اختلفت إسرائيل وحركة حماس الأحد، بشأن تفاصيل اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإعادة المحتجزين، في الوقت الذي أعلن فيه مسؤولون فلسطينيون أن قصفا إسرائيليا مكثفا أودى بحياة 100 شخص خلال 48 ساعة.

وقال مسؤول في حماس إن الحركة وافقت على قائمة تضم 34 محتجز إسرائيلي سيعادون ضمن اتفاق قد يؤدي في نهاية المطاف إلى وقف إطلاق النار. لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سارع بإصدار بيان ذكر فيه أن حماس لم تقدم قائمة بأسماء المحتجزين.

وتجددت الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس وإعادة الإسرائيليين المحتجزين في غزة قبل أن يتولى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 كانون الثاني.

وتأتي هذه الجهود في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع. وقال مسعفون إن الغارات الجوية الإسرائيلية في غزة أودت بحياة 105 فلسطينيين السبت والأحد.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، إنه ينبغي لإسرائيل أن تمتثل للقانون الدولي وأن تبذل "جهودا أكبر بكثير لضمان حماية المدنيين". لكنها أضافت أنها تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

وأرسلت إسرائيل مفاوضين إلى الدوحة الجمعة، لاستئناف محادثات بوساطة قطرية ومصرية في حين حثت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تدعم جهود الوساطة، حماس على الموافقة على اتفاق.

وقالت حماس الجمعة، إنها ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن، لكن لم يتضح بعد مدى التقارب بين الجانبين.

وقال مسؤول في حماس لرويترز، إن أي اتفاق لإعادة الإسرائيليين سيتوقف على اتفاق لانسحاب إسرائيل من غزة ووقف دائم لإطلاق النار أو إنهاء الحرب.

وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه "حتى هذه اللحظة لازال الاحتلال يتعنت في الموافقة على ملفي وقف اطلاق النار والانسحاب ولم يتقدم بأي خطوة فيهما...إن نجاح أي اتفاق مرتبط بمدى تجاوب الاحتلال في هذين الملفين".

وقال نتنياهو مرارا إن الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على حماس كقوة عسكرية وحاكمة في القطاع.

وشنت إسرائيل هجومها على غزة ردا على عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول 2023.

وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية، التي تهدف إلى القضاء على حماس، إلى تسوية مساحات شاسعة من القطاع بالأرض ونزوح معظم سكانه. وتقول وزارة الصحة في غزة إن عدد الشهداء الفلسطينيين ارتفع إلى 45805 حتى الآن.

القتال يستعر

استمرت الضربات العسكرية الإسرائيلية الأحد، في مختلف أنحاء قطاع غزة، حيث قال مسؤولون بقطاع الصحة، إن غارة جوية أدت إلى استشهاد 5 أشخاص في منزل بمخيم النصيرات وسط القطاع. كما تسببت غارة أخرى في استشهاد 4 في جباليا بشمال غزة.

وفي وقت لاحق من الأحد، قال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية أصابت مركز شرطة في خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 5 أشخاص. ولم يتضح بعد ما إن كان جميع الشهداء من أفراد الشرطة.

ومع حلول الظلام، قال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية، أدت إلى استشهاد 3 أشخاص في مخيم البريج وسط قطاع غزة، ليرتفع عددهم الأحد إلى 17.

وفي حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، هرع أقارب وجيران لمنزل عائلة زهد الذي استهدفته ضربة جوية إسرائيلية في وقت متأخر من مساء السبت، وقال مسعفون؛ إنها أدت إلى استشهاد 7 فلسطينيين. وتواصلت عمليات البحث صباح الأحد، عن 4 آخرين يعتقد أنهم محاصرون تحت الأنقاض.

وشوهدت يد أحد الشهداء بين ركام المبنى المنهار، وأزال 3 رجال الأتربة بأيديهم العارية لانتشال الجثث والبحث عن ناجين محتملين.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان الأحد، إن قواته هاجمت أكثر من 100 هدف بأنحاء غزة خلال يومي السبت والأحد، مما أودى بحياة العشرات من حماس.

وأضاف أنه دمر كذلك مواقع لإطلاق الصواريخ استخدمت خلال الأيام الماضية لشن هجمات صاروخية على إسرائيل.

رويترز