نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا ينجح في علاج رجل مصاب بأخطر مرض في العالم, اليوم السبت 18 يناير 2025 08:23 مساءً
نجح المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا في علاج رجل مغربي يبلغ من العمر 41 عامًا، كان يعاني من السل البولي التناسلي (GUTB)، أحد أخطر وأندر الأمراض المعدية في العالم، الذي يصيب الجهاز التناسلي والبولي، حيث لا يؤثر فقط على صحة المريض، بل قد يؤدي أيضًا إلى مضاعفات خطيرة، مثل العقم الدائم.
وتعود القصة إلى اللحظة التي توجه فيها المريض إلى مستشفى ابن سينا بالرباط، بعدما لاحظ تضخمًا غير طبيعي في خصيته اليسرى استمر لمدة ثمانية أسابيع، ليصل حجمها إلى 15 سنتيمترًا، مترافقًا مع خروج صديد أبيض حليبي منذ ثلاثة أسابيع.
وبدت الحالة غامضة في البداية، خاصة مع غياب الأعراض الشائعة للسل، مثل الحمى أو السعال، وعدم وجود تاريخ طبي يشير إلى تعرضه للعدوى، غير أن الفحوصات الطبية، بما في ذلك التصوير بالموجات فوق الصوتية والتصوير المقطعي المحوسب، كشفت عن سماكة غير طبيعية في جدار كيس الصفن وارتشاح في الأنسجة المحيطة، مما عزز الشكوك حول الإصابة بالسل التناسلي.
وقرر الأطباء، مع تزايد المخاوف من تحول الكتلة إلى ورم سرطاني أو انتشار العدوى إلى مناطق أخرى، إجراء عملية جراحية لاستئصال الخصية المصابة، ليتبين بعد ذلك أن النسيج التناسلي للمريض قد تعرض لنخر شديد، مما أكد خطورة الحالة وأهمية التدخل الجراحي العاجل، قبل إخضاع المريض لعلاج مكثف بالمضادات الحيوية المضادة للسل لمدة ستة أشهر، وهو البروتوكول العلاجي المعتمد عالميًا لمكافحة هذه العدوى الخطيرة.
ورغم نجاح العلاج وإنقاذ حياة المريض، إلا أن الفحوصات اللاحقة أظهرت أن خصوبته قد تأثرت بشكل دائم، إذ لم تعد هناك أي حيوانات منوية في سائله المنوي، حيث يعزى ذلك إلى التأثير الجانبي الذي يعد واحدًا من التحديات المرتبطة بالسل التناسلي، باعتبار أن تأخر التشخيص والعلاج يمكن أن يؤدي إلى أضرار دائمة في الجهاز التناسلي.
ويحذر الأطباء من أن مرض السل، رغم التقدم الطبي الكبير، لا يزال يشكل تهديدًا عالميًا، خصوصًا مع تزايد حالات الإصابة في بعض الدول خلال السنوات الأخيرة، حيث يعد السل، وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، من أكثر الأمراض المعدية فتكًا في العالم، بعدما أودى بحياة 1.25 مليون شخص في عام 2023 فقط.
وتؤكد الدراسات أن العلاج المبكر والمستدام بالمضادات الحيوية يظل الحل الأمثل للحد من خطورة المرض ومنع انتشاره، بينما يمثل التوقف عن العلاج خطرًا كبيرًا، حيث قد يؤدي ذلك إلى تفشي العدوى بشكل أكثر عدوانية، مهددًا حياة المصابين والمجتمع ككل.
0 تعليق