نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تعدد المرشحون والمطلوب واحد, اليوم الجمعة 20 ديسمبر 2024 04:03 صباحاً
اعتدنا في لبنان ان نتعامل مع الامور بشكل معاكس، في كل المواضيع اكانت سياسية او اقتصادية او عسكرية او امنية او مالية... وها هي الانتخابات الرئاسية تدخل الساحة بقوة، ولا تشذّ عن القاعدة اللبنانية المتّبعة.
في كل دول العالم، يعتبر تعدد المرشحين الى الانتخابات الرئاسية، بادرة صحّية وسليمة تعكس ديمقراطية حقيقية، حتى في الولايات المتحدة الاميركية التي تعتمد النظام الرئاسي وليس البرلماني، فعلى الرغم من وجود حزبين اساسيين (الجمهوري والديمقراطي)، يبقى المجال مفتوحاً امام مرشحين آخرين ولو ان حظوظهم تكون معدومة...
في عودة الى لبنان، هبّت رياح الترشيح بشكل فجائي، بعد التطورات التي شهدتها المنطقة وغيّرت معالم كثيرة، وانتقلنا من المرشحين الاثنين او الثلاثة على ابعد تقدير، الى تشكيلة مرشّحين تخطى عددها اصابع اليدين. المشكلة ان هذا التعدّد في لبنان لا يمثّل ظاهرة صحّية، لا بل ذهب البعض الى حدّ اعتباره احد الاسباب الرئيسية لاعاقة انتخاب الرئيس في الجلسة التي تم تحديدها في 9 كانون الثاني المقبل، بحيث تتوزع اصوات النواب على عدد من المرشحين بما يضمن عدم حصول ايّ مرشح على العدد المطلوب من الاصوات (65 صوتاً) بعد اكتمال النصاب في الدورة الاولى بطبيعة الحال، وبالتالي فشل الجلسة التي عقد عليها الكثيرون الآمال الكبيرة للخروج برئيس بعد اكثر من سنتين من الفراغ. هذا السيناريو يلقي نظرة تشاؤمية لا يقبلها البعض، خصوصاً بعد المؤشرات التي ظهرت اخيراً والتي اعطت دفعاً كبيراً لحظوظ قائد الجيش العماد جوزاف عون بالوصول الى السدة الرئاسية (ومنها تأييد كتلة اللقاء الديمقراطي)، الا ان الواقع يشي بأن موجة التفاؤل هذه قد لا تكون في محلها، فالمرشح "المنسحب" بطريقة غير رسمية (والكلام عن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية) اعلن بشكل واضح وصريح انه مستمر في ترشحه، ولم يدعم بشكل علني العماد عون، فيما صدر كلام عن حظوظ النائب فريد هيكل الخازن (المحسوب على فرنجية نفسه). اما الثنائي الشيعي فلم يعط بعد اي مؤشر على انه تراجع عن تحفظاته على قائد الجيش، اذ لا يزال رئيس المجلس النيابي نبيه بري يتذرع بالحجج الدستورية التي تمنع هذا الانتخاب، وبقي حزب الله على قلقه من عدم حصوله على ضمانات في مقابل هذا الدعم. اما من جهة الطرفين المسيحيين الاكبر، فمن المعروف موقف التيار الوطني الحر ورئيسه النائب جبران باسيل المعارض بشكل تام لهذه الخطوة، بينما ازداد الغموض في موقف القوات اللبنانية على اثر الرغبة في ترشيح رئيس الحزب سمير جعجع.
انقسام الاصوات هذا، يوضح ان تعدد المرشحين قد يكون الممر الرئيسي لتأجيل الجلسة التي لا تزال الاكثر جدية لانتخاب الرئيس، والاهم انه يعني ان الضوء الاخضر لم يعط من قبل الاميركيين (الذين تحولوا الى اللاعب الرئيسي شبه الوحيد على الساحة)، ومن المحتمل عندها ان تحصل الجلسة المنشودة بعد تسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب مقاليد الحكم بشكل رسمي في الولايات المتحدة الاميركية، وهو امر لا يرغب بري في حصوله، ولكنه قد يجد نفسه امامه في كل الاحوال، لان القدرة التي كان يتمتع بها على تأمين الاصوات، تلاشت الى حد ما، وسيكون امام خيارين: اما السير بمن ترغب واشنطن في وصوله (والكفة هنا ترجح العماد عون)، واما وصول هذا المرشح في ما بعد من دون اي قدرة لبري او للحزب على منع هذا الامر.
تعدد المرشحون والمطلوب واحد، فلا ينخدعنّ احد بأن زيادة عدد المرشحين هو لصالح الديمقراطية في لبنان، والايام كفيلة باظهار ما يتحضّر لها البلد.
أخبار متعلقة :