نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"ضيافة".. السائح, اليوم الأحد 15 ديسمبر 2024 07:17 مساءً
تهاني تركي
تهاني تركي
تعتبر مصر من أهم المقاصد السياحية على مستوى العالم، بما تمتلكه من مقومات للسياحة الأثرية، حيث تمتلك ثلث أثار العالم، والسياحة الشاطئية والغطس فى مناطق شرم الشيخ والغردقة ودهب ومرسى علم، بالإضافة إلى المساجد الأثرية والقاهرة الفاطمية، والعديد من المعالم السياحية الأخرى، وشهد العامان الماضيان تدفقا سياحيا تخطى رقم الـ14 مليون سائح سنويا، والذى لم يتحقق منذ أحداث يناير 2011.
تستطيع أن تشاهد الأعداد الكبيرة من السياح خلال جولة سريعة فى منطقة وسط البلد وفى المزارات والمناطق الأثرية وخاصة فى منطقة الأهرامات والمتحف المصري الكبير والمتحف المصري بالتحرير، غير أن الفرحة بهذه الأعداد الكبيرة من السياح العرب والأجانب، يشوبها استنكار من طريقة تعامل البعض خاصة من الباعة الجائلين مع هؤلاء السياح، فإذا ساقتك قدماك إلى التمشية على كورنيش النيل وخاصة كوبري قصر النيل، حيث تتجمع مجموعة كبيرة من الفنادق فى المنطقة المحيطة به، تجد باعة الورد والمصورين وقد لاحقوا السائح بإلحاح غريب وبطريقة منفرة، تجعل السائح يهرول بعيدا عنهم، دون الاستمتاع بمنظر تدفق النهر الخالد وعراقة وجمال المكان.
نفس المشهد يتكرر فى المناطق المحيطة بالأهرامات، وحتى عند البازارات والمطاعم المنتشرة بالمنطقة، وفى معظم المناطق السياحية، قلنا من قبل إنه لابد من نشر ثقافة التعامل مع السائح على أنه ضيف وليس مشروعا للنهب والابتزاز، فهنا فقط يعامل السائح فى الحساب بطريقة مختلفة عن المصري، وهو شيء غير موجود فى أى دولة تستقبل سياحا، حكى لى سائق تاكسي أنه منذ سنوات أحتاج سائح كان يركب معه لزجاجة مياه، فلما توقف عند السوبر ماركت، بيعت له العبوة الصغيرة بخمسين جنيها، فلما ناقشه السائق لم يستجب بل ورد عليه بقوله "وأنت مالك"، استمعت كثيرا لقصص من هذا النوع من سائقى التاكسي أنفسهم، وهم يعتبرون ذلك من قبيل الشطارة والفهلوة، الأمر الذى جعل أي سائح يتعامل بحذر شديد حتى لا يقع ضحية النصب، ومع ذلك يحدث الابتزاز.
قبل سنوات قرأت منشورا على الفيس بوك لمترجم مصري يعيش فى الخارج، يحكي فيه أن أحد السياح عندما عاد لبلدته نشر فاتورة طعام غداء فى أحد المطاعم الشهيرة بمنطقة الاهرامات، وكتب فيه أنها أغلى من أفخم المطاعم فى بلده، للأسف تؤدى قلة الوعي بالتعامل الجيد مع السائح إلى دفع بعض السياح إلى كتابة ملاحظاتهم، فور عودتهم إلى بلادهم، واعتبار زيارتهم "تجربة سيئة" بسبب بعض محاولات "النصب والابتزاز" التى تعرضوا لها، ولا يجب أن ننسى الفيديو الذى نشره "البلوجر" الأمريكي فور عودته إلى بلاده.
قبل أسبوعين ألقى وزير السياحة بيانا أمام مجلس النواب قال فيه إنه من المتوقع أن تحقق مصر نهاية العام الجاري زيادة في الأعداد السياحية الوافدة إليها بنسبة 5% عن العام الماضي، وأن هناك جهودا لتحسين التجربة السياحية في مصر منذ اتخاذ السائح لقرار السفر إلى المقصد السياحي المصري وحتى العودة إلى بلاده.
نؤكد على أهمية هذه الخطط التى تستهدف الارتقاء بالمنظومة كلها، ونضيف أنه يجب علينا التعامل مع قطاع السياحة باهتمام أكبر، والعمل على نشر الوعي بين طلاب المدارس والأطفال عامة وكذلك كل فئات المجتمع بالطريقة الصحيحة للتعامل مع السائح باعتباره مصدرا أساسيا لمصادر الدخل القومي وليس مشروعا للنهب.
أخبار متعلقة :