أكدت قطر وبريطانيا التزامهما المشترك بتعزيز السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وخارجها، متعهدتين بالعمل المشترك لمعالجة التحديات العالمية من خلال الحوار والدبلوماسية، والحفاظ على النظام الدولي القائم على القواعد.

جاء ذلك في بيان مشترك صدر في ختام زيارة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى بريطانيا، حيث التقى برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مقر الحكومة بلندن. وأشاد البيان بجهود الوساطة التي تبذلها قطر على المستوى الدولي، ولا سيما استجابتها للصراعات الأخيرة، مثل النزاع في غزة وإجلاء المواطنين البريطانيين من هناك ومن أفغانستان.

أكد البيان على ضرورة وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وتخفيف التوترات الإقليمية، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، وإطلاق سراح الرهائن، واستئناف الجهود الدولية لتحقيق حل الدولتين كأساس لسلام مستدام في المنطقة.

كما أشادت بريطانيا بدور قطر في المبادرات الإنسانية بأوكرانيا، خاصة في جهود لم شمل الأطفال الأوكرانيين مع أسرهم، وأكد الجانبان دعمهما لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، والدعوة إلى حل النزاع بالطرق السلمية.

ناقش الطرفان تعزيز العلاقات الثنائية ووضع إطار عمل مستقبلي طموح يركز على أربعة مجالات رئيسية: شراكة أمنية طويلة الأمد، تعاون اقتصادي متنوع، قيادة مشتركة للقضايا العالمية، وتعزيز الروابط بين الشعبين القطري والبريطاني.

كما اتفق الطرفان على عقد النسخة المقبلة من الحوار الاستراتيجي بين البلدين في الدوحة خلال ربيع 2025، لمتابعة تنفيذ رؤية قطر الوطنية 2030 وتحديد الأولويات المستقبلية. وشمل الاتفاق تقييم التعاون في مجالات عدة، منها التجارة والاستثمار، الابتكار التكنولوجي، التحول إلى الاقتصاد الأخضر، والعلوم والصناعات الإبداعية.

وأكد البيان على أهمية الشراكة الإنسانية بين البلدين، مشيرًا إلى مبادرات مشتركة مثل تقديم الإغاثة الإنسانية في غزة، ودعم الأسر المتضررة في الصومال، وتوفير فرص التعليم لأطفال سوريا.

أخيرًا، شدد الطرفان على تعزيز التعاون العسكري والأمني، بما في ذلك الأمن السيبراني، لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في ظل الأوضاع الدولية الراهنة.