطينية.
وأمام هذه المحاولات الرخيصة لزرع الفتنة في غزة واستغلال معاناة الغزاويين ، من المهم أن يدرك الجميع ،خاصة الفلسطينيين ، أن ما يحدث من محاولات إعلامية لتشويه صورة المقاومة الفلسطينية ليس إلا جزءا من الحرب النفسية المعادية التي يقودها الاحتلال وحلفاؤه المطبعون والمتصهينون. لذلك، يجب على الفلسطينيين أن يقفوا صفا واحدا خاصة خلال هذه الفترة الحساسة ضد هذه المحاولات الرامية إلى ضرب وحدتهم الوطنية، وأن يستمروا في دعم مقاومتهم الشرعية التي تمثل الأمل الأخير للشعب الفلسطيني في نيل حقوقه وإنهاء معاناته.
ناجح بن جدو
.
0 تعليق