990 ألف ياباني يغيّرون وظائفهم في 2024

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
990 ألف ياباني يغيّرون وظائفهم في 2024, اليوم السبت 29 مارس 2025 02:17 صباحاً

بعد عقود من الاستقرار الوظيفي في اليابان، بدأ الموظفون ينتقلون من وظيفة إلى أخرى. في اليابان القديم كان الموظف المثالي هو الموظف حديث التخرج الذي يُتوقع منه البقاء في شركة واحدة مدى الحياة، مستفيداً من نظام الترقية القائم على الأقدمية مع تقدمه في السن، لكن هذا التقليد الراسخ أو النموذج الصارم «للموظفين» آخذ في التآكل. وفي حين أن التنقل بين الوظائف لايزال أقل شيوعاً في اليابان مقارنةً بالدول الغربية، فإن أعداد الموظفين المتنقلين في ازدياد.

لم يكن كاواتا ياسوتوشي يوماً مؤهلاً للحياة المهنية اليابانية التقليدية، فبصفته عازف غيتار سابقاً في فرقة هيفي ميتال، وجد العمل في شركة إلكترونيات كبيرة أمراً محبطاً، لاسيما في ظل التسلسل الهرمي الصارم، حيث كان الشباب يفعلون ما يأمر به كبار السن.

كان الكثير من العمل غير فعال، وكانت ساعات كثيرة تضيع هباءً، كما ثبت أن ترك العمل أمرٌ صعب، وفقاً لكاواتا. وعندما قرر الانتقال إلى شركة عالمية لتكنولوجيا المعلومات قبل عقد من الزمان وبخه رؤساؤه حتى إنهم وصفوه بـ«الخائن». والآن وهو في أواخر الأربعين من عمره، غيّر كاواتا وظيفته مرة أخرى، قائلاً: «كنت متعطشاً للتحدي».

توجه جديد

بلغ عدد العمال الدائمين في اليابان والذين ينتقلون إلى وظائف أخرى بدوام كامل 990 ألفاً في عام 2024، بزيادة تزيد على 60% عن العقد الماضي. وفي استطلاع أجرته غرفة تجارة وصناعة طوكيو العام الماضي، أفاد 21% من الموظفين اليابانيين الشباب بأنهم يخططون للبقاء مع صاحب عملهم الحالي حتى التقاعد، بانخفاض من 35% في عام 2014.

ويعكس هذا التوجه الجديد الواقع الديموغرافي لليابان أيضاً، إذ يتمتع العمال بقوة تفاوضية أكبر عند اختيار وظائفهم مع تقلص عدد السكان في سن العمل، ووفقاً لأحد الاستطلاعات، تواجه أكثر من نصف الشركات اليابانية نقصاً في العمال الدائمين، كما واجهت الخدمة المدنية اليابانية، التي كانت قوية في السابق، نزوحاً جماعياً للموظفين الشباب الأذكياء الباحثين عن عمل أكثر فاعلية.

الموظف النموذجي

وظهر شكل الموظف النموذجي في اليابان في فترة ازدهار ما بعد الحرب (تزامناً مع عهد الإمبراطور هيروهيتو، أو ما يسمى بعهد شوا).

وقد تجلى ولاؤهم من خلال ساعات العمل الطويلة في المكتب والتواصل بعد ساعات العمل.

واحتفى إعلان شهير لمشروب طاقة في ثمانينات القرن الماضي بجهود العاملين في الشركات، ويسأل الإعلان العامل: «هل يمكنك العمل لمدة 24 ساعة؟».

لكن الأجيال الشابة بدأت تشكك في جدوى هذا الأسلوب من العمل، فقد ارتفعت نسبة الرجال الذين يحصلون على إجازة أبوة من 2% من المؤهلين قبل عقد من الزمن إلى 30% في عام 2023. وقال أونو هيروشي من كلية إدارة الأعمال بجامعة هيتوتسوباشي: «أسلوب العمل في عصر شوا آخذ في الانهيار».

من جهته، يعتقد ماتسونامي تاتسويا، وهو من جيل الألفية في طوكيو، أن «الكثير من اليابانيين لا يجدون متعة في عملهم»، كما يعتقد أن الموظفين الذين يراهم في القطارات سيصبحون «أشبه بزومبي» بلا حياة عندما يكبرون، مصمماً على عدم اتباع المسار نفسه، وأطلق وكالة توظيف تربط بين العمال والشركات الناشئة التي تعالج القضايا الاجتماعية.

خلافات بين الأجيال

في المكتب تتصاعد الخلافات بين الأجيال، حيث يشتكي العمال الشباب من الرجال الأكبر سناً الذين لا يعملون، في إشارة إلى المحاربين القدامى الذين لا يسهمون إلا قليلاً، لكنهم يظلون محميين بقوانين العمل الصارمة في اليابان.

وفي استطلاع أُجري عام 2022، أفاد ما يقرب من نصف الموظفين في العشرين والثلاثين من العمر بوجود مثل هؤلاء الزملاء، مشيرين إليهم كسبب رئيس لانخفاض الروح المعنوية في مكان العمل.

كما أنهم يميلون إلى شغل مناصب الإدارة العليا، ما لا يترك للموظفين الأصغر سناً مجالاً كبيراً للتقدم الوظيفي.

«ويندوز 2000».. عبارة أخرى للسخرية من هؤلاء المتراخين من كبار السن والذين يحصلون على رواتب ضخمة تبلغ 20 مليون ين سنوياً (132 ألف دولار).

وخلال الجائحة، ظل معدل البطالة في اليابان نحو 3% بينما ارتفع في أميركا من 4% إلى ما يقرب من 15%، حيث يُشبّه البعض سوق العمل الجامدة في اليابان بـ«حوض استحمام راكد»، إذ لا يمكن تصريف المياه أو تجديدها.

إصلاح اللوائح التنظيمية

تزايدت الدعوات إلى إصلاح اللوائح التنظيمية، ففي عام 2019 أعلن رئيس اتحاد «كيدانرين»، أكبر اتحاد أعمال في اليابان آنذاك، أن نظام التوظيف مدى الحياة في البلاد «لم يعد قابلاً للاستدامة». وأخيراً خلال سباق قيادة الحزب الليبرالي الديمقراطي العام الماضي، تعهد أبرز المرشحين، شينجيرو كويزومي، بتخفيف قواعد الفصل من العمل لتعزيز مرونة سوق العمل، على الرغم من أن اقتراحه أثار جدلاً حاداً، حيث حذر المرشحون المحافظون من التغييرات المتسرعة.

لكن على الرغم من بطء تكيف السياسات فإن المواقف تتغير بين العمال الأكبر سناً أيضاً، فهناك مقولة شهيرة في اليابان تُعرف باسم «نظرية الحد الأقصى لعمر 35 عاماً» تُحذر من أن تغيير المسار المهني بعد هذا العمر يكاد يكون مستحيلاً، لكن بدأت هذه النظرية بالانهيار.

ووفقاً لوكالة «ريكروت» للتوظيف، فقد زاد عدد من ينتقلون من وظيفة إلى أخرى في الأربعين والخمسين من العمر ستة أضعاف خلال العقد الماضي. عن «الإيكونوميست»


زيادة الأجور

أدى نقص عدد الموظفين في اليابان إلى اعتماد زيادات في الأجور أو ما يُعرف بـ«شونتو»، وهي مفاوضات الأجور الربيعية السنوية، حيث خلصت دراسة أجرتها شركة «ريكروت» إلى أن ما يقرب من خُمسي من ينتقلون من وظيفة إلى أخرى يشهدون حالياً ارتفاعاً في أجورهم بأكثر من 10%، وكان هذا صحيحاً بالنسبة لأقل من ثلثهم في عام 2021. وبينما ظلت الأجور اليابانية منخفضة وفقاً لمعايير الدول الغنية، فإن تزايد تنقل العمالة «يمكن أن يُحسّن الوضع»، وفقاً للخبير الاقتصادي كيوكي ماساتو، في معهد سومبو بلس، وهو مركز أبحاث في طوكيو، معتبراً أن ذلك يمكن أن يُضفي ديناميكية على المؤسسات اليابانية المتمسكة بتقليد «العمل في مكان واحد مدى الحياة».

. عدد من ينتقلون من وظيفة إلى أخرى في الأربعين والخمسين من العمر زاد ستة أضعاف خلال العقد الماضي.

. 21 %من الموظفين اليابانيين الشباب يخططون للبقاء مع صاحب عملهم الحالي حتى التقاعد، بانخفاض من 35% في عام 2014.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

0 تعليق