صحيفة المرصد- عبدالعزيز المرشدي : كشف مشغل الآلات في أرامكو، طارق العتيبي، خلال حواره مع "المرصد" عن أبرز الشروط التي تتطلبها وظيفة مشغل الآلات، موضحا إنها واحدة من أهم الوظائف في قطاع النفط والغاز، كما تشهد تحولا كبيرا في استخدام الذكاء الاصطناعي، وإلى نص الحوار:-

ما الذي يجعل العمل كمشغل معدات مثيرًا؟ 

ما يجعل هذه التجربة أكثر إثارة بالنسبة لي هو أنني أتمكن من المساهمة بشكل مباشر في تنمية اقتصاد هذا البلد العظيم. إنه لشرف كبير أن أكون جزءًا من هذا المشروع الوطني الضخم، الذي يؤثر إيجابيًا في جميع جوانب الحياة في المملكة.” هذا الشغف بالعمل يبرز مدى تأثير هذه الوظيفة في رفعة الاقتصاد الوطني 

السلامة أولاً: ثقافة أرامكو 

السلامة هي أولوية قصوى في أرامكو، ويؤكد "طارق" على ذلك قائلاً: “شعارنا هو ‘السلامة أولاً’، ويخضع جميع الموظفين، سواءً كانوا دائمين أو متعاقدين، لتدريبات مكثفة في مجال السلامة. كل شخص لديه صلاحية كاملة للتدخل في حال ملاحظة أي تصرف يخل بالسلامة.” كما يتابع "العتيبي" قائلا “تقدم الشركة دورات تدريبية متخصصة تشمل تقنيات السلامة واستخدام أجهزة كشف الغازات السامة وأدوات الحماية الشخصية. في حال حدوث أي خلل، يتم استجابة فورية عبر سيناريوهات افتراضية لتدريب الموظفين على كيفية التعامل مع الحالات الطارئة.” 

البيئة التعاونية في العمل 

يشير "العتيبي" إلى بيئة العمل المتميزة التي تشجع على التعاون والتعلم المستمر: “منذ انضمامي إلى الفريق، لم أواجه أي ممارسات سلبية أو تحديات صعبة. بل على العكس، كانت بيئة العمل جميلة ومثالية، حيث تتميز بروح التعاون والتشاركية.” هذه البيئة تجعل من العمل مكانًا محفزًا على الإبداع والنمو المستمر. 

 التأثير المباشر على الاقتصاد الوطني 

يشير العديد من المتخصصين في أرامكو إلى أن قطاع النفط في المملكة يمثل حوالي 50% من إجمالي الناتج المحلي، وبالتالي فإن أي تأثير على مستوى الإنتاج في هذه الصناعة يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد السعودي. مشغلو المعدات في أرامكو هم جزء أساسي في ضمان استمرار تدفق النفط، سواء كان ذلك من خلال إنتاج النفط الخام أو الغاز الطبيعي، مما يساهم في استقرار أسعار الطاقة العالمية وتعزيز قدرة المملكة على التأثير في الأسواق العالمية 

الابتكار التقني في أرامكو: 

أرامكو كانت دائمًا رائدة في اعتماد التقنيات الحديثة لتطوير العمليات التشغيلية وزيادة كفاءة الإنتاج. من أبرز الابتكارات التي أُدخلت في مجال العمل هو التحكم عن بُعد في العمليات التشغيلية. حيث يمكن للمشغلين الآن مراقبة المعامل عن بُعد باستخدام أجهزة خاصة تُمكنهم من الإشراف على العمليات في الوقت الفعلي، واتخاذ القرارات بناءً على 

الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة: أفق جديد للمشغلين 

مع تقدم التكنولوجيا، يشهد قطاع النفط تحولًا كبيرًا، خاصة في استخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة. يضيف مشغل المعدات: “في المعامل النفطية، نعمل من خلال أنظمة حديثة تم تصميمها باستخدام برامج الحاسب الآلي، وهي مربوطة تقنيًا بالمعمل لمراقبة الإنتاج. هذه الأنظمة تساعدنا على معرفة إذا كان هناك أي شيء يحتاج إلى تدخل. يتم مراقبتها باستمرار وعلى مدار الساعة من قبل الموظفين لضمان سير العمليات بسلاسة وكفاءة.” هذا التوجه يعكس المستقبل المشرق لمهنة المشغل في ظل الابتكارات التقنية. 

الخطوات القادمة: التطور المهني والتغيير في المسمى الوظيفي 

يتطلع مشغل المعدات إلى المستقبل بفارغ الصبر، حيث يشهد تطورًا في المسمى الوظيفي. يقول: “في المستقبل، سيتغير مسمى الوظيفة من ‘مشغل آلات’ إلى ‘مشغل جهاز التحكم’. سأستغل جميع الدورات التدريبية التي توفرها الشركة لتطوير مهاراتي وضمان التكيف مع هذا التغيير المهني.” 

العمل في المناطق النائية: التحديات والفرص 

العمل في مناطق نائية يعتبر جزءًا من تجربة المشغل، حيث يتم توفير سكن ومرافق ترفيهية للموظفين. يوضح مشغل المعدات: “العمل في منطقة نائية يوفر سكنًا خاصًا ومرافق ترفيهية للموظفين، بالإضافة إلى خدمة مواصلات مجانية لجميع العاملين. كما يتم توفير رعاية صحية متميزة وتلبية كافة احتياجات الموظفين، مما يضمن لهم الراحة والرفاهية.” مع هذه الخدمات، يضمن الموظف بيئة عمل مثالية تُسهم في تعزيز الأداء. 

التعامل مع التحديات: جائحة كورونا 

في مسيرته العملية، لم تخلُ التحديات من حياة مشغل الآلات. من أبرز تلك التحديات كان تأثير جائحة كورونا. يقول: “من التحديات الكبيرة التي واجهتها أرامكو كانت جائحة كورونا، ولكن بفضل الله، استمر العمل بسلاسة وكفاءة. فقد تعاملت الشركة مع الجائحة بحذر واتباع الإجراءات الوقائية اللازمة لضمان سلامة الجميع، مما لم يؤثر ذلك على سير الإنتاج أو العمليات بشكل عام.” 

نصيحة للمقبلين الجدد في المهنة 

وفي النهاية، يقدم "طارق" نصيحته للمقبلين الجدد في هذا المجال: “النصيحة الأهم التي أقدمها للمشغلين الجدد هي: هنيئًا لهم على انضمامهم إلى هذه الصناعة المميزة، وأشجعهم دائمًا على الحرص والمثابرة. عليهم أن يتطلعوا باستمرار إلى الفرص الواعدة، ويسعوا لتطوير مهاراتهم والعمل بروح الفريق لتحقيق النجاح المستدام.” 

الخاتمة 

مهنة مشغل المعدات في أرامكو ليست مجرد وظيفة، بل هي مسار مهني يشمل الكثير من التحديات والفرص. من خلال الالتزام بالسلامة، استخدام التقنيات الحديثة، والعمل في بيئة تعاونية، يستطيع مشغلو المعدات أن يساهموا في نمو الصناعة.