نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. أذيال الاستعمار, اليوم الأحد 5 يناير 2025 12:51 صباحاً
نشر في الشروق يوم 04 - 01 - 2025
في عام 2013 صنفت الولايات المتحدة محمد الجولاني واحدا من أخطر الشخصيات الإرهابية في العالم وفي عام 2017 ، رصدت 10 ملايين دولار من أجل القبض عليه، وبعد سبع سنوات، صارت أمريكا و الغرب يتداعيان إلى دمشق من أجل لقاء الجولاني، و الحوار معه على مستقبل المنطقة.
الجولاني ليس ثائرا من طينة ارنستو تشيغيفارا، ولا زعيما وطنيا من طينة الزعماء الوطنيين الذين قاوموا الاستعمار مثل غاندي و بورقيبة و سوكارنو ومانديلا و غيرهم من قادة العالم الذين ناضلوا لتحرير شعوبهم و تفاوضوا مع المستعمر بما كانوا يمتلكون من مقومات التفاوض غير المتوازنة. هذا الرجل هو شبيه بأولئك الذين جيء بهم على ظهور الدبابات في العراق في عام 2003 و الذين ساعدوا المحتل في غزو بلدهم. فهذا الرجل الذي وصل خلال ساعات قليلة إلى العاصمة دمشق بعد أن ألقى الجيش السوري سلاحه في ظروف غامضة أدت إلى ظهور عناصره بعد ذلك في صور مهينة، ليس سوى أداة من أدوات الاستعمار الجديدة لفرض منطق الوصاية على الدول و التحكّم في مستقبل الشعوب.
الفرنسيون و الألمان زاروا دمشق، وعبروا عن "صدمتهم" من بشاعة سجن صيدنايا، ولهم الحق في ذلك، لكنهم نسوا " ابو غريب" العراقي و "غوانتنامو" الأمريكي و نسوا جرائم الإبادة النازية و جرائم الإبادة الفرنسية في الجزائر. ونسوا ما فعلته داعش بأبرياء العراق و سوريا، ونسوا مشاهد قطع الرقاب و السبايا التي كان الجولاني أحد القادة المنفذين لتلك الجرائم.
نحن أمام عالم غربي منافق و انتهازي وحاقد على الأمة العربية و لا يتورع في دعم أي جهة تعلن الولاء لهم و الخضوع لإسرائيل. و تلك هي كلمة السر التي أوصلت الجولاني إلى القصر الرئاسي ليكون ذيلا جديدا من ذيول الاستعمار في منطقتنا العربية. و قانون اللعبة شديد الوضوح، افعل ما شئت وارتكب من الجرائم ما لا يحصى، و اعلن دعمك للكيان الصهيوني تكن زعيما مقبولا و مرحبا به في عواصم الغرب الاستعماري. لن نستغرب أن يقف الجولاني في الجمعية العامة للأمم المتحدة و يخطب عن السلام و الحرية و الديمقراطية كما وقف نتنياهو الملطخة يداه بدماء أبرياء فلسطين، كما وقف قبلهما قادة الغرب الاستعماري يتحدثون عن العالم المتقدم و قيمه الإنسانية الذي شيدوه على جماجم الأبرياء في كل أصقاع الدنيا. ليتذكر الجولاني أن أحمد الجلبي الذي دخل بغداد على ظهر دبابة أمريكية، قد حفظه التاريخ في سلة مهملاته، أما صدام حسين الذي وقف على المشنقة وهو يهتف باسم فلسطين، فتذكره الأجيال جيلا بعد آخر.
كمال بالهادي
.
0 تعليق