نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المنتدى الاقتصادي الأردني يناقش الواقع السياحي في مدينة البترا الأثرية, اليوم السبت 18 يناير 2025 11:50 صباحاً
- بريزات: السياحة في البترا تعرضت لتحديات غير مسبوقة خلال عام 2024، حيث شهدت انخفاضًا حادًا بنسبة 74% في عدد الزوار الأجانب
- بريزات: السلطة نجحت بإنهاء ملف استغلال 309 كهوف في البترا كانت تستخدم بشكل غير قانوني، و154 مخالفة أخرى على المسار الرئيسي
- بريزات: 14 فندقًا أغلقت أبوابها مع وجود 478 عاملًا بلا عمل حتى الآن
عقد المنتدى الاقتصادي الأردني، جلسة حوارية، لمناقشة وتقييم الواقع السياحي في مدينة البترا الأثرية في ظل الظروف السياسية الراهنة في المنطقة وأثرها على حركة السياح إلى الأردن، وذلك بمشاركة رئيس سلطة إقليم البترا، فارس البريزات، وبحضور رئيس المنتدى مازن الحمود، وعدد من أعضاء مجلس إدارة المنتدى والهيئة العامة.
وأكد رئيس المنتدى أهمية مناقشة الواقع السياحي لمدينة البترا في ظل الظروف السياسية بالمنطقة، مشددا على ان المنتدى ضمن نهجه القائم يعمل على تسليط الأضواء على الملفات التي تنعكس بشكل مباشر على الاقتصاد الوطني.
وقدم المنتدى مقترحا حول التفكير الاستراتيجي في تعزيز التكامل السياحي بين موقع البترا الأثري في الأردن ومنطقة العلا في المملكة العربية السعودية.
وأوضح أن العلا أصبحت نموذجًا رائدًا في الاستثمار السياحي المستدام والتسويق العالمي، مما يفتح آفاقًا كبيرة للتعاون الإقليمي يمكن أن تسهم في تعزيز السياحة بين البلدين.
وشدد على أن التعاون بين البترا والعلا يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للتسويق السياحي العالمي، مشيرًا إلى أهمية تجاوز الحدود السياسية والتركيز على تقديم منتج سياحي يروي قصصًا مشتركة، ويدعم التنمية الاقتصادية للمنطقة.
وبدوره، أكد البريزات، أن السياحة في البترا تعرضت لتحديات غير مسبوقة خلال عام 2024، حيث شهدت انخفاضًا حادًا بنسبة 74% في عدد الزوار الأجانب مقارنة بالعام السابق.
وأشار إلى أن هذا التراجع الكبير لم يؤثر فقط على موازنة سلطة إقليم البترا، بل امتد أثره إلى المجتمع المحلي بكافة قطاعاته المرتبطة بالسياحة.
وشدد على ان الخسائر كانت فادحة، وطالت الفنادق، والمطاعم، ومحلات التحف، ومزودو الخدمات السياحية، وقطاع النقل، معتبرا ان هذه الأزمة لم تؤثر فقط على الاقتصاد، بل كان لها أيضًا تبعات اجتماعية وأمنية.
وحول تأثير التراجع السياحي على قطاع الفنادق، أوضح البريزات أن قطاع الفنادق كان الأكثر تأثرًا، وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها السلطة بالتعاون مع برنامج "أردننا جنة" الذي يركز على تعزيز السياحة الداخلية، إلا أن بعض الفنادق ما زالت مغلقة، ويبلغ عددها حاليًا 14 فندقًا، مع وجود 478 عاملًا بلا عمل حتى الآن.
وأكد أن هذه الأرقام تعكس حجم الضرر الذي أصاب البترا كوجهة سياحية رئيسية.
وأشار البريزات إلى أن التراجع الكبير في أعداد الزوار كشف عن حاجة ملحة لتغيير الاستراتيجية السياحية للأردن.
وقال: ان الدروس التي تعلمناها من هذه الأزمة واضحة؛ يجب تنويع المنتجات السياحية وتنويع الأسواق السياحية، فالاعتماد على نوع واحد من السياحة أو سوق معين يجعلنا عرضة للصدمات، سواء كانت أمنية أو اقتصادية.
وأوضح أن السياحة الأردنية تعتمد بشكل كبير على ثلاثة أنواع رئيسية: السياحة الثقافية المرتبطة بالآثار، والسياحة العلاجية، والسياحة الدينية.
وأضاف أنه وبالرغم أن السياحة الثقافية هي العمود الفقري للقطاع، إلا أن هناك فرصًا كبيرة غير مستغلة في السياحة الدينية، سواء الإسلامية أو المسيحية، وفي سياحة المغامرات، التي يمكن أن تضع الأردن على الخريطة العالمية كوجهة سياحية متنوعة.
وحول السياحة الدينية، تحدث البريزات عن الإمكانات الكبيرة التي توفرها السياحة الدينية في الأردن.
وأوضح أن هناك 52 موقعًا مهمًا للمسلمين على مستوى المملكة، بالإضافة إلى خمسة مواقع مسيحية معترف بها من الفاتيكان كوجهات حج مسيحي، ورغم ذلك، فإن أعداد الزوار لهذه المواقع لا تزال متواضعة مقارنة بإمكاناتها.
وأكد على ضرورة تحقيق نقلة نوعية في السياحة الدينية إذا قمنا بتطوير البنية التحتية وترويج هذه المواقع بشكل أفضل، لافتا إلى ان الأردن مواقع مثل المغطس وكنيسة العقبة، التي تعد أول كنيسة بنيت خصيصًا للعبادة، لكنها لم تُروج بالشكل الذي تستحقه.
وأشار إلى تجربة ناجحة حديثة في البترا، حيث تم تنظيم أول صلاة في الكنيسة البيزنطية بحضور سفير الفاتيكان.
وأضاف: "هذا النوع من الأنشطة يعزز من جاذبية المواقع الدينية، ويمكن أن يجذب آلاف الزوار من أسواق جديدة مثل أمريكا اللاتينية وآسيا.
وتطرق البريزات إلى أهمية تطوير سياحة التعافي والاستشفاء، مشيرًا إلى أن الأردن يتمتع بتنوع طبيعي هائل يمكن استغلاله لجذب السياح الباحثين عن النقاهة بعد العلاج الطبي.
وقال: "لدينا خمس مناطق رئيسية يمكن تطويرها كمراكز تعافي، مثل عجلون وجرش، والصحراء البيضاء، ووادي رم، فهذه المناطق تقدم بيئات فريدة يمكن أن تستقطب الزوار لفترات طويلة، مما يطيل من مدة إقامتهم، ويزيد من إنفاقهم.
وأشار البريزات إلى الإمكانات الهائلة لسياحة التأمل والفلك في الأردن.
وأكد البريزات أن أحد أهم الدروس المستفادة من الأزمة هو الحاجة إلى تنويع الأسواق السياحية.
وأوضح أن 60% من زوار البترا هم من الدول الأوروبية، مشيرا إلى السوق الهندي كأحد الأمثلة الواعدة، حيث يمكن استقطاب السياح الهنود من خلال برامج مخصصة للحج الإسلامي والمسيحي، بالإضافة إلى سياحة الأعراس، التي يمكن أن تحقق عوائد كبيرة.
وفي ذات السياق، تحدث البريزات عن التحديات الإدارية التي تواجه سلطة إقليم البترا، مشيرًا إلى وجود عدد كبير من المخالفات داخل الموقع الأثري.
وكشف أن السلطة، بالتعاون مع الجهات الأمنية، تمكنت خلال شهر كانون الأول 2024 من إنهاء ملف استغلال 309 كهوف بشكل غير قانوني، بالإضافة إلى ضبط 154 مخالفة أخرى على المسار الرئيسي، تضمنت البسطات غير المرخصة وسوء استخدام الحيوانات.
وأكد أن السلطة تعمل بالتعاون مع الجهات الأمنية على تنظيم الموقع الأثري وضمان الالتزام بالقوانين.
وأوضح أن السلطة تعمل مع كافة الجهات المعنية لتحسين الخدمات وتعزيز تجربة الزوار، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تهدف إلى الحفاظ على مكانة البترا كوجهة سياحية عالمية.
وعلى الرغم من التحديات، أشار البريزات إلى وجود استثمارات كبيرة في قطاع الفنادق في البترا.
وقال: "تضم المنطقة حاليًا 3700 غرفة فندقية، مع خطط لزيادة العدد إلى 6000 غرفة بحلول عام 2026، وهذه الاستثمارات تمثل خطوة مهمة نحو تلبية الطلب المتوقع، حيث تشير التقديرات إلى أن البترا ستستقطب 1.4 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2026.
وأضاف: ان أغلب الفنادق الجديدة مملوكة لأبناء المجتمع المحلي، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل للشباب.
وأكد البريزات أن تحقيق الاستدامة السياحية يتطلب جهودًا متضافرة من كافة الأطراف.
وقال: ان البترا ليست مجرد موقع أثري، بل هي رمز وطني واقتصادي، وإذا عملنا بجدية على تطوير المنتجات السياحية وتنويع الأسواق، فإننا قادرون على مواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل للسياحة في الأردن.
واختتم البريزات حديثه بالتأكيد على أن السياحة في البترا تمثل شريانًا حيويًا للاقتصاد الأردني، مشيرًا إلى أن الجهود المبذولة لتطوير القطاع ستؤتي ثمارها إذا تم تنفيذها بشكل استراتيجي.
وأضاف: ان البترا ليست مجرد وجهة سياحية، بل هي عنوان للأردن ومصدر فخر لجميع الأردنيين.
ودار نقاش موسع في نهاية الجلسة حول مدينة البترا كوجهة سياحية عالمية، وأهمية تطوير البنية التحتية السياحية، وتنويع المنتجات والخدمات المقدمة للزوار، وتعزيز جهود التسويق الدولي للبترا كواحدة من أبرز مواقع التراث العالمي، بما يضمن تحقيق التوازن بين الحفاظ على الإرث الثقافي وزيادة العوائد الاقتصادية للأردن والمجتمع المحلي.
المملكة
0 تعليق