هل من مصلحة أميركية سعودية بسياسة "ضغوط قصوى" في لبنان؟!

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل من مصلحة أميركية سعودية بسياسة "ضغوط قصوى" في لبنان؟!, اليوم الأربعاء 15 يناير 2025 06:34 صباحاً

لم يكن من الممكن النظر إلى إنتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، بعيداً عن التطورات التي حصلت عى مستوى المنطقة، في الأشهر الماضية، كذلك الأمر لجهة عملية تكليف القاضي نواف سلام تشكيل الحكومة الجديدة، الّتي ليست ببعيدة عما يجري، خصوصاً أن الإسم سبق أن طُرح، في أكثر من مرّة خلال الفترة الماضية، من دون أن يتمكن من الوصول إلى مرحلة التكليف، بسبب الفيتو الذي كان موضوعاً على الإسم من قبل قوى الثامن من آذار، خصوصاً "حزب الله".

في هذا السياق، من الضروري التوقف عند معادلة أن تكليف سلام لم يكن بناء على إتفاق مسبق، بل على قاعدة الإنقلاب على إتفاق سبق أن تمّ مع الثنائي الشيعي، الأمر الذي دفع "حزب الله" و"حركة أمل" إلى التعبير عن إمتعاضهما من المسار العام، لكن الأهم هو وجود قوة دفع خارجية أرادت الوصول إلى هذه المرحلة، بالرغم من أن البعض في الداخل يُصر على نفي ذلك.

إنطلاقاً مما تقدم، تشير مصادر متابعة، عبر "النشرة"، إلى أن الجانبين المقررين، في المرحلة الراهنة، هما الولايات المتحدة والسعودية، على إعتبار أنهما المعنيين في مسألة تقديم الضمانات، أو توفير قوة الضغط نحو الخيارات الحاسمة، وتلفت إلى أن هذا الأمر ظهر، بشكل واضح، خلال إنتخاب عون وتكليف سلام، في حين أن باقي أفرقاء اللجنة الخماسية، أي مصر وقطر وفرنسا، كان لديهم خيارات مختلفة أو يفضلون طريقة مختلفة في الإدارة، بينما الجانب الإيراني، الذي كان يتم الحديث عن ضرورة التنسيق معه في فترة سابقة، بقي خارج اللعبة على ما يبدو.

من وجهة نظر هذه المصادر، إنحصار سلطة القرار بكل من واشنطن والرياض، ما كان من الممكن تصوره، قبل فترة قصيرة، لكن التطورات التي شهدتها المنطقة أدت إلى تراجع حضور طهران، بينما الحضور السعودي إلى الساحة اللبنانية لم يكن على ما هو عليه، فيما لو لم تحصل التطورات السورية، أي رحيل الرئيس السابق بشار الأسد، التي لم تكن متوقعة، ما أدى إلى بروز النفوذين التركي والقطري هناك، على وقع معلومات عن سباق قائم، في الوقت الراهن، بين مختلف اللاعبين الإقليميين.

في الوقت الراهن، تُطرح الكثير من الأسئلة حول المسار العام، في المرحلة المقبلة، لا سيما أن السرعة التي تحصل فيها التحولات، على الساحة المحلية، تحديداً لناحية ما يوحي بالسعي إلى كسر "حزب الله"، قد تقود إلى تفجير الأوضاع، بدل أن تؤمن إنتقال سلس نحو حقبة جديدة، ما يفتح الباب إلى علامات إستفهام كبرى حول مصلحة كل من واشنطن والرياض في ذلك.

لدى أوساط سياسية قراءة مختلفة لما حصل، تحديداً بالنسبة إلى مسألة تكليف سلام، حيث تشير إلى أنها كانت بمثابة فرصة تم إستغلالها، نتيجة بروز معارضة قوية لإعادة تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وبالتالي هي لم تكن نتيجة مخطط مسبق، بل عبارة عن تأقلم مع فرصة برزت فتم إستغلالها، على أن يتم معالجة تداعياتها لاحقاً، نظراً إلى أن الذهاب أبعد من ذلك غير ممكن، من دون تفاهم مع الثنائي الشيعي، لناحية التأليف ونيل الحكومة المنتظرة الثقة.

في المحصلة، تلفت الأوساط نفسها إلى أنه، على عكس ما قد يظن الكثيرون، لدى واشنطن والرياض مصلحة في عدم خروج الأمور عن السيطرة على الساحة اللبنانية، حتى ولو كان لديهما رغبة في رفع مستوى الضغوط على "حزب الله"، وهو ما لا يمكن أن يتم من خلال ما يمكن وصفه بسياسة الضغوط القصوى، لا بل عبر توفير مقومات نجاح إنطلاقة العهد الجديد، على أن تكون المبارزة الأساسية في الإنتخابات النيابية المقبلة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق