تحدثت تقارير إعلامية وطنية مؤخرا عما يسمى بـ"الكوكايين الوردي”، المعروف علمياً باسم “2C-B”، والذي أكدت ذات التقارير انه بات يغزو وبشكل مقلق بعض حفلات أبناء الأثرياء والملاهي الليلية في البيضاء ومراكش على الخصوص. ذات المصادر أشارت كذلك أن تهريب كميات من هذا المخدر “الوردي”، تتم انطلاقا من مليلية المحتلة، خصوصا وأن السلطات الإسبانية نفسها تعترف بأنها تواجه أحد أخطر التحديات، المتمثلة في وقف صنع وتهريب هذا المخدر، بسبب خصائصه وتأثيره القوي، مما يجعله شديد الخطورة على الصحة النفسية والجسدية للمستهلكين، علما أنه نتاج مركب اصطناعي وردي، يباع عادة على شكل مسحوق أو أقراص، ويتسبب في أغلب الأحيان في تأثيرات شديدة على الإدراك والوعي، إلى جانب تأثيرات منشطة مشابهة للكوكايين التقليدي على الرغم من أنه لا يحتوي عليه كمكون من مكوناته.

التقارير كشفت كذلك أن شبكات التهريب تستغل مليلية المحتلة نقطة عبور لتوزيع الكوكايين “الوردي” في المغرب، باستخدام وسائل مبتكرة وبكميات محدودة لتجنب لفت الانتباه، علما أن الزبون الأول لها هي شبكات الدعارة الفاخرة خاصة بالبيضاء ومراكش، والتي يصل اليها قادما من الجنوب الإسباني عير مناطق “الكالا دي إيناريس”، و”فوينلابرادا”، وخيتافي، وليغانيس، ومدريد، قبل أن تتكلف شبكات أخرى بنقله إلى المغرب. ونجحت السلطات الامنية الإسبانية، في تفكيك عدة شبكات للتهريب تشتغل في هذا المجال في اوقات سابقة بل وشنت حملة كبيرة لهذا الغرض العام الماضي مكنت من حجز كميات مهمة من هذا المخدر.

وعلى الرغم من أن تاريخ المنتج الأصلي لهذا الكوكتيل يعود الى سبعينيات القرن الماضي، إلا أن اكتشافه لأول مرة كمخدر في إسبانيا لم يكن إلا عام 2010، وزاد استهلاكه بشكل كبير في السنوات الأخيرة بسبب انخفاض سعره مقارنة بمخدرات قوية أخرى، ومن بين مكوناته الكيتامين والإكستازي بكميات مختلفة حسب تركيبة المادة (مما يعني أن كل شخص يمكن أن يكون له تأثيرات مختلفة)، لذا فالآثار الجانبية المحتملة قد تختلف، ولكنها تشمل عموما القلق والهلوسة والغثيان والقيء وزيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم وانخفاض مستويات الصوديوم وارتفاع درجة حرارة الجسم، ويمكن أن تشمل الآثار الطويلة الأمد مشكلات في القلب وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والتغيرات السلوكية، ويمكن أن تسبب تشكيلة المخدرات الموجودة في الكوكايين الوردي إدماناً عالي الشدة. وكان مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة في ورقة بحثية حول تعاطي المخدرات الاصطناعية عام 2022، قد أشار إلى أن الجرعات العالية من الكيتامين المستخدمة خارج السياق الطبي يمكن أن تسبب تأثيرات سامة في القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي، إضافة إلى آثار أخرى مثل مشكلات المثانة والقلق ونوبات الهلع والخفقان وتسارع القلب وآلام الصدر والاكتئاب وتفاقم أعراض مشكلات الصحة العقلية القائمة والكلام غير الواضح أو عدم القدرة على الكلام.