بوابة كل حصري

سفير الصين: الصداقة الصينية المصرية تزداد متانة مع مرور الوقت

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سفير الصين: الصداقة الصينية المصرية تزداد متانة مع مرور الوقت, اليوم الأربعاء 18 ديسمبر 2024 05:39 مساءً

وأضاف السفير خلال كلمته بنقابة الصحفيين المصريين، انه منذ توليه منصب السفير قبل ٥ سنوات كانت اكثر الاسئلة كيف يمكن للصين ومصر لتحقيق التنمية المشتركة وكان الجواب هو العمل سويا لتحقيق المنفعة المتبادلة وتحقيق المستقبل المشترك في العصر الجديد.

وأشار السفير إلى أن تحقيق المستقبل المشترك يعد محور الدبلوماسية الصينية، ,إن نقابة الصحفيين المصرية تمتلك تاريخا طويلا ومكانة مرموقة، وتضم عددا كبيرا من الصحفيين الممتازين، وتنشر قصص مصر في العالم، وتعرض العالم للشعب المصري، وظل الصحفيون المصريون يهتمون بالعلاقات الصينية المصرية والتنمية في الصين، وينشرون كثيرا من التقارير الإيجابية والموضوعية حول الصين، ويساهمون كثيرا في تعميق الفهم المتبادل والصداقة بين الشعبين، ويقدمون مساهمة كبيرة لتعزيز العلاقات الثنائية. 

وتابع: منذ تولي منصب السفير الصيني لدى مصر، كان أكثر الأسئلة المطروحة إلىّ من قبل الأصدقاء المصريين هو كيف يمكن للصين ومصر تحقيق التنمية المشتركة من خلال المساعدة المتبادلة؟ وكان جوابي هو: العمل سويا على تحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك وإقامة المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك في العصر الجديد.

وواصل بأن إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية هدف نبيل لدبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية، مشيرا إلى تأكيد الرئيس شي جين بينج على أن البشرية تعيش في مجتمع ذي مستقبل مشترك، لم تكن دول العالم في أكثر من 190 قاربا منفصلا، بل تركب سفينة واحدة وتشارك مستقبلا واحدا، فيجب النظر إلى تنمية الدول الأخرى كفرصة بدلا من تحد، ويجب اعتبار الآخرين شركاء بدلا من خصوم، ويجب تكريس روح "التضامن مع الجميع" والتعاون والتنسيق والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك باعتبارها التيار الرئيسي للعصر. 

واستطرد، أنه ينضم عدد متزايد من الدول في عملية بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وكانت مصر أول دولة عربية تدرج هدف بناء مجتمع المستقبل المشترك في البيان المشترك مع الصين بشأن العلاقات الثنائية. وتتمتع جهود الصين ومصر في بناء مجتمع المستقبل المشترك بأساس تاريخي عميق وظروف واقعية ناضجة وآفاق مستقبلية واعدة.

وشدد على أن الصداقة التقليدية الصينية المصرية تزداد متانة مع مرور الوقت، حيث كانت مصر أول دولة عربية وإفريقية أقامت العلاقة الدبلوماسية مع الصين الجديدة، لذلك، تمثل العلاقات الصينية المصرية نقطة البداية للعلاقات الصينية العربية والعلاقات الصينية الإفريقية.

كما خرجت المظاهرات الداعمة لجهود مصر في تأميم قناة السويس في ميدان تيانآنمين ببكين في يوليو عام 1956، وقدمت الصين 20 مليون فرنك سويسري إلى الحكومة المصرية كمساعدات نقدية، رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة للغاية. 

وواصل: يصادف العام القادم الذكرى الـ70 لمؤتمر باندونج، وأعتقد أن كثيرا من الدول في حركة عدم الانحيازستقيم فعاليات تذكارية بهذا الخصوص، لأن هذا المؤتمر المهم فتح آفاقا مشرقة للتعاون بين الدول النامية في مكافحة الإمبريالية والاستعمار والحفاظ على الاستقلال، وساعدها في تحقيق انتصارات هائلة، وكانت الصين ومصر دولتين رائدتين في قضية تضامن الدول النامية لتحقيق التقوية الذاتية منذ ذلك الوقت، وأصبحتا اليوم القوة الجوهرية والريادية التي تدفع بنهضة دول الجنوب العالمي.

وشدد: تعود متانة العلاقات الصينية المصرية اليوم إلى تاريخنا المشترك ومشاركتنا في السراء والضراء. على مدى عقود، مهما تغيرت الأوضاع الدولية، ظل البلدان يمسكان بالهدف الأصلي، ويلتزمان بالاحترام المتبادل والتعامل بالمساواة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك والتنمية المشتركة، ومهما تغيرت الظروف المحلية، ظل البلدان ينظران ويطوران العلاقات الثنائية من الزاوية الاستراتيجية وطويلة الأمد، ويحترمان النظام الاجتماعي والطريق التنموي للجانب الآخر، وهما صديقان حميمان وأخوان عزيزان وشريكان جيدان يمكن الاعتماد على بعضهما البعض طوال الوقت.

وأشار الى العقد الذهبي للعلاقات الصينية المصرية في العصر الجديد، منذ مارس عام 2013، تولى شي جين بينج منصب الرئيس الصيني، وفي يونيو عام 2014، تولى عبد الفتاح السيسي منصب الرئيس المصري، ودخلت العلاقات الصينية المصرية عصرا جديدا. في هذا السياق، قال الرئيس شي جين بينج إن الصين على استعداد لأن تكون صديقا مخلصا وشريكا وثيقا لمصر لتحقيق التنمية المشتركة. من جانبه، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن الصين أعز صديق لمصر والدول الإفريقية. وكانت أفعال البلدين تتطابق مع الأقوال. 

وأضاف: لقد مر الوقت بسرعة، يصادف هذا العام الذكرى العاشرة لإقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين وعام الشراكة الصينية المصرية. وحققت العلاقات بين البلدين قفزة كبيرة وأصبحت نموذجا للعلاقة بين الصين من جهة والدول العربية والإفريقية والإسلامية والنامية من جهة أخرى، وهي قائمة على التضامن والتنسيق والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك. 


وتابع: حول العلاقات الصينية المصرية في العصر الجديد، أود أن أؤكد على النقاط الأربع التالية:
1. يشكل التواصل بين الرئيسين "القوة الإرشادية". في عام 2016، قام الرئيس شي جين بينغ بزيارة الدولة التاريخية إلى مصر.

وفي السنوات العشر الماضية، زار الرئيس عبد الفتاح السيسي الصين ثماني مرات، وتقابل الرئيسان 13 مرة، ويشكل الإرشاد الاستراتيجي من الرئيسين قوة دافعة لا تنضب للعلاقات الثنائية، الأمر الذي يضع خطط عريضة لتحقيق التحديث الصيني النمط والمواءمة بين مبادرة "الحزام والطريق" وبناء "الجمهورية الجديدة" ورؤية مصر 2030. فيما تعمل الصين على بناء دولة قوية وتحقيق نهضة الأمة عن طريق التحديث الصيني النمط، 

2. يشكل التعاون العملي "القوة الدافعة"

شاركت الشركات الصينية في بناء عديد من المشاريع الكبيرة في مصر. وتعد الصين أكبر شريك تجاري لمصر لمدة 12 سنة متتالية، وبنت الشركات الصينية في مصر أعلى برج في إفريقيا وأول سكة حديدة كهربائية في إفريقيا، وساعدت مصر في إنجاز أكبر مشروع تحسين شبكة الكهرباء في تاريخها، وجعلت مصر تمتلك أكبر قاعدة إنتاج الألياف الزجاجية وأكبر مركز تخزين اللقاحات وأسرع شبكة النطاق العريض في إفريقيا وكذلك أكبر مجمع إنتاج الإسمنت وأكثره تقدما في إفريقيا.

كما ساعدت التكنولوجيا الصينية مصر في مجال الفضاء، حيث أصبحت مصر أول دولة إفريقية تمتلك القدرة على تجميع واختبار الأقمار الاصطناعية. كما جاءت الشركات الصينية إلى مصر بتقنية حفر الآبار المتطورة، وساعدت مصر في حفر أكثر من 540 بئرا في الصحراء على مدى ثماني سنوات، مما حوّل الصحراء القاحلة إلى الأراضي الزراعية. ونجح مشروع هواوي لتأهيل أكفاء تقنيات المعلومات والاتصالات في بناء 114 معهد ICT، وتدريب حوالي 40 ألف شاب مصري، مما ساهم بشكل كبير في تحقيق التنمية الاقتصادية ورفع مستوى معيشة الشعب في مصر. كما أجرت الصين التعاون مع مصر بشكل مبتكر، في تنفيذ المشاريع مثل "مبادلة الديون من أجل التنمية" وإصدار سندات الباندا، مما ساعد مصر في تحقيق التنمية المستدامة. وتجعل كل هذه الإنجازات الشعب المصري يشعر بالفوائد الملموسة الناتجة عن التحديث الصيني النمط، ونأمل في أن نرى مزيدا من التعاون المماثل في المستقبل.


3. يشكل التواصل الشعبي "قوة الجذب المركزي".

تزداد حماسة المصريين في دراسة الثقافة الصينية واللغة الصينية، وقد تم إدراج اللغة الصينية في المنهاج الدراسي الوطني المصري، لغاية اليوم، فتحت حوالي 30 جامعة مصرية كلية اللغة الصينية أو تخصص اللغة الصينية، واتخذت أكثر من 20 مدرسة متوسطة اللغة الصينية كمادة اختيارية، كما أقامت مصر 3 معاهد كونفوشيوس وفصليْ كونفوشيوس وورشتيْ لوبان، وفاز العديد من الطلاب المصريين المركز الأول في مسابقة "جسر اللغة الصينية" العالمية. في العام الجاري، أقمنا فعاليات ثقافية متنوعة في مصر، مثل "عيد الربيع السعيد" و"الشاي والعالم" وملتقى طريق الحرير الدولي للتراث الثقافي الصيني المصري و"أسبوع السينما الصينية"، ولقيت هذه الفعاليات الاهتمام والإعجاب من كافة الأوساط المصرية. كما أقيم معرض آثار مصر القديمة في متحف شانغهاي بالصين، وحلق فريق طائرات العرض الصيني فوق الأهرامات، مما ترك بصمة تاريخية في سجل الصداقة الصينية المصرية، واليوم، يتكثف تبادل الأفراد بين البلدين، وبلغ عدد الرحلات المباشرة بين البلدين 32 رحلة كل أسبوع، ومن المتوقع أن يبلغ عدد السياح الصينيين إلى مصر 300 ألف شخص في هذا العام.

4. يشكل التعاون في محافل متعددة الأطراف "القوة الجاذبة".

تعد العلاقات الصينية المصرية صورة حية للعلاقات الدولية من نوع جديد، وتكتسب أهمية استراتيجية تتجاوز حدود البلدين، في هذا السياق، يتعاون البلدان بشكل وثيق في الأمم المتحدة وغيرها من المحافل متعددة الأطراف، من أجل الحفاظ على المصالح المشتركة للدول النامية؛ حضر قادة البلدين الأحداث العالمية مثل منتدى "الحزام والطريق" ومنتدى التعاون الصيني العربي ومنتدى التعاون الصيني الإفريقي وقمة بريكس وقمة مجموعة العشرين، خاصة أن الصين دعمت مصر بكل قوتها للانضمام إلى مجموعة بريكس وبنك التنمية الجديدة التابعة لها؛ ظل البلدان يعملان على إيجاد حلول سلمية للقضايا الدولية والإقليمية الساخنة مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأزمة أوكرانياحاليا، تشهد الأوضاع الدولية والإقليمية تغيرات عميقة ومعقدة وتحديات عالمية واحدة تلوى أخرى. على هذه الخلفية، كانت الصين ومصر، باعتبارهما عضوين مهمين للجنوب العالمي، تلتزمان بالاستقلالية، وتسعيان إلى التنمية والنهضة، وتحافظان على العدالة والإنصاف. وإن التطور المستمر للعلاقات الصينية المصرية يساهم في تعزيز قوة الدول النامية وزيادة الصوت والتمثيل لدول الجنوب العالمي، بما يضخ مزيدا من عناصر اليقين في الأوضاع الدولية المضطربة.

وتابع: تحتضن مصر مقر جامعة الدول العربية، فتمثل العلاقات الصينية المصرية عمق العلاقات الصينية العربية. حاليا، تمر العلاقات الصينية المصرية بأفضل مراحلها في التاريخ. في القمة الصينية العربية الأولى المنعقدة في نهاية عام 2022، طرح الرئيس شي جين بينج "الأعمال الثمانية المشتركة" للتعاون الصيني العربي، واتفق الجانبان على بذل قصارى الجهد لإقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك في العصر الجديد.

في العام الجاري، عُقد الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي في الصين، وتبنى الجانبان "إعلان بكين"، وطرح الرئيس شي جين بينغ في الجلسة الافتتاحية بناء "المعادلات الخمس" للتعاون الصيني العربي، مما حدد الاتجاه للعلاقات الصينية العربية في العصر الجديد. وأصدر الجانبان الصيني والعربي بيانا مشتركا بشأن القضية الفلسطينية مرتين، وأطلقا صوتا عادلا بشأن سرعة تهدئة النزاع في غزة وإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية. وتأسست الرابطة الصينية العربية للمراكز الفكرية وأقيم اجتماعه الأول في الصين، الأمر الذي يجعل جامعة الدول العربية أول منظمة إقليمية وقعت مع الصين وثيقة التعاون بشأن بناء رابطة المراكز الفكرية. ويسرّع الجانبان الخطوات لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك.

وتابع: يصادف هذا العام الذكرى الـ75 لتأسيس الصين الجديدة. خلال هذه الفترة، قاد الحزب الشيوعي الصيني أبناء الشعب الصيني ليبذل جهودا دؤوبة ويفتح طريق الإصلاح والانفتاح، حتى يسجل "معجزتين" التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي طويل الأمد.

اليوم، يشكل حجم اقتصاد الصين 18% من اقتصاد العالم، وأصبحت الصين ثاني أكبر اقتصاد العالم وأكبر دولة صناعية وأكبر دولة التجارة السلعية وثاني أكبر دولة استهلاكا للسلع، وكذلك الشريك التجاري الأساسي لأكثر من 140 دولة، وتجاوزت مساهمة الصين للتنمية الاقتصادية العالمية 30% لسنوات عديدة متتالية، كما انتصرت الصين في معركة مكافحة الفقر، وحلت مشكلة الفقر المدقع بشكل تاريخي، وأنشأت أكبر نظم التربية والتعليم والضمان الاجتماعي والصحة في العالم، واسترشادا بمفهوم التنمية الجديد، المتمثل في التنمية المبتكرة والمتناسقة والخضراء والمنفتحة والتشاركية، سرّعت الصين خطواتها لتطوير القوة الإنتاجية الجديدة، وحققت نتائج مثمرة في تنمية الصناعات الذكية والتحول الأخضر. حاليا، يوجد في الصين حوالي 10 آلاف ورشة عمل رقمية ومصانع ذكية وأكثر من 4 ملايين محطة قاعدة 5G، وتسير أكثر من نصف سيارات الطاقة الجديدة في العالم في الشوارع الصينية. كما تتصدر الصين العالم من حيث القدرة المركبة للطاقة الكهرومائيةوطاقةالرياح والطاقة الشمسية وتوليد الكهرباء بالكتل الحيوية، كما تتصدر العالم من حيث عدد رجال البحث والتطوير، وتحتل المرتبة الثانية عالميا من حيث الإنفاق على البحث والتطوير. وفقا لإحصاء المنظمة العالمية لحقوق الملكية الفكرية، تحتل الصين المرتبة الأولى عالميا من حيث عدد طلبات الملكية الفكرية وعدد الموافقة عليها.

في الأرباع الثلاثة الأولى لهذا العام، بلغ الناتج المحلي الإجمالي للصين 94.97 تريليون يوان (ما يعادل 13.11 تريليون دولار)، بزيادة 4.8% على أساس سنوي، ما يحتل المراكز المتقدمة بين الاقتصادات الرئيسية في العالم. ولدى الصين ثقة تامة لتحقيق هدف النمو الاقتصادي المحدد في هذا العام، وتواصل دورها كأكبر محرك للنمو الاقتصادي العالمي.

واختتم: بعد وصولي إلى القاهرة، اطلعت على أن وسائل الإعلام المصرية لها تاريخ طويل، واليوم تشهد مصر تطورا سريعا للإذاعة والتلفزيون ووسائل الإعلام المطبوعة ووسائل الإعلام الجديدة، ويمتد تأثيرها إلى الشرق الأوسط وحتى العالم كله، والصحفيون المصريون محترفون ومتفانون وفعالون، وملتزمون بالأخلاقية المهنية، وأصدرتم كمية كبيرة من التقارير حول الصين، لنشرالصورة الحقيقية والشاملة للصين في مصر والعالم العربي.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

أخبار متعلقة :