أشارت صحيفة "الأهرام" إلى أن الاجتماع الوزاري العربي والإقليمي حول سوريا، الذي انعقد أول أمس في الرياض، يعكس الدور العربي المتزايد في دعم سوريا والشعب السوري في تجاوز المرحلة الانتقالية باتجاه تكريس الدولة السورية الجديدة، وهو دور مهم خاصة أن الأدوار غير العربية في سوريا خلال المراحل السابقة كانت سلبية وتعارضت مع مصالح الشعب السوري وتطلعاته في التنمية والاستقرار.

وأوضحت أنه لذلك قدم اجتماع الرياض العديد من الرسائل المهمة التي تمثل خريطة طريق لسوريا الجديدة ترتكز على المسارات المتوازية، وأولها المسار السياسي المتمثل في ضرورة إجراء عملية سياسية شاملة بملكية سورية خالصة ودون إملاءات أو تدخلات خارجية، وتمثل كل مكونات الشعب السوري دون إقصاء أو تهميش، كذلك العمل على كتابة دستور جديد وإجراء المصالحة الوطنية وتحقيق العدالة الانتقالية، وثانيها وبالتوازي على المسار الأمني ضرورة إعادة بناء الجيش الوطني السوري ليكون جيشا وطنيا بعيدا عن التوجهات الأيديولوجية والطائفية ويعبر عن كل السوريين ويمارس دوره في حفظ الأمن والاستقرار وحماية سيادة سوريا وحدودها وضرورة نزع أسلحة كل الميليشيات والفصائل المسلحة، كذلك عدم تحول سوريا لمأوى أو حاضنة للعناصر والتنظيمات الإرهابية التي تمثل تهديدا ليس فقط لاستقرار سوريا وإنما تهدد أيضا الاستقرار الإقليمي.

ولفتت إلى أن ثالثها على المسار الاقتصادي من المهم تحقيق التنمية في سوريا والعمل على إعادة الإعمار وعودة اللاجئين والنازحين السوريين في الداخل والخارج إلى بيوتهم ومدنهم، وهذا يتطلب دعما عربيا ودوليا في مساعدة سوريا على تجاوز التحديات والصعوبات الاقتصادية العديدة، وهنا تبرز أهمية رفع العقوبات الدولية عن سوريا، سواء العقوبات الأممية أو العقوبات الفردية التي فرضتها بعض الدول الأوروبية وكذلك العقوبات الأميركية عبر قانون قيصر، وذلك من أجل مساعدة سوريا في استئناف حركة التجارة الطبيعية مع العالم واندماجها مرة أخرى في المنظومة الإقليمية والدولية.

واعتبرت أن من أبرز رسائل اجتماع الرياض تأكيد وحدة وسيادة سوريا ورفض وإدانة الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة ضد سوريا واحتلال أجزاء من أراضيها وتدمير قدراتها العسكرية، وضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي السورية واحترام اتفاق الهدنة الموقع بين البلدين.

وأضافت: "لاشك أن فاعلية الدور العربي والدولي في مساعدة سوريا مرهونة بما تتخذه الإدارة السورية الجديدة من إجراءات وسياسات على أرض الواقع في اتجاه عملية سياسية شاملة لكل السوريين وعدم تحول سوريا لمأوى للعناصر الإرهابية".