تتسابق الجهود علي بوابة معبر رفح في مشهد يعكس أصالة الدور المصري ودعمه المستمر للقضية الفلسطينية، حيث شهد معبر رفح تدفقًا متزايدًا لشاحنات المساعدات الإنسانية والبضائع الضرورية، التي تمثل شريان حياة رئيسيًا لسكان القطاع.

تأتي هذه المساعدات بالتنسيق بين الجهات المصرية والدولية، كجزء من استجابة عاجلة لدعم الفلسطينيين المتضررين. ووفقًا لمصادر المعبر، تُعطى الأولوية للمواد الغذائية والاحتياجات الطبية العاجلة، نظراً لتفاقم الأوضاع الصحية داخل القطاع. كما تُشرف فرق متخصصة على تسريع إدخال هذه المساعدات وضمان توزيعها بشكل عادل على المحتاجين.

لم تقتصر الجهود على الجانب الرسمي فقط، بل كان للشعب المصري دورٌ بارز في دعم الفلسطينيين. مبادرات إنسانية متعددة ظهرت من مختلف الجهات، تعكس عمق التضامن الشعبي مع الأشقاء في غزة. من تبرعات عينية ومالية، إلى المشاركة في تجهيز القوافل الإغاثية، وقف المصريون جنبًا إلى جنب مع مؤسسات الدولة لدعم سكان القطاع.

ضمن المبادرات الإنسانية الكبرى، وصلت إلى معبر رفح قافلة “صندوق تحيا مصر”، التي تُعد واحدة من أكبر قوافل الدعم الموجهة للأشقاء الفلسطينيين تحت شعار “نتشارك من أجل الإنسانية”. وضمت القافلة شاحنات محملة بكل ما يحتاجه سكان القطاع من مواد غذائية، أجهزة ومستلزمات طبية، أدوية، أغطية، ملابس، وأغذية خاصة بالأطفال.

كما شهد الطريق الدولي العريش-رفح حركة مستمرة لشاحنات القافلة، إلى جانب سيارات الإسعاف، في مشهدٍ يعكس حجم الجهود المبذولة لدعم الشعب الفلسطيني. ويُعد هذا الدعم أكبر تدخل إنساني شامل من مصر تجاه قطاع غزة خلال الفترة الأخيرة، حيث لم تتوقف حركة الشاحنات منذ بدء وقف إطلاق النار يوم 19 يناير 2025.

على الجانب الطبي، تقف سيارات الإسعاف المجهزة بأحدث المعدات على أهبة الاستعداد لنقل الجرحى والمرضى إلى المستشفيات المصرية لتلقي العلاج. وأكد مسؤولون في قطاع الإسعاف أن الفرق الطبية تعمل على مدار الساعة لضمان تقديم الخدمات الصحية اللازمة بأعلى كفاءة ممكنة فور دخول الجرحي والمرضي للجانب المصري.

كما تم تخصيص فرق طبية مدربة للتعامل مع الحالات الحرجة والطوارئ فور وصول المرضى. وشدد المسؤولون على أن هذه الجهود تعكس التزام مصر بتقديم الدعم الطبي والإنساني الكامل لأهالي غزة.

وشهد معبر رفح خلال الأيام الأخيرة وصول شاحنات مساعدات من مختلف الدول العربية والمنظمات الدولية، تعبيرًا عن تضامن إنساني واسع النطاق مع أهالي القطاع. هذه المساعدات تتضمن إمدادات طبية ومواد غذائية ومستلزمات إغاثية تُعد حاجة ملحة للسكان.

الجهود المصرية على معبر رفح تُعد نموذجًا يُحتذى به للتضامن الإنساني الإقليمي والدولي، حيث لم تتوقف المبادرات منذ بدء الأزمة، بل تضاعفت لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه في قطاع غزة.

في تصريحات أكد اللواء خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، على التزام مصر بدورها الإنساني تجاه الشعب الفلسطيني. وأشار إلى أن التخطيط المسبق على مستوى القطاعات في المحافظة، بما في ذلك تطوير ميناء العريش البحري ومطار العريش الجوي ومحاور الطرق، ساهم بشكل كبير في تسهيل استقبال وتخزين المساعدات المقدمة من مصر والدول العربية والأجنبية والمنظمات الدولية.

وأشار المحافظ إلى أن الدولة المصرية تبذل جهودًا هائلة لتقديم الدعم والمساعدات لقطاع غزة، حيث يشهد معبر رفح حركة مكثفة لدخول الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء والوقود.

وأضاف أن هناك تنسيقًا مستمرًا مع الجهات المعنية لضمان سرعة إدخال المساعدات وتوزيعها على مستحقيها داخل القطاع، مشددًا على أن مصر تلتزم بدورها الإنساني والتاريخي في دعم الشعب الفلسطيني.

يذكر انه أكدت جمعية الهلال الأحمر المصري، على التزام مصر بدعم الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة. والتنسيق المستمر مع المنظمات الدولية لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها.

ويقوم الهلال الأحمر المصري بدوره  في تقديم الدعم الإنساني والإغاثي،  وهذه الجهود تعكس التزام مصر بدورها الإنساني والتاريخي تجاه القضية الفلسطينية.

وتعتبر خطوط وصول المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري من أهم المسارات الحيوية التي تمر بها الإمدادات الإنسانية، حيث تظل مصر الشريك الرئيس في تسهيل دخول هذه المساعدات.

تبدأ عملية الوصول من مختلف النقاط حيث يتم شحن المساعدات عبر شاحنات محملة بالمؤن والاحتياجات الضرورية، ومنها إلى المخازن اللوجستية في العريش، التي تشكل نقطة انطلاق رئيسية للمساعدات، ثم يتم شحنها إلى معبر رفح تمهيدًا لدخولها إلى غزة.

تعمل مصر على تسهيل هذه العمليات، حيث يضمن التنسيق بين الجهات المصرية المختلفة وسرعة إجراءات التفتيش والنقل عبر المعبر، لتصل المساعدات بشكل آمن وفعال.