نشر في الشروق يوم 26 - 01 - 2025

تواصل وزارتا الفلاحة والتّجارة عبر مختلف هياكلهما وبالتعاون مع المنظمات المهنية، ضبط مختلف الاستعدادات لتأمين انتظامية التزويد خلال شهر رمضان 2025، الذي يتوافق هذا العام مع اواخر فيفري او اليوم الأول من مارس.
ويعدّ شهر رمضان في تونس وفي بقية الدول الإسلامية من اهم الأشهر التي يرتفع فيها الاستهلاك بشكل لافت، اذ يقدّر المعهد الوطني للاستهلاك (حكومي)، زيادة حجم الاستهلاك خلال شهر الصيام في تونس بنحو 20 بالمائة مقارنة ببقية أشهر السنة.
وللغرض تعكف الجهات المختصة على حسن تأمين العرض من مختلف المنتوجات الاستهلاكية في ظل ارتفاع الطلب وتفادي تسجيل ممارسات احتكارية من شانها ان تؤثر على منحى الأسعار.
و من المنتظر تسجيل انتظام في تزويد السوق بالمنتجات الفلاحية الطازجة والمصنّعة طيلة شهر رمضان 2025، مع إمكانية تسجيل بعض الضغوطات على مستوى التزود بمنتوجات البطاطا والطماطم والفلفل بسب فترة تقاطع الفصول وانه سيتم تفادي المسألة من خلال تأمين مخزونات تعديلية كافية، وفق ما أوردته وكالة تونس افريقيا للأنباء نقلا عن معطيات تحصلت عليها .
إشكالية تقاطع الفصول
تبرز البيانات المتحصل عليها ان الحاجيات الاستهلاكية لشهر رمضان من مادّة البطاطا تقدر بحوالي 25 ألف طن مقابل معدّل استهلاك خلال الأشهر العادية في حدود 30 ألف طن وان المتوفرات ستكون في حدود 16 ألف طن إنتاج.
ويُتوقع تسجيل اضطراب في تزويد السوق بمادّة البطاطا خلال شهر رمضان الذي يتزامن مع فترة تقاطع الفصول.
وتقترح سلطات الاشراف للغرض توريد كمّيات محدودة من مادّة البطاطا المعدة للاستهلاك لتعديل العرض خلال شهر رمضان والتّحكم في أسعارها وذلك في حدود 10 آلاف طن.
وينتظر بالنسبة الى مادّة الطماطم، تزويد السوق انطلاقا من تقاطع الإنتاج الآخر فصلي والإنتاج المحمي مع توقع تراجع الإنتاج مقارنة بالموسم الفارط.
وتقدر الحاجيات الاستهلاكية بحوالي 13 ألف طن، علما وان المتوفرات تقدر بزهاء 10 آلاف طن على غرار السنة الفارطة، اذ من المرجح تسجيل ضغوطات في تزويد السوق بمادة الطماطم.
اما مادّة الفلفل فيتوقع تسجيل ارتفاع في أسعارها نظرا لتراجع تقديرات الإنتاج التي ستتراوح بين 17 و18 ألف طن مقابل 21 ألف طن خلال سنة 2024.
وبخصوص مادّة البصل فإنّ الحاجيات تبلغ حوالي 11 ألف طن مع متوفرات تتراوح بين 22 و24 ألف طن على غرار السنة الماضية، بالإضافة الى مواصلة تزويد السوق بصفة منتظمة انطلاقا من الإنتاج الرّبعي خلال شهر رمضان وبقايا الإنتاج الشتوي.
وفي ما يتعلق بالخضر الورقية فان المعطيات المتوفرة تشير الى ان الانتاج متوفر والتزويد سيكون منتظما
مواصلة توريد الموز
ينتظر خلال شهر رمضان التعويل، أساسا، على إنتاج القوارص، الذي يشهد زيادة بحوالي 5 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية إضافة الى مخزونات التّفاح والتّمور مع بداية دخول إنتاج الفراولة.
وفي إطار تنويع العرض من الغلال خلال شهر رمضان تقترح وزارة التجارة، مواصلة السماح للخواص بتوريد كميات من مادّة الموز على غرار السنة الفارطة، إذ تم توفير الموز من مصر بسعر 5 دنانير للعموم.
البيض المعد للاستهلاك
لتعديل العرض خلال شهر الصيام وتلبية للحاجيات الإضافية من هذه المادّة، تم على غرار السنوات الفارطة الشروع في تكوين مخزون تعديلي من مادّة البيض المعدّ للاستهلاك.
ويقدّر معدّل الحاجيات الاستهلاكية خلال شهر رمضان خلال الثلاث سنوات الفارطة بين 170 و175 مليون بيضة.
وتبلغ تقديرات الإنتاج خلال شهر رمضان 2024 حوالي 167 مليون بيضة، مع برمجة تكوين مخزون تعديلي في حدود 25 مليون بيضة، وإلى غاية منتصف شهر ديسمبر 2024 تم إنجاز حوالي 4ر19 مليون بيضة وجرى اقتراح مواصلة تكوين المخزون التعديلي المبرمج لشهر رمضان 2025
الترفيع في نسق انتاج لحوم الدواجن
تكشف المعطيات الرسمية المتحصل عليها ان معدّل الاستهلاك خلال شهر رمضان سيكون في حدود 5ر13 ألف طن بالنسبة لدجاج اللحم و6500 ألف طن للحوم الديك الرومي وان مستوى الإنتاج المبرمج لشهر رمضان بين 13 ألف طن من دجاج اللحم و6500 طن من لحوم الديك الرومي.
وعلى غرار بقية المواسم يرجّح تسجيل بعض الضّغوطات في تزويد السّوق بمادّة دجاج اللحم خلال شهر رمضان، ولأجل ذلك وقعت دعوة مصالح وزارة الفلاحة لاتخاذ الإجراءات اللازمة قصد الترفيع في مستوى الإنتاج المبرمج لشهر رمضان إلى حدود 13500 طن من خلال الزيادة في الكميات المبرمج توريدها من بيض التّفقيس ومواصلة العمل بالتمديد في حلقات الإنتاج.
توريد 400 طن من اللحوم الحمراء
يشهد قطاع اللحوم الحمراء نقصا هيكليا على مستوى الإنتاج لتعديل العرض من هذه المادة خلال شهر رمضان.
وقد قامت شركة اللحوم بإجراء استشارة لاقتناء كميات من اللحوم الحمراء المبرّدة، وتم شراء 200 طن من لحوم الأبقار المبرّدة و200 طن من لحوم الضأن المبرّدة. ومن المنتظر مضاعفة هذه الكميات خلال الفترة القادمة تزامنا مع شهر رمضان 2025.
كما تعمل الشركة على توفير كميات من اللحوم الحمراء انطلاقا من الإنتاج المحلي قصد عرضها بالنقاط التابعة لها بأسعار تراعي المقدرة الشرائية للمستهلك.
وفي ما يخصّ التزويد بالحليب خلال شهر رمضان 2025، فإنه ينتظر تامين تزويد السوق بصفة منتظمة بالحليب ومشتقاته، باعتبرا تزامن شهر الصيام مع فترة ذروة الإنتاج، وفق المصدر ذاته.
يذكر ان نسبة التضخم لكامل سنة 2024، بلغت 7 بالمائة مقابل 9،3 بالمائة في 2023، وفق ما أظهره مؤشر أسعار الاستهلاك العائلي، ديسمبر 2024، الصادر عن المعهد الوطني للإحصاء يوم 6 جانفي 2025.
وباحتساب الانزلاق السنوي، سجلت أسعار المواد الغذائية ارتفاعا، بنسبة 7,2 بالمائة. ويفسّر ذلك، أساسا، بارتفاع أسعار لحم الضأن، بنسبة 21,3 بالمائة، وأسعار الدواجن، بنسبة 19,7 بالمائة، وأسعار الفواكه الجافة بنسبة 14,8 بالمائة، وأسعار الخضر الطازجة، بنسبة 14,2 بالمائة، وأسعار الأسماك الطازجة، بنسبة 12,8 بالمائة، وأسعار لحم البقر ب9,2 بالمائة، مقابل تراجع أسعار الزيوت الغذائية، ب8,3 بالمائة.
الأولى

.