أيام قرطاج المسرحية 2024: العرض القطري"بين قلبين" صراع طبقي والمأساة واحدة

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أيام قرطاج المسرحية 2024: العرض القطري"بين قلبين" صراع طبقي والمأساة واحدة, اليوم السبت 30 نوفمبر 2024 02:36 صباحاً

أيام قرطاج المسرحية 2024: العرض القطري"بين قلبين" صراع طبقي والمأساة واحدة

نشر في الشروق يوم 30 - 11 - 2024

2335474
سجّلت دولة قطر حضورها ضمن المسابقة الرسمية للدورة 25 لأيام قرطاج المسرحية بعرض حمل عنوان "بين قلبين" من إنتاج فرقة "مشيرب للإنتاج الفني" وتأليف طالب الدوس وإخراج محمد يوسف الملا. وقد تم تقديم هذا العرض مساء الجمعة بقاعة الريو بالعاصمة.
تدور أحداث المسرحية في قرية يحكمها القائد الديكتاتوري "اينار" الذي يسيطر على الفلاحين ويستغلهم لمصالحه الشخصية. يقرر القائد أن يأخذ قلب "شاهد" ابن الفلاح ليزرعه في جسد ابنه المريض الذي يحتاج إلى عملية زراعة قلب. وحينما تتكشف هذه المؤامرة، يطالب الفلاح والد الطفل بالقصاص، ليجد نفسه في مواجهة مع القائد الذي لا يتردد في استخدام كافة الوسائل لإخفاء الحقيقة ويشوه الحقائق حول الهوية الوراثية للطفل ليمنع الفلاح من اتخاذ أي إجراء قانوني. وتتصاعد الأحداث في صراع أخلاقي واجتماعي لتلقي دائرة الضوء على الطبقات الاجتماعية والظلم في توظيف السلطة لاضطهاد الكادحين.
واختار المخرج أن يكون البناء الدرامي لأحداث المسرحية كلاسيكيا وفقا للمسرح الآرسطي. وقد حرص على الحفاظ على وتيرة التوتر طوال العرض الذي امتد لنحو 70 دقيقة. ووظف تقنيات حديثة في الإضاءة لتوزيع المشاهد بين المساحات المفتوحة والضيقة على الركح، وهو ما ساعد على إبراز حالة العزلة التي يعيشها الفلاحون في مواجهة النظام القمعي للسلطة. ولعلّ هذا الاختيار الفني على أن تكون الرسائل المضمّنة في العرض غير مشفرة هو إتاحة العرض لجميع الشرائح الاجتماعية لا أن يكون مقتصرا فقط على النخبة من ناحية ولضمان وصول الرسالة المسرحية للمتلقي دون أي تعقيدات في الفهم والتأويل.
ولم تكن مسرحية "بين قلبين" محاكاة لصراع فردي بين فلاح وقائد، بل إنها أثارت مسألة التفاوت الطبقي والصراعات الاجتماعية في المجتمعات العربية. يتناول العمل قضايا أخلاقية معقدة مثل حق الحياة وسلطة المال والنفوذ على قرارات الحياة والموت. وتبرز المسرحية أساليب الأنظمة الاستبدادية في التحكم في مصير الأفراد والتعدي على القيم الإنسانية وإساءة معاملتها على حساب المصالح الشخصية الضيقة.
وينتهي العرض بمشهد تراجيدي مؤثر يبرز وفاة طفلين هما رمزا للبراءة لم يقترفا أي ذنب سوى أنهما كانا ضحية سلطة استبدادية عكست الواقع السياسي والاجتماعي للعديد من الشعوب التي عانت ولا تزال تعاني من الظلم والاستبداد. وقد اتسمت المسرحية بجرأة الطرح والمعالجة برؤية نقدية أثارت العديد من الأسئلة حول العلاقات الإنسانية في ظل ثنائية السلطة والتسلط.
الأخبار

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق