رئاسة الحكومة في لبنان.. بين تحولات الداخل وضغوط الخارج

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رئاسة الحكومة في لبنان.. بين تحولات الداخل وضغوط الخارج, اليوم الاثنين 13 يناير 2025 10:04 صباحاً

مع انتخاب قائد الجيش جوزيف عون رئيسا للجمهورية اللبنانية، تظهر ملامح تحولات جوهرية في المشهد السياسي، حيث تتجه الأنظار الآن إلى اختيار رئيس الحكومة الجديد. وتفتح هذه العملية بابًا لتغير ميزان القوى التقليدي في لبنان، وسط تنافس داخلي حاد وضغوط إقليمية ودولية.

يرى مراقبون أن انتخاب جوزيف عون شكل أول انتصار سياسي للمعارضة اللبنانية ضد ثنائي حزب الله وحركة أمل، في ظل تراجع التأثير الإيراني وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا.

وفي هذا السياق، أشار الكاتب والباحث السياسي قاسم قصير خلال حديثه لسكاي نيوز عربية أن التطورات في لبنان تشمل الحرب على لبنان وسقوط الرئيس بشار الأسد، مما يعكس مرحلة جديدة من تراجع نفوذ حزب الله، رغم بقاء دوره الأساسي كممثل للطائفة الشيعية.

اختيار رئيس الحكومة.. اختبار للميزان السياسي

يشير قصير إلى وجود "معيارين أساسيين لاختيار رئيس الوزراء: الدور الخارجي العربي والدولي والتوافق الداخلي". ويبدو أن التحدي الأساسي يكمن في تحقيق هذا التوافق، خاصة مع الانقسام الحاد بين من يدعم إعادة تكليف نجيب ميقاتي ومن يطالب بوجوه جديدة.

المعارضة اللبنانية، الممثلة بعدد من النواب المستقلين، تصر على رفض تسمية ميقاتي، معتبرة إياه امتدادا للمرحلة السابقة.

وأوضح النائب المستقل مارك ضو أن "إسقاط تسمية ميقاتي لرئاسة الحكومة المقبلة في أولوية المعارك"، مما يعكس رغبة المعارضة في دعم العهد الجديد بوجوه سياسية تتماشى مع خطاب القسم لرئيس الجمهورية المنتخب، الذي أكد أن "مهمته بناء الدولة وليس السياسة".

سباق حاسم نحو كرسي رئاسة الحكومة

مع غياب توافق واضح على شخصية بعينها، برزت أسماء متعددة لتولي رئاسة الحكومة، منها النائب فؤاد مخزومي، الذي لم يحظَ بدعم واسع حتى الآن، والنائب إبراهيم منيمنة، الذي يرى أن "هذه المرحلة يجب أن تكون متماهية مع خطاب القسم"، بالإضافة إلى ذلك، أعرب النائب والوزير السابق أشرف ريفي عن استعداده لتولي المنصب، مشددا على أن ميقاتي "ينتمي للمرحلة السابقة التي يرفضها الجميع".

ثلاثية النفوذ

أكد قاسم قصير على "الدور السعودي والأميركي والفرنسي والقطري والمصري" في وصول جوزيف عون إلى الرئاسة، مما يشير إلى أن عملية اختيار رئيس الحكومة لن تكون بمنأى عن هذه التأثيرات.

ويبدو أن الغرب يراقب عن كثب تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتطبيق القرار الدولي 1701، مع وعود أميركية وسعودية بمتابعة ملف الإعمار، الذي يُعتبر من الأولويات الحالية.

حزب الله أمام تحديات جديدة

رغم تراجع دوره النسبي، لا يزال حزب الله لاعبا أساسيا في الساحة اللبنانية، حيث أشار قصير إلى أن "موضوع السلاح لن يكون الأولوية في المرحلة القادمة"، إلا أن التحدي الأكبر يكمن في إعادة ترتيب الوضع الداخلي للحزب، والتعامل مع الأزمة الاقتصادية التي أثرت على مؤسسات الدولة.

مع اقتراب موعد الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة، يبقى المشهد اللبناني مفتوحًا على جميع الاحتمالات. فبين معارضة تسعى لتغيير جذري، وثنائي حزب الله وأمل الذي يتمسك بالنفوذ، ودور خارجي يسعى لتوجيه المرحلة، يبدو أن لبنان يدخل مرحلة جديدة من التحولات السياسية.

ويبقى السؤال الأهم: هل ستنجح القوى اللبنانية في تحقيق التوازن المطلوب، أم أن الانقسامات الداخلية ستستمر في عرقلة بناء الدولة؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق