روسيا تُهدر إنجازات اقتصادية وعلمية وسياسية حققتها في الماضي

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
روسيا تُهدر إنجازات اقتصادية وعلمية وسياسية حققتها في الماضي, اليوم الأحد 19 يناير 2025 02:17 صباحاً

يشكل الانهيار المذهل للنظام المدعوم من قبل موسكو في سورية، بعد تدخل روسي مطوّل في البلاد، ضربة قوية لقدرة الكرملين على التأثير في الشؤون العالمية. وحتى مع تقدّم القوات الروسية في أوكرانيا، بعد نحو ثلاث سنوات من بداية الحرب، فإن التقديرات تشير إلى أن الخسائر ستكون فادحة، مع تراجع كبير للنفوذ الروسي عبر قارتي آسيا وأوروبا.

وكان أحد نجاحات الرئيس فلاديمير بوتين المبكرة التي أكسبته احتراماً دولياً، هو تعزيز الوضع المالي لروسيا، وإنهاء التضخم المفرط الذي أصاب البلاد في التسعينات. وبعد إقرار ضريبة ثابتة، أنشأ الكرملين نظاماً لصناديق الثروة السيادية في أوائل العقد الأول من القرن الـ21 لإنشاء احتياطيات وموازنة النفقات الفيدرالية، مع تحركه لإعادة تأكيد السيطرة الوطنية على احتياطيات روسيا الهائلة من مصادر الطاقة.

وملأت سنوات من ارتفاع أسعار السلع الأساسية التي تُصدّرها روسيا، خزائن موسكو بعملات احتياطية، ما سمح للدولة الروسية بالحفاظ على مستويات منخفضة نسبياً من الديون.

جهود ناجحة

ويشكل استنزاف الصندوق السيادي الروسي نتيجة للحرب، ضربة قوية للنفوذ الاقتصادي الروسي. وقبل ذلك، حاولت موسكو استخدام الصندوق لإغراء كييف بالانضمام إلى كتلتها التجارية في عام 2013. وعشية الحرب، بلغ إجمالي أصول الصندوق السائلة 114 مليار دولار، والآن ينضب الصندوق بسرعة، حيث خلص بعض المحللين إلى أن روسيا تستخدم الخداع لتضخيم القيمة المتصورة للأصول المتبقية في الصندوق، وتخاطر في نهاية المطاف بالإفلاس في الأمد المتوسط.

كما وضع بوتين «المالية الإصلاحية» للبلاد موضع التنفيذ، في محاولة لتحسين التركيبة السكانية في البلاد، وتمويل مدفوعات الأمومة للعائلات. وكانت هذه الجهود، بالنسبة لمجتمع صناعي، ناجحة إلى حد ما. وكان معدل الخصوبة في روسيا 1.2 في عام 2000. وبحلول عام 2015، وصل إلى 1.78. وعشية الحرب كان 1.4، وهو ما يعادل تقريباً متوسط الاتحاد الأوروبي.

وبعد مرور نحو ثلاث سنوات، تشير تقديرات الخدمة الروسية في هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن ما بين 140 و170 ألف روسي، أغلبهم من الرجال، لقوا حتفهم في الحرب حتى أكتوبر 2024، مع عدد من الجرحى بمئات الآلاف. ومن المرجح أن يستمر تأثير الحرب في التركيبة السكانية في روسيا لعقود عدة، كما كان تأثير الحرب العالمية الثانية في الاتحاد السوفييتي.

ومع ذلك، فإن مقتل وإصابة مئات الآلاف من الرجال في سن الإنجاب يشكّل كارثة على البلاد، وضربة للمكاسب التي تحققت خلال العقدين السابقين من سياسات بوتين المؤيدة للإنجاب.

ركود الابتكار

في يوليو 2024، فر أركادي فولوز، مؤسس «ياندكس»، وهي شركة الإنترنت الأكثر نجاحاً في روسيا، من البلاد بعد أن تخلى عن جميع الأصول، آخذاً معه مئات المتخصصين وخطة لبناء أقوى أنظمة الذكاء الاصطناعي في هولندا. لقد ارتكب خطأ بانتقاد الحرب، ووصفه الكرملين بالخائن.

إن رحيل فولوز ليس سوى الحلقة الأخيرة من فشل الكرملين في التحرك نحو اقتصاد مبتكر، والابتعاد عن صادرات السلع الأساسية. وترك إرث الحرب الباردة - من المنافسة في مجال العلوم والتكنولوجيا - لدى روسيا عدداً كبيراً من معاهد الهندسة والعلوم التطبيقية في جميع أنحاء البلاد الشاسعة. وإذا اقترنت هذه القوى العاملة، المتعلمة تعليماً عالياً بالموارد الطبيعية الوفيرة في الاتحاد الروسي، فإنه من الممكن أن تطور اقتصاداً مبتكراً منسجماً مع المنافسة العالمية. وربما كانت الجمهوريات السوفييتية السابقة ستظل في فلك موسكو. ومع ذلك، توسع نظام التعليم العالي إلى آسيا الوسطى والقوقاز على مدى العقدين الماضيين، وفتح فروعاً تابعة له، وفي الوقت نفسه، تواصل موسكو تعليم عشرات الآلاف من النخب المستقبلية في الجامعات الروسية.

مكاسب ضخمة

كان من الممكن استخدام المكاسب الضخمة من عائدات السلع الأساسية التي بدأت في أوائل العقد الأول من القرن الـ21، جنباً إلى جنب مع إرث الحرب الباردة، لصياغة الشركات الروسية بعناية، من خلال استبدال الواردات وبناء المقدرات الوطنية للتنافس في السوق العالمية. وكانت هذه هي السياسات التي اتبعتها كوريا الجنوبية وتايوان بنجاح في فترة ما بعد الحرب، ما نقلهما من مستعمرات يابانية سابقة، إلى طليعة منتجي الإلكترونيات. وكان من الممكن أن تتوسع مجموعات القرصنة المتطورة التي ترعاها الدولة في روسيا إلى ما هو أبعد من الأهداف السياسية والعسكرية التقليدية، لتشمل التجسس الصناعي، كما تمارسه بكين. بدلاً من ذلك، تُركت روسيا الآن تكافح من أجل تنفيذ استبدال الواردات في ظل موارد متضائلة وهجرة مستمرة للعقول. وكانت روسيا تعمل على تطوير قطاع أمن معلومات تنافسي في العقد الأول من القرن الـ21، حيث اكتسبت شركات مثل «كاسبيرسكي» ومجموعة «آي بي» عدداً كبيراً من العملاء الدوليين. ومع ذلك، فإن اعتقال مؤسس مجموعة «آي بي» عام 2021، وباحث كبير في «كاسبيرسكي» بتهمة الخيانة في عام 2017، يثبت أن السوق الحرة لاتزال خاضعة لأهواء الكرملين المتقلبة.

وقدّر مؤشر الابتكار العالمي للمنظمة العالمية للملكية الفكرية لعام 2023، أن أداء روسيا - نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي - أقل من التوقعات، ما يضعها في المرتبة الـ51 بين 134 اقتصاداً شملها الاستطلاع. وهذا يتناقض بشكل صارخ مع موقف الصين التي احتلت المرتبة الـ12، فقد حققت السياسة الصناعية لبكين، جنباً إلى جنب مع جرعة صحية من التجسس الصناعي، أرباحاً هائلة، حيث تتنافس صادرات بكين - من الإلكترونيات إلى السيارات - مع العالم الصناعي. عن «ناشيونال إنترست»


مشروع بوتين المفضل

في حين ركزت كثير من التحليلات الخاصة بحرب أوكرانيا على الكيفية التي يؤدي بها الصراع المطول إلى تقليص قدرة موسكو على تحديد الشؤون الأمنية في القوقاز وآسيا الوسطى، وخصوصاً الحرب اللاحقة بين أرمينيا وأذربيجان، فإن التطورات الأخيرة ألقت أيضاً بظلال من الشك على إمكانية توسيع مشروع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفضل، والمتمثل في «الاتحاد الاقتصادي الأوراسي»، بشكل أكبر في آسيا وأوروبا.

والتقى رئيس الوزراء الروسي، ميخائيل ميشوستين بالرئيس الأوزبكي، شوكت ميرزييف في سبتمبر 2024، في محاولة - على الأرجح - للضغط على طشقند للانضمام رسمياً إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي. ومع ذلك، أعلن نائب رئيس مجلس النواب في البرلمان الأوزبكي، أكمل سعيدوف، في أواخر أكتوبر أنه بعد مراجعة دقيقة لآلاف الوثائق، ستظل البلاد مراقباً ولن تسعى إلى العضوية الرسمية.

. تُركت روسيا الآن تكافح من أجل تنفيذ استبدال الواردات في ظل موارد متضائلة وهجرة مستمرة للعقول.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق