ترامب وإيران.. هل تفرض "لغة التصعيد" نفسها؟

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب وإيران.. هل تفرض "لغة التصعيد" نفسها؟, اليوم الاثنين 20 يناير 2025 05:25 مساءً

يقول خبراء إن احتمالات تحقيق اختراق دبلوماسي في الملف النووي الإيراني تتضاءل، خاصة بالنظر إلى تصريحات فريق دونالد ترامب وأولوياته الاستراتيجية.

إشارات التصعيد.. تصريحات تنذر بالمواجهة

"واحد في تريليون" هو التوصيف الذي استخدمه السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام عندما تحدث عن احتمال نجاح الدبلوماسية في تفكيك البرنامج النووي الإيراني.

هذه النسبة الصادمة لا تعكس فقط تشاؤما، بل ربما تعبر عن الاستراتيجية التي قد تتبناها إدارة ترامب.

تصريحات مستشار الأمن القومي المقرب من ترامب عززت هذا الانطباع، حيث كشف أن الإدارة تخطط لاتخاذ خطوات حاسمة تجاه إيران خلال الشهر المقبل. هذه الخطوات، وفق المراقبين، قد تتجاوز الاتفاق النووي الحالي لتشمل إعادة رسم خريطة العلاقة الأميركية الإيرانية بأكملها.

بين العلن وما يدور في الكواليس

أشار رئيس تحرير صحيفة "إيران دبلوماتيك"، عماد أبشناس، خلال حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" إلى أن فريق ترامب سبق وأن تواصل مع الجانب الإيراني قبل دخوله البيت الأبيض عام 2017، وأن الإيرانيين أبدوا آنذاك استعدادًا للتفاوض المباشر بمجرد تسلم ترامب السلطة. لكن هذه الاتصالات السرية لم تكن تهدف بالضرورة إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي، بل إلى التفاوض على شروط جديدة تتماشى مع المصالح الأميركية أولاً.

وأضاف أبشناس: "الإدارة الأميركية لا تسعى لإحياء الاتفاق النووي كما يرغب الأوروبيون، بل تهدف إلى إغلاقه بالكامل والتركيز على قضايا أخرى تتعلق بضمانات أمنية واقتصادية".

مطالب فريق ترامب.. شروط تتجاوز الملف النووي

وفقًا لأبشناس، تحمل مطالب فريق ترامب في جعبتها شروطًا جديدة قد تجعل من الصعب تحقيق أي اتفاق قريب، وأبرز هذه المطالب:

  • ضمانات نووية: تطالب الولايات المتحدة إيران بتعهدات صارمة بعدم تصنيع السلاح النووي، بغض النظر عن الاتفاق النووي السابق.
  • هيمنة اقتصادية: من ضمن المطالب إعطاء الشركات الأمريكية حصة كبيرة من الاقتصاد الإيراني، مقابل ضمانات بعدم محاولة إسقاط النظام.
  • عدم الاعتداء: الالتزام بعدم القيام بأعمال عدائية ضد الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة.
  • تغيير في التوجه السياسي: الضغط على إيران للعودة إلى "الخانة الأمريكية"، مع تقديم وعود بتحويلها إلى قوة اقتصادية وصناعية كبرى.

هذه المطالب، التي تبدو في ظاهرها مغرية، تأتي مشروطة بتنازلات قد تُفسر داخل إيران على أنها استهداف لسيادة الدولة.

أوروبا والوساطات الإقليمية

بينما تسعى الأطراف الأوروبية جاهدة لإعادة إحياء الاتفاق النووي، تواجه هذه المساعي عراقيل كبيرة بسبب التوجه الأميركي الجديد. الأوروبيون يرون في الاتفاق النووي وسيلة لتجنب التصعيد وضمان استقرار المنطقة، لكن فريق ترامب، وفقًا لأبشناس، لديه رؤية مختلفة تمامًا.

من جهة أخرى، تلعب دول مثل العراق، عمان، وقطر دور الوسيط بين واشنطن وطهران، حيث تُنقل رسائل ومقترحات تفاوضية عبر هذه الدول. ومع ذلك، يبدو أن موقف الولايات المتحدة أكثر تشددا هذه المرة، مع رغبة واضحة في الوصول إلى اتفاق سريع خلال فترة قصيرة، لا تتجاوز 100 يوم من عودة ترامب إلى الرئاسة، كما تشير التسريبات.

فرص ضائعة وتصعيد محتمل

وبالنظر إلى المعطيات، يبدو أن عودة ترامب إلى المشهد السياسي قد تحمل تغييرات جذرية في أسلوب التعامل مع إيران.

وبينما يركز فريقه على تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية تتماشى مع المصالح الأميركية، قد تجد إيران نفسها أمام خيارين أحلاهما مر: إما تقديم تنازلات كبيرة أو مواجهة تصعيد جديد يعيد المنطقة إلى أجواء التوتر.

يقول أبشناس: "ما يجري ليس مجرد ملف نووي، بل محاولة لإعادة تشكيل العلاقة بين إيران والولايات المتحدة بشكل كامل".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق