دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تهجير الفلسطينيين «بشكل مؤقت»، هي دعوة خبيثة تأتي ضمن مؤامرة فشل فيها سلفه بايدن بعد تصدي مصر للمؤامرة بكل قوة وحزم، ليعود ترامب الآن ليعيد طرح الفكرة مجددا في صورة ناعمة أكثر من الدعوة المباشرة.

والغريب أنه بعد كل هذه المجازر التي ارتكبتها آلة الحرب الإسرائيلية على القطاع وتدميره تماما، وفي ظل معاناة ملايين الفلسطينيين، يتجاهل ترامب كل هذا بدلا من أن تبادر أمريكا بتقديم مساعدات لإعادة إعمار غزة التي دمرتها ربيبتها إسرائيل؛ يواصل الرئيس الأمريكي سياسة عقاب الفلسطينيين بدعوته إلى تهجيرهم.

يظن ترامب أنه ليس ثمة قوى في المنطقة يمكنها إيقاف هذا المخطط والتصدي له، وفاته أن مصر التي وقفت سابقا أكثر من مرة لوقف هذا المخطط لن تسمح أبدا بتنفيذ الخطة، فلا جدال على ضرورة حماية الأمن القومي المصري. 

والأمن القومي المصري لا طالما ارتبط بالقضية الفلسطينية، منذ عام 1948 عندما قاد الجيش المصري الجيوش العربية في حرب فلسطين، ومن يومها ومصر لم تتوانى عن الدفاع عن القضية الفلسطينية، حتى مع إبرام معاهدة السلام ظلت مصر تؤدي دورها سواء من خلال الوساطة والحراك الدبلوماسي لإقامة الدولة الفلسطينية. 

أخيرا، سرني كثيرا بيان الخارجية المصرية برفض الدعوة الأخيرة للرئيس الأمريكي لتهجير أهل غزة، واللغة القوية الحازمة التي جاءت في البيان، هذه الصيغة تكشف عن موقف مصري يرفض بشدة وجود أي إملاءات دولية في صنع القرار المصري الاستقلالي.