نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. سوريا وحيدة في مواجهة مخطّط التفكيك !, اليوم السبت 7 ديسمبر 2024 12:13 صباحاً
نشر في الشروق يوم 06 - 12 - 2024
منذ اندلاع الحرب الدولية على سوريا في عام 2011، والتي تحوّلت سريعًا إلى نزاع دموي لا يشبه أي صراع آخر في تاريخ المنطقة، كان واضحًا أن ما تعيشه هذه الدولة العريقة ليس مجرد صراع داخلي عابر، بل هو جزء من مؤامرة إقليمية ودولية واسعة تهدف إلى تفكيك سوريا وتدمير بنيتها الوطنية.
هذا المخطط لا يسعى إلى إسقاط حكومة أو تغيير النظام الحالي الذي يقوده بشار الاسد ومن قبله والده حافظ الاسد ، بل يتضمن هذا المخطط إضعاف الدولة السورية بأكملها، وتحويلها إلى ساحة صراع مفتوحة لضرب وحدتها ونشر الفوضى والإرهاب. وبينما يخوض الجيش السوري حربًا ضارية ضد التنظيمات الإرهابية المدعومة خارجيًا ، والتي اطلقت عدوانها المفاجئ منذ يوم 28 نوفمبر الماضي تتكشف معالم هذه المؤامرة التي تسعى لتقويض الدولة السورية بكل مؤسساتها، وتدمير الجيش الذي يعد ركيزة سيادتها...فسوريا، بنظامها ومؤسساتها، ليست فقط دولة ذات تاريخ طويل وثقافة غنية، بل هي قلب الأمة العربية ودرعها في مواجهة التحديات الكبرى التي يخطّط لها الصهاينة والغرب . ولذلك، كانت مستهدفًة منذ عقود من قبل قوى إقليمية ودولية لا تكتفي بالتدخل العسكري المباشر، بل عمدت إلى دعم جماعات إرهابية ومولتها وسلحتها لتنفيذ مخطط تقسيم سوريا والمنطقة ككل ...
فجميع التشكيلات العسكرية من "هيئة تحرير الشام" و "جبهة النصرة" و "الجيش السوري الحر" ليست سوى واجهات لهذه العمليات المشبوهة التي تهدف إلى تفكيك الدولة السورية، وفرض واقع جديد يتناسب مع مصالح القوى الكبرى... هذه الجماعات المتطرفة لا تمثل بتاتا مصالح الشعب السوري، بل تستخدم كأدوات لتنفيذ أجندات خارجية تهدف إلى إشعال الحروب الطائفية والعرقية، مما يجعل من المستحيل على أي دولة أن تعيد بناء نفسها في هذه الفوضى.
المخطّط الأساسي لهذه الحرب هو إضعاف الدولة السورية من خلال تدمير جيشها الوطني، الذي يعتبر خط الدفاع الأول عن وحدة البلاد وسيادتها لاسيما وان الجيش العربي السوري، صمد أمام هجمات الإرهابيين وأكبر القوى العسكرية في العالم على مدار سنوات من الحرب ، ورغم محاولات التدمير المستمرة من الخارج، أظهر الجيش السوري أن بقاءه وتماسكه هو الضمانة الأساسية لوحدة سوريا كدولة ذات سيادة...
إن الحرب التي تخوضها سوريا اليوم ليست مجرد معركة عسكرية على الأرض، بل هي معركة وجود، معركة من أجل الحفاظ على سيادة الدولة، وإفشال خطط تقسيم المنطقة. المعركة ليست فقط لتحرير الأراضي من قبضة التنظيمات الإرهابية، بل أيضًا من أجل حماية وحدة الأمة العربية من مخطط التفتيت الذي بدأ يحقّق نجاحاته في العراق واليمن وليبيا. وقد أثبتت التجارب أن الفوضى التي تُزرع في دولة واحدة سرعان ما تمتد لتؤثر على جيرانها، ولذلك فإن الحفاظ على وحدة سوريا يمثل ضمانة لاستقرار المنطقة بأسرها.
اليوم، تواجه سوريا مؤامرة مركبة ومعقدة ليست محصورة في التنظيمات الإرهابية فحسب، بل تشارك فيها قوى دولية وإقليمية تعمل على تقويض كل محاولة لإعادة بناء الدولة السورية. لذلك، لا بد من أن يكون السوريون وكل أحرار الأمة العربية في يقظة تامّة، مدركين لحجم المخاطر التي تهدّد سوريا، وأن يكونوا في صف الجيش السوري في معركته العادلة لحماية كرامة الشعب السوري، ووحدة الوطن، وأمنه القومي.
ناجح بن جدو
.
0 تعليق