نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
4 سيناريوهات محتملة لنهاية الحرب بين روسيا وأوكرانيا, اليوم الأحد 26 يناير 2025 02:09 صباحاً
تنتظر أوكرانيا قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب كما ينتظر المصارع الجريح إشارة الحكم، وعلى الرغم من أنها لم تنكسر بعد فإن أوكرانيا التي تقاتل بشراسة منهكة بالتأكيد.
في ساحة المعركة تبدو الصورة قاتمة للغاية، إذ استولت القوات الروسية على ستة أضعاف من الأراضي الأوكرانية في عام 2024، مقارنة بما استولت عليه في عام 2023. في المقابل تم التنازل عن أكثر من نصف الأراضي التي استولت عليها أوكرانيا في هجومها المفاجئ في الخريف على «كورسك» الروسية.
وفي غضون ذلك تستمر الهجمات الروسية المتعددة على طول خط المواجهة الذي يبلغ طوله 1000 كيلومتر، ما يكلف أوكرانيا المزيد من الأراضي يومياً في منطقة «دونباس» الشرقية. وتشمل المدن الأكثر تعرضاً للتهديد المركز اللوجستي الأوكراني الرئيس في «بوكروفسك».
وتلقت الصناعة الأوكرانية ضربات جديدة ومدمرة أيضاً، وخارج «بوكروفسك» بات منجم «ميتينفيست» الضخم، المنشأة الوحيدة في البلاد لإنتاج الفحم الذي يعتبر حيوياً في صناعة الصلب في أوكرانيا، مسرحاً لقتال عنيف، وقد تم إغلاقه وإخلاؤه من العمال قبل 10 أيام بعد تفجير أحد الأعمدة الرئيسة فيه لمنع القوات الروسية من استخدامه للتقدم.
وبالإضافة إلى العدد الهائل من القتلى والجرحى من القوات الأوكرانية، فإن 51 ألف أوكراني آخرين، أغلبهم من الجنود، في عداد المفقودين الآن. وخارج ساحة المعركة قُتل وجُرح أكثر من 40 ألف مدني أوكراني، ونزح أكثر من 3.5 ملايين أوكراني داخل البلاد، وفر أكثر من ستة ملايين إلى الخارج.
ومع ذلك، قالت امرأة أوكرانية في مدينة «خيرسون»، الأسبوع الماضي، حيث تنتشر الطائرات بدون طيار الروسية: «مازلت أستيقظ في الصباح وأمارس الرياضة، وأستحم وأضع مكياجي وأرتدي مجوهراتي، وأذهب إلى العمل».
وكان الأوكرانيون يخشون فوز ترامب في الانتخابات، حيث شككوا في أن الرئيس الأميركي الذي يقول إن لديه علاقة جيدة مع الرئيس فلاديمير بوتين، يمكن أن يجلب لهم الفرح، ولكن ثلاث سنوات من الدعم العسكري المتقطع والاستراتيجية غير الواضحة من الرئيس السابق جو بايدن، والتي جلبت للبلاد شعوراً بالهزيمة البطيئة، سمحت «لأمل يائس» بالازدهار بين الأوكرانيين في أن الرئيس الأميركي المنتخب ترامب الذي كان صريحاً في نيته إنهاء الحرب، قد ينهي الصراع بطريقة مواتية.
وبغض النظر عن السيناريوهات غير المحتملة التي تنطوي على وفاة بوتين المفاجئة أو الهجوم المضاد الأوكراني الكاسح، فهناك أربع نتائج واقعية للحرب في الوقت الذي يعتقد فيه بوتين أن روسيا يمكن أن تصمد وتهزم أوكرانيا رغم الدعم الغربي، وستقرر قدرة ترامب على كسر هذا الاعتقاد أياً من هذه النتائج الأربع المحتملة سيصبح حقيقة.
هزيمة كارثية
السيناريو الأول هو الأسوأ، فإذا اختارت روسيا المضي قدماً في الحرب وتجنبت المفاوضات فإن أوكرانيا إذا خسرت الدعم الأميركي فقد تنكسر في نهاية المطاف وتُهزم عسكرياً.
وإدراكاً منه لرغبته في إنهاء الحرب بسرعة، وبالنظر إلى انتقاداته اللاذعة لانسحاب بايدن من أفغانستان، سيكون ترامب حذراً من السماح لهذه النتيجة الكارثية بالحدوث، وإذا سحقت أوكرانيا فإن العواقب على الأمن العالمي ستكون أسوأ كثيراً من تداعيات الانسحاب الأميركي من أفغانستان، وسيتدفق ملايين اللاجئين الأوكرانيين إلى خارج البلاد، وسيُسجن الآلاف ممن تبقى، وسينتهي الأمر بحلف شمال الأطلسي الذي كان فخوراً ذات يوم بتوسعه إلى فنلندا والسويد، بتوسع روسي غرباً ودبابات الكرملين على حدود بولندا.
سلام سيئ
السيناريو الثاني الذي يكاد يكون أسوأ من السيناريو الأول يفرض على أوكرانيا في غياب اتفاق تفاوضي أو دعم من الولايات المتحدة أن تستسلم، وتضطر إلى رفع دعوى قضائية، مع موقف ضعيف من أجل اتفاق سلام سيئ يؤدي إلى تقسيم البلاد وتأسيس حكومة «عميلة» في كييف، وهذا يعتبر انتصاراً لروسيا، وهزيمة واضحة لأوكرانيا وحلفائها الغربيين، وبالتالي لا يستحق ترامب جائزة نوبل للسلام.
وقف إطلاق النار
ويتضمن السيناريو الثالث وقف إطلاق النار، وذلك كجزء من مرحلة انتقالية تؤدي إلى تسوية نهائية واتفاقية سلام ونهاية حقيقية للحرب، فقد يؤدي ذلك إلى الاستقرار الإقليمي وبقاء أوكرانيا محاطة بضمانات أمنية واقتصادية.
ومن دون تسوية نهائية يدرك المقربون من ترامب بوضوح أن وقف إطلاق النار في حد ذاته ليس كافياً، فوقف القتال وحده لن يؤدي إلا إلى تجميد الحرب على طول الخطوط الأمامية القائمة، ما يسمح للقتال بالبدء مرة أخرى وفقاً لمصلحة روسيا. وتدرك أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون بالفعل فشل اتفاقيتي وقف إطلاق النار السابقتين «مينسك 1» و«مينسك 2»، اللتين أخفقتا في إنهاء الصراع في «دونباس» قبل 10 سنوات، وأرستا الأساس للحرب الدائرة منذ عام 2022.
وفي إشارة مشجعة أقر وزير الخارجية الأميركي الجديد ماركو روبيو بضرورة الذهاب إلى أبعد من مجرد وقف القتال، عندما أجريت معه مقابلة مع شبكة «سي بي إس» الأميركية الأسبوع الماضي.
تسوية تفاوضية
أما السيناريو الرابع الذي يأمل فيه الأوكرانيون، فيتضمن تمكين الولايات المتحدة لأوكرانيا حتى تشارك في محادثات السلام من موقع قوة، ما يؤدي إلى اتفاق يضمن لأوكرانيا مستقبلاً سيادياً وقابلاً للاستمرار اقتصادياً، مع ضمانات أمنية تحميها من المزيد من التهديدات الروسية.
وبما أنه من غير المرجح أن تتراجع المكاسب الإقليمية الروسية في هذه المرحلة من الصراع، فإن «تمكين أوكرانيا» يعني فرض ترامب عقوبات على روسيا والالتزام بدعم أوكرانيا بالأسلحة والمال، إذا اختارت روسيا إما تجنب مفاوضات السلام أو المشاركة فيها بسوء نية.
وستضطر أوكرانيا لتقديم تنازلات صعبة في حال أصبح سيناريو التسوية حقيقياً، إذ سيتم التنازل عن الأراضي المحتلة، ومن غير المرجح أن ترى البلاد على المدى المنظور عودة حدودها لعام 1991، وقد تشهد أو لا تشهد عودة بعض الأراضي التي فقدتها لصالح روسيا منذ عام 2022.
وفي هذه اللحظة الحرجة من الحرب قد يحدد قرار ترامب الفوز أو الخسارة لأوكرانيا، وبقاءها أيضاً. عن «التايمز»
تعزيز الآمال
على الرغم من انتقاد ترامب لكل من بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فإن منشور الرئيس الأميركي على وسائل التواصل الاجتماعي، الأسبوع الماضي، الذي هدد فيه بفرض عقوبات على روسيا، عزز آمال الأوكرانيين.
وكتب ترامب على منصة «تروث سوشيال»: «إذا لم نبرم صفقة، وقريباً، فلن يكون لدي خيار آخر سوى فرض مستويات عالية من الضرائب والتعريفات الجمركية والعقوبات على أي شيء تبيعه روسيا للولايات المتحدة».
. من دون تسوية نهائية يدرك المقربون من ترامب بوضوح أن وقف إطلاق النار في حد ذاته ليس كافياً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق