الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان.. الوجه الحقيقي للجيش “الأكثر أخلاقية”

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان.. الوجه الحقيقي للجيش “الأكثر أخلاقية”, اليوم الاثنين 27 يناير 2025 03:48 مساءً

مروة حيد

مرت أكثر من أربعة أشهر على تفجيرات أجهزة “البيجر” واللا سلكي في لبنان، ولا تزال صور الجرحى والتشوهات التي خلّفتها تلك الجريمة عالقة في الأذهان وشاهدة على مدى وحشية العدو الإسرائيلي. العيون المطفأة والأصابع المبتورة والكثير الكثير من الندوب، تحكي قصصاً لا يمكن اختزالها في الكلمات. من بين كل هذه الأوجاع، تبقى حقيقة واحدة لا لبس فيها: من خطّط لهذه المكيدة ونفذها يمتلك عقلاً ينافس الشيطان نفسه، لا بل يتفوق عليه، ويعطيه دروساً في الغدر والمكر. ويزيد من شيطانية هذا العدو، تبجُّح رئيس وزرائه وقادته بأن جيشهم هو “الأكثر أخلاقية في العالم”!

خبراء أمميون: إنفجار أجهزة “البيجر” انتهاك مرعب للقانون الدولي

لقد أدت موجتا التفجيرات في 17 و 18 أيلول/ سبتمبر الماضي إلى استشهاد 32 شخصا على الأقل وتشويه أو إصابة 3,250 آخرين، بمن فيهم مئتا حالة حرجة. ومن بين الشهداء طفلان، بالإضافة إلى أفراد من الطاقم الطبي. كما تعرض حوالي 500 شخص لإصابات خطيرة في العيون. هذه الهجمات العشوائية عبر تفجير وسيلة إتصال شخصية تُستخدم لغايات مدنية وعسكرية على حد سواء، ترقى لمستوى جرائم حرب.

وقد عبّر عن ذلك خبراء أمميون قالوا في تقرير: “بالقدر الذي ينطبق عليه القانون الإنساني الدولي، لم تكن هناك طريقة لمعرفة من يمتلك أي جهاز ومن كان بالقرب منه في وقت الهجمات. ومن شأن الهجمات المتزامنة باستخدام آلاف الأجهزة أن تنتهك، بصورة حتمية، القانون الإنساني، من خلال الفشل في التحقق من كل هدف، والتمييز بين المدنيين المحميين وأولئك الذين يمكن مهاجمتهم بسبب مشاركتهم المباشرة” في القتال.

كانت تفجيرات “البيجر” حلقة في سلسلة من الجرائم والفظائع التي ارتكبها العدو الإسرائيلي. وعلى مدى أكثر من 15 شهراً، شاهد العالم بأسره “أخلاقيات” هذا العدو وجيشه في غزة ولبنان.

الخسائر المدنية

عادة، تتحدث الأرقام عن نفسها. في غزة، إستشهد 47 ألف شخص، من بينهم 17850 طفلاً على الأقل وأكثر من 12300 سيدة، وفقاً للأرقام التي قدّمتها وزارة الصحة في القطاع. ويمثل عدد الشهداء من الأطفال والنساء في غزة 63% من الضحايا الذين قُتلوا على يد “الجيش الأكثر أخلاقية في العالم”. كما أصيب ما لا يقل عن 110265 شخصاً في غزة نتيجة للحرب.

أما في لبنان، فقد أظهرت أرقام وزارة الصحة اللبنانية أن العدوان أدى إلى استشهاد 4047 مواطنًا، بينهم 790 سيدة و316 طفلًا، وإصابة (16638) آخرين بجروح متفاوتة.

التهجير والتجويع

بالإضافة إلى الخسائر المدنية التي تمثل أبشع الفظائع، عمد جيش الإحتلال خلال هذه الحرب إلى تهجيرالشعبين الفلسطيني واللبناني. كما استخدم التجويع كسلاح ضد الغزيين. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 1.9 مليون شخص في غزة حتى تشرين الأول/ أكتوبر 2024 من أصل 2.2 مليون شخص يقطنون القطاع.

مواطنون فلسطينيون ينزحون من شمال قطاع غزة إلى جنوبه (كانون الأول – ديسمبر 2023)
مواطنون فلسطينيون ينزحون من شمال قطاع غزة إلى جنوبه (كانون الأول – ديسمبر 2023)

في تقرير صادر عن هيومن رايتس ووتش، فحصت المنظمة الدولية سلوك السلطات الإسرائيلية الذي أدى إلى هذا المستوى المرتفع بشكل غير عادي من النزوح ووجدت أن هذه الإجراءات ترقى إلى جرائم حرب، وقالت “نظرًا للأدلة التي تشير بقوة إلى أن العديد من أعمال النزوح القسري قد نُفذت عمدًا، فإن ذلك يرقى إلى جرائم حرب”. وفي لبنان، نزح 1.4 مليون شخص من مدنهم وقراهم في جنوب لبنان والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت.

مواطنون لبنانيون نزحوا من القرى الجنوبية وسط الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة يجلسون على الرصيف خارج مدرسة في صيدا (أ.ب)
مواطنون لبنانيون نزحوا من القرى الجنوبية وسط الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة يجلسون على الرصيف خارج مدرسة في صيدا (أ.ب)

من ناحية أخرى، أفاد تقرير عن تقييم الأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة والذي صدر في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أن أكثر من 1.8 مليون فلسطيني في غزة يعانون من مستويات “حرجة للغاية” من الجوع. وأضاف التقييم أن “70 في المائة من حقول المحاصيل دمرت وسبل العيش تضررت” خلال الحرب الإسرائيلية.

إستهداف المسعفين والصحفيين

لم يقف العدو الإسرائيلي عند هذا الحد. حيث عمد إلى استهداف العاملين في القطاع الصحي والصحافيين، في محاولة خبيثة لإسكات أصوات الحقيقة وحرمان الضحايا من شريان الحياة الوحيد في زمن الحرب. في غزة، إستشهد 94 عاملاً في مجال الصحة و205 صحفيين خلال 471 يومًا من الإبادة الجماعية التي مارسها “أكثر الجيوش أخلاقية في العالم”.

أما في لبنان، فقد استشهد ما لا يقل عن 220 عاملاً في مجال الصحة و9 صحافيين في الهجوم الإسرائيلي، من بينهم مصور قناة المنار وسام قاسم في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. وفي تقرير له، قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة لشرق المتوسط إن “الهجمات على الرعاية الصحية لا يمكن أن تستمر”، مشيراً الى كونها “إحدى العلامات المميزة للصراع في هذه المنطقة”.

مداهمة المستشفيات

حتى المستشفيات في غزة لم تسلم من هجمات جيش الإحتلال. فبالإضافة إلى الهجوم الجوي على أكثر من مشفى في القطاع خلال أكثر من 15 شهراً من الحرب، قام الجيش “الأكثر أخلاقية” باقتحام المستشفيات والهجوم على الطواقم الطبية والمرضى واعتقال عدد منهم.

في تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إستشهد ما لا يقل عن 500 شخص في غارة إسرائيلية على مستشفى المعمداني الأهلي في غزة. كما داهمت قوات الاحتلال مستشفى الشفاء مرارًا، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 وآذار/ مارس 2024. وفي وقت لاحق في كانون الأول/ ديسمبر 2024، داهم جيش الإحتلال مستشفى كمال عدوان.

وخلال المداهمات، واجه المرضى والطاقم الطبي ترهيبًا شديدًا واعتقالًا، وتعطلت الرعاية الصحية بالقوة بينما كان جنود الاحتلال يفتشون الأجنحة وغرف العمليات. وسلطت هذه الممارسات الفاضحة الضوء على الإفلات من العقاب المثير للقلق، والذي كان العدو الإسرائيلي يستغله للإمعان في حرب الإبادة الجماعية في غزة.

الجيش الإسرائيلي يقتل مستوطنيه

من ناحية أخرى، فإن قتل الجيش الإسرائيلي لمستوطنيه في 7 أكتوبر 2023 يقول أشياء كثيرة حول سلوكيات هذا الجيش. وفي اليوم الذي وقعت فيه عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، قُتل عدد من المستوطنين الإسرائيليين على يد الجيش الإسرائيلي نفسه. وأصدر العميد باراك حيرام الأمر أثناء المعارك بإطلاق قذيفة دبابة على منزل في كيبوتس بئيري، مما أسفر عن مقتل 13 إسرائيليًا على الأقل.

بالإضافة إلى حادثة بئيري، قُتل العشرات من الإسرائيليين على يد جيشهم بين 7 و9 أكتوبر. وقد برر الكيان الصهيوني هذا أيديولوجيًا باستخدام ما يسمى بـ “بروتوكول هانيبال” والذي يهدف لمنع أسر الإسرائيليين.

التخلي عن الجنود

بالإضافة إلى كل ما سبق، يُعرف الجيش الإسرائيلي بالتخلي عن جنوده، وهذا ما حصل بالفعل خلال هذه الحرب. ، هو أحد هؤلاء الجنود الذين لم يعترف بهم الجيش الإسرائيلي باعتبارهم “جنودًا سقطوا”. تم أسره في غزة بعد ساعات قليلة من استدعائه للخدمة الاحتياطية في 7 أكتوبر. في وقت لاحق في كانون الأول/ ديسمبر 2023، قيل إنه قُتل برصاص جيشه “عن طريق الخطأ”.

كل هذه الممارسات تشكل غيضاً من فيض الفظائع التي مارسها العدو الإسرائيلي وجيشه على مدى أكثر من 15 شهراً في غزة ولبنان. ممارسات لا تكشف فقط عن وحشية وشيطانية هذا العدو، بل تتعداها إلى التنكر لأبسط الأخلاقيات، حتى مع مستوطنيه. وتردَّد في الأسابيع الأخيرة أن وزارة الخارجية الإسرائيلية رصدت مبالغ كبيرة لتلميع صورة الكيان بعد أن بدأ يتحسس عزلته عالمياً. لكن مهما فعل الكيان المؤقت فإنه لن يستطيع طمس حقيقة أكيدة، وهي أنه ساقط أخلاقياً وإنسانياً!

المصدر: موقع المنار

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق