هل يدفع الذهب ثمن التوتر بين ترامب ورئيس الفيدرالي الأميركي؟

شهدت العلاقة بين الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، توترات مستمرة منذ بداية فترة ترامب الرئاسية الأولى. وبينما يفضل ترامب سياسات فائدة منخفضة لتحفيز الاقتصاد، يتمسك باول بإدارة ملف الفائدة وفقًا للتضخم ومستهدفاته الاقتصادية.

في هذا الإطار، قد يكون الذهب المستفيد الأول من هذه التوترات، حيث تؤثر سياسة الفائدة على أسعاره بشكل مباشر، سواء بزيادة الإقبال عليه كملاذ آمن أو العزوف عنه لصالح أصول ذات عوائد أعلى.

خفض الفائدة والتأثير على أسعار الذهب

أعلن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي هذا الأسبوع خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما وافق توقعات الأسواق. لكن تصريحات جيروم باول أشارت إلى أن البنك قد يتجه إلى تباطؤ عمليات خفض الفائدة خلال عام 2025 بسبب استمرار معدلات التضخم فوق المستهدف.

هذا الإعلان أدى إلى تغيير توقعات الأسواق التي كانت تتوقع 4 عمليات خفض للفائدة إلى عمليتين فقط. ونتيجة لذلك، شهدت أسعار الذهب انخفاضًا حادًا، إذ يعتمد ارتفاعه على توقعات خفض الفائدة، التي تقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يقدم عائدًا لحائزيه.
 

نمو الاقتصاد الأميركي يقلل الطلب على الذهب

أظهرت البيانات الاقتصادية الأميركية نموًا أقوى من المتوقع في الربع الثالث من العام الجاري، إلى جانب انخفاض طلبات البطالة بشكل أكبر من المتوقع. هذا الأداء الاقتصادي القوي يعزز التوقعات بأن الفيدرالي سيتبع نهجًا حذرًا في تخفيف السياسة النقدية، مما يقلل الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب.

على صعيد آخر، يترقب المستثمرون بيانات الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، وهو مقياس التضخم المفضل لدى الفيدرالي، للحصول على إشارات إضافية حول التوقعات الاقتصادية وتأثيرها على سياسات الفائدة وأسعار الذهب.

صادرات الذهب ومستقبل الطلب العالمي

ارتفعت صادرات الذهب من سويسرا في نوفمبر الماضي، مدفوعة بزيادة الإمدادات إلى الهند وانتعاش عمليات التسليم إلى الصين وهونغ كونغ. مع ذلك، يتوقع المحللون تباطؤ واردات الذهب الهندية في ديسمبر الجاري، بسبب ارتفاع الأسعار التي دفعت العديد من المستهلكين إلى تقليل مشترياتهم.

ترامب يؤكد استمرار باول في منصبه

رغم الخلافات الكبيرة حول سياسات الفائدة، أكد ترامب أنه لا يعتزم عزل جيروم باول الذي من المقرر أن يستمر في منصبه حتى مايو 2026. وأعرب باول عن ثقته في الحفاظ على استقلالية الفيدرالي، مشيرًا إلى بناء علاقة إيجابية مع وزير الخزانة الجديد الذي عينه ترامب.