نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ميثاء حمدان تحكي قصة المرأة بهشاشة الشموع وصلابتها, اليوم الخميس 16 يناير 2025 11:19 مساءً
رحلة في تجاوز الدروس، وعملية تأمل في الحب والحياة والتاريخ، اختارت الفنانة الإماراتية، ميثاء حمدان، تقديمها في معرضها الذي افتتح، أخيراً، في «مركز تشكيل» بدبي، تحت عنوان «بقيت متمسكة»، تنسج ميثاء هذه المشاعر وفق سرديات اعتمدت فيها على مواد طبيعية وأخرى مهملة من الماضي كوسيلة لتجسيد الأفكار والمفاهيم، إذ تعددت الوسائط الفنية التي استخدمتها في المعرض ومنها التركيب والتصوير وفن الأداء والأفلام القصيرة وغيرها، والتي تستكشف من خلالها التداخلات المعقدة بين اللون والمادة والمعايير المجتمعية.
اختارت ميثاء الشمع كأداة للتعبير، معتمدة على اللون الأحمر ليكون رمزاً وحافزاً لرحلتها الاستكشافية في الحياة والعواطف، وتطرح مشاهد الشموع في ذوبانها واحتراقها، وكل ما تجسده من أبعاد في عوالم النساء وما قد يفرض عليهن، وذلك عبر الصور التي التقطتها للنساء في خلفيات معتمة تضيئها الشموع المحترقة، وتضع الفنانة الجمهور في مواجهة المعاني المتعددة التي تطرحها في أعمالها، وتحثهم على الغوص في السياقات السردية من خلال الأحمر الساطع واحتراق الشموع.
أكثر من طريقة
قدّمت ميثاء الشموع بأكثر من طريقة، فقد اعتمدت على هذه المادة وأبرزت ما تحمله من صلابة في شكلها الخارجي، وكذلك من هشاشة تظهر جلياً حين تذوب وتتشكل من جديد، وفق أشكال وتكوينات قد تكون مشوهة أحياناً، تجسد هذه المادة، العبء العاطفي والنفسي الاجتماعي والثقافي المفروض على النساء، وكأنها تبحث في التفاعل المعقد بين المرونة والقمع، والغضب والحزن، وترمز الشموع في حالتها الصلبة إلى التخفي، وكيف يمكن أن تتوارى خلف العتمة الكثير من المشاعر، ولكنها تتحوّل لتصبح هشة ومائعة تحترف الذوبان وإعادة التشكل من جديد، وتبرز هذه الرمزية سعي الكثيرات من النساء إلى إخفاء حقيقة مشاعرهن ومكابدتهن، فالأعمال تطرح حجم الألم العاطفي الذي تعانيه النساء بصمت، وتنتقل من سرد المعاناة إلى الاحتفاء بالمرونة والقوة التي تبديها النساء من أجل مواصلة حياتهن تحت مجهر الرقابة الصارمة.
مواجهة مع الحقائق
تطرح الفنانة الإماراتية من خلال المعرض، الذي يستمر حتى 21 فبراير المقبل، فكرة تقييم الذات، وإعادة النظر في المشاعر وتحريرها من الحدود التقليدية في نهاية المطاف، وتضع المتلقي أمام مواجهة مع الحقائق، فيخرج وهو محمل بالكثير من الأسئلة التي ليس من السهل أو البساطة التعامل معها بحيادية، لأنها تطال المشاعر والصراعات الداخلية، هذه الصراعات أبرزتها في تعددية أعمالها، ومنها التركيبية التي قدمتها لقوالب الشمع، وكذلك الغرفة التي يمكن استراق النظر منها على عوالم النساء، فضلاً عن الرسائل المختومة بالشمع الأحمر.
وعن معرضها قالت ميثاء حمدان لـ«الإمارات اليوم»: «اخترت نفسي وسيطاً للتعبير عن قصص نساء موجودات في المجتمع، وهي قصص ومشاعر متوارثة، وكل عمل فني يعبر عن مشاعر محددة، ومن هذه المشاعر طرحت التحديات التي تواجهها النساء في المجتمع، فالمرأة حظيت بالدعم في مسيرتها العملية بلا شك، ولكن ماذا عن مشاعر الحزن والغضب وغيرها؟»، وأضافت: «النساء يحاولن التعامل مع التحديات بأساليب معينة، ومنها الكبت أو الخذلان أو الغضب أو حتى إبراز التمسك بالأمل، لهذا أردت أن أبرز ما يمكن أن تراه المرأة من خلف الأبواب».
الولادة الجديدة
ولفتت ميثاء إلى أنها تهدف إلى إبراز هذه الرسائل الفنية بأسلوب فني مبسط، موضحة أنها اختارت اللون الأحمر كونه يعبر عن الكثير من المفاهيم، ومنها الاحتفال والدم والولادة والحب والغضب، وذلك كي تكون المشاعر بارزة، أما الشموع التي اختارتها للأعمال فأشارت إلى أنها كمادة خام تعبّر عن إعادة التعلم والتشكيل من جديد، فالتربية تصوغ الشخصية، ولكن الحياة تعيد تشكيل الشخصيات، وذوبان الشمع يعبر عن هذا التشكيل الجديد والولادة الجديدة.
وتعبر الفنانة عن التحديات التي تواجه المرأة من خلال الصور، معتبرة أن العنوان الذي وضعته لأحد أعمالها وهو «غرفة بلا نوافذ، اخترت أن أكون حرة»، هي جملة من قصيدة كتبتها سابقاً، تعبر من خلالها عن التمسك بالأمل مهما وصل حد الشعور بالألم، وشدّدت على أنها اختارت موضوعات قد تكون حساسة، وهذا النوع من الطرح الذي لا يعرف الخوف أو التردد، قد يقود إلى خلق المناقشات، ويوجد نوعاً من المحادثات، وكشفت عن أنها تميل إلى استخدام الوسائط الفنية المتعددة، لأنها لا ترغب في التخصص بأسلوب معين، بل تميل إلى التجريب والاختبار، والتعبير بشكل أساسي، ونوهت بأنها كفنانة معاصرة تميل إلى التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي طالما أنهما وسيلتان ترفعان من مستوى الفن، وترغب في ولوج هذا العالم كونه فضاء واسعاً وكبيراً.
برنامج الممارسة النقدية
شاركت ميثاء حمدان في برنامج الممارسة النقدية، الذي ينظمه مركز تشكيل في دبي، والذي يتيح للفنان المنضم إليه تقديم معرض فردي بعد عام، وقالت ميثاء إن هذا البرنامج أتاح لها الفرصة كي تتعرف إلى فنانين مخضرمين من الجيل الأول، ومن بينهم الفنان محمد كاظم، الذي أشرف على أعمالها، مؤكدة أن كاظم قدم لها الدافع الكبير للارتقاء بالأعمال إلى مستوى معين، مثنية على دوره ونصائحه التي قدمها، والتي كان لها دور كبير في خلق التجسيدات في الرسم، وأشارت إلى أنها تأثرت على نحو كبير بتجربته المفاهيمية، كما أنها متأثرة بالفنانين الخمسة الذين أسسوا المشهد الفني في الإمارات.
ميثاء حمدان:
. اخترت نفسي وسيطاً للتعبير عن قصص ومشاعر نساء موجودات في المجتمع.
. كفنانة معاصرة أميل إلى التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، طالما أنهما وسيلتان ترفعان مستوى الفن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق