أعدت مصر خطة طموحة لتحسين قطاع الطاقة، مع التركيز على تعزيز إنتاج الغاز الطبيعي، من خلال تنفيذ استراتيجية متكاملة تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي والحد من الاعتماد على الواردات. 

تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز 

في هذا السياق، يتزايد الاهتمام بالاكتشافات الغازية الجديدة، مثل اكتشاف "نفرتاري" الذي تم الإعلان عنه مؤخرًا.

تسلط دراسة للمركز المصري للفكر 

والدراسات الاستراتيجية الضوء على الأبعاد الاقتصادية لهذا الاكتشاف، مشيرة إلى أنه يمكن أن يكون له تأثير كبير في إعادة مصر إلى مستويات الإنتاج التي كانت عليها سابقًا. وأوضحت الدراسة أن هذا الاكتشاف يعد خطوة هامة نحو تحسين وضع الغاز الطبيعي في مصر وزيادة احتياطياتها.

وتتمثل أبرز المكاسب المحتملة لاكتشاف "نفرتاري" في عدة نقاط، أهمها: إضافة احتياطيات جديدة من الغاز الطبيعي التي قد تؤدي إلى مزيد من الاكتشافات المستقبلية، وتعزيز الثقة بين الشركات الأجنبية وقطاع الغاز المصري، بالإضافة إلى زيادة معدلات الحفر والإنتاج في منطقة غرب المتوسط، كما يعزز الاكتشاف الجهود المبذولة لتحويل مصر إلى مركز إقليمي لتجارة وتصدير الغاز في منطقة شرق المتوسط.

ويعد الاكتشاف التجاري "نفرتاري" خطوة استراتيجية مهمة لشركة إكسون موبيل التي قد تحقق من خلالها توسعًا في السوق المصري، وتوقعات بأن يؤدي هذا الاكتشاف إلى زيادة معدلات الإنتاج وتقليل الحاجة للاستيراد، مما يساهم في تقليل فاتورة الواردات، بالإضافة إلى تعزيز خزينة الدولة من العملات الأجنبية.

من خلال هذا الاكتشاف، تواصل مصر تعزيز موقعها على خريطة الطاقة العالمية، مستفيدة من الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به البنية التحتية المتطورة في قطاع الغاز، وهو ما يعكس تطلعات الدولة في تنمية قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة الاقتصادية.

خطوة استراتيجية هامة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي 

في الختام، يُعد اكتشاف حقل "نفرتاري" للغاز الطبيعي بمثابة خطوة استراتيجية هامة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة في مصر، وهو ما يساهم بشكل كبير في تعزيز القدرة التنافسية للقطاع الاقتصادي الوطني. 

ويُتوقع أن يسهم هذا الاكتشاف في زيادة الإنتاج المحلي للغاز الطبيعي وتلبية احتياجات السوق المصري، مما ينعكس إيجاباً على تحفيز النمو الاقتصادي، وتوفير المزيد من فرص العمل، وتحقيق الاستقرار في سوق الطاقة المحلية.

كما أن هذا الاكتشاف يفتح آفاقاً جديدة للتعاون مع الشركات العالمية، مما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ومع التوجه المستمر نحو تنويع مصادر الطاقة، سيشكل حقل "نفرتاري" عنصراً مهماً في استراتيجيات النمو المستدام والتحول الطاقي في البلاد.

ومع تجاوز مصر للأزمات الطاقية التي مرت بها، يأتي هذا الاكتشاف ليكون بداية مرحلة جديدة من الاستقرار في سوق الطاقة، مع تعزيز القدرات المحلية، وتقليل الاعتماد على واردات الطاقة، وهو ما يساهم في تحسين أداء الاقتصاد المصري في السنوات القادمة، ويعزز موقف البلاد في سوق الطاقة العالمي.