فقد هيبته... يبحث عن مدرب ومستقبله مجهول: إلى متى التلاعب بمصالح المنتخب؟

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فقد هيبته... يبحث عن مدرب ومستقبله مجهول: إلى متى التلاعب بمصالح المنتخب؟, اليوم الخميس 16 يناير 2025 11:49 صباحاً

فقد هيبته... يبحث عن مدرب ومستقبله مجهول: إلى متى التلاعب بمصالح المنتخب؟

نشر بوساطة سامي حماني في الشروق يوم 16 - 01 - 2025

alchourouk
«السّمعة الطيبة خير من الذّهب»:...تلقت «الشروق» خلال الساعات الأخيرة مكالمة هاتفية من أحد القراء الأوفياء والأعزاء من منطقة غالية وجذورها ضاربة في التاريخ وهي السّاحلين.
هذا القارىء هو العروسي عمامو الذي اتصل بنا ليؤكد أمرين الأوّل أنه باق على العهد ويقرأ كل نكتب لما لمسه فينا من صِدق وغيرة على كرتنا ورياضاتنا عُموما والأمر الثاني والأهمّ هو المنتخب الذي يُؤرّق الجميع.
***
العروسي عمامو ينتمي قلبا وقالبا للسّاحلين غير أن الهموم والأحلام التي يحملها تتجاوز حدود الساحلين لتشمل عامة التونسيين الذين تعلّقت قلوبهم بالمنتخب والذين يَعتبرون أن فريقهم الوطني هو مصدر فرحتهم وفخرهم وهو أيضا «حِزبهم» الوَحيد والدائم والذي لا ولم ولن تَتآكل شعبيته بمرور الزّمن بدليل أن الجمهور لم يتركه يسير وحده أبدا من النشأة الأولى مرورا بملحمة 78 وصولا إلى «كان» 96 ومونديال 98 وانجاز 2004 في رادس والذي كانت فيه البطولة الحقيقية للأحباء الذين تلحّفوا بالعلم الوطني وساندوا عناصرنا الدولية في زويتن والمنزه ورادس وسوسة وقابس وفوق كل أرض وتحت كلّ سماء.
***
العروسي عمامو اتصل بنا بغصّة كبيرة نتيجة الوضع المُزري للمنتخب الذي لم يعد عاجزا عن الاقناع فحسب بل أنه أصبح لقمة سائغة في أفواه أضعف وأصغر الفرق في قارتنا السّمراء. والأدهى والأمر أن الجهات المُؤتمنة على إدارة شؤونه تبحث إلى الآن عن مدرب يُعيد له الحياة بعد عبث به المُسيرون وبعض المدربين الذين
تقلدوا مسؤولية قيادته في غفلة من الزمن وآخرهم قيس اليعقوبي ومنتصر الوحيشي. صَرخة العروسي عمامو هي في الحقيقة اختزال لصَرختنا جميعنا في ظلّ التلاعب بمستقبل المنتخب من قبل المنظومة المنحلّة ومن بَعدها الهيئة التسييرية التي عمّقت بدورها جراح الكرة التونسية.
***
كان في الحسبان أن تنفرج أزمة المنتخب تدريجيا بعد الاتفاق مع البرتغالي كارلوس كيروش لقيادة الفريق في المرحلة المقبلة متسلّحا بخبراته الواسعة وتجاربه الثرية مع عديد المنتخبات ومنها قطر وإيران ومصر وكولومبيا والبرتغال وجنوب إفريقيا. كيروش كان على وشك الامضاء بل أن عديد الجهات أكدت أن الصّفقة تمّت فعلا وحتى بعض وسائل الاعلام استبقت الأحداث وتكلّمت عن الرجل على أساس أنه المدرب الوطني خاصّة بعد قدومه إلى تونس وزيارة مقر الجامعة والتفاوض مع اللجنة الثلاثية بقيادة كمار إيدير وزكية البرتاجي والشاذلي الرحموني.
وفي الدقيقة التسعين سقطت الصفقة في الماء لأسباب عديدة ومنها ما هو مُعلن وما هو خَفي. الروايات الرسمية تؤكد أنه وقع اجهاض العملية نتيجة المطالب المالية الفلكية والتعجيزية لهذا المدرب. أمّا الأحاديث المتداولة في الكواليس فإنها تفيد بوجود «شبهات» و»روائح كريهة» في هذه الصّفقة وهو ما جعل هيئة التسوية تُوقف المفاوضات حفظا لماء الوجه وفي سبيل انقاذ «بقايا سمعة» الجامعة.
***
ملف المدرب الوطني يثير جدلا واسعا خاصة في ظل تعدّد الآراء بين مؤيد للتعاقد مع اطار أجنبي ومناصر لأبناء الدار.
وفي هذا السّياق يستحق رأي قارئنا العزيز العروسي عمامو التوقف عنده حيث يؤكد أن بلادنا تزخر فعلا بالكفاءات التدريبية والاطارات الفنية والتي فرضت نفسها وحققت الامتياز في الداخل والخارج. ويضيف أن المدرب المحلي أكد من زمان قدراته ومؤهلاته. ويكفي التذكير بأن الثنائي الرائع والتاريخي عبد المجيد الشتالي توفيق بن عثمان كتبا التاريخ وصنعا الفرح مع جيل 78.
محدّثنا يدافع عن المدرب المحلي ويعترف بما يملكه من مؤهلات وما حقّقه من مكاسب وانجازات غير أنه يعتبر أن التعاطي مع ملف المدرب الوطني في الفترة الحالية طغت عليه الشعبوية والعاطفة. ويؤكد عمامو أن عدة أصوات تنادي صباحا مساءً بتعيين مدرب محلي لقيادة المنتخب، ويتناسى هؤلاء أن المعايير المُعتمدة لانتقاء المدرب الوطني لا تخضع لمسألة الجنسية وإنما العبرة في الكفاءة والقدرة على تغيير واقع الفريق. ويستحضر محدثنا بعض الأسماء الأجنبية التي تركت بصمة كبيرة مع منتخبنا وعلى رأسها الفرنسي «روجي لومار» الذي حقّقنا معه الكأس الإفريقية للمرة الأولى والوحيدة في 2004.
***
العروسي عمامو يريد القول إن الاختلافات الحاصلة حول جنسية المدرب الوطني وقيمة رواتبه هي في الحقيقة قضية هامشية، وتنحرف بنا عن جوهر الموضوع وهو التعاقد مع مدرب يتمتع بالكفاءة وقوّة الشخصية ليفرض كلمته على الجميع ويحقق النقلة المنشودة مع المنتخب. ويعتبر مُحدثنا أن كفاءة المدربين المحليين لا يرقى لها الشك غير أن المناخ العام يتطلب من وجهة نظره الاستنجاد باطار أجنبي على أن تخضع الصّفقة إلى المعايير المعمول بها.
***
إلى هنا انتهت رسالة هذا القارىء العزيز والمواطن الغيور على بلاده ومنتخب بلاده قبل التفكير في جهته وفريقه المفضّل ليقينه بأن مشعل الساحلين والنجم والمنستير و»السي .آس .آس» والترجي والإفريقي و»البقلاوة» وبنزرت وقفصة والمتلوي وكل فرقنا تأتي في المقام الثاني أمّا المنتخب فهو الأول والأهمّ رغم أنف المتعصبين للجهات والجمعيات ورغم أنف كل المُسيرين والمدربين والدخلاء و»السّماسرة» الذين تلاعبوا بمصالحه.

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق