إيران تندد باعتراف إسرائيل باغتيال إسماعيل هنية وتصفه بالجريمة البشعة

نددت إيران، الثلاثاء، باعتراف إسرائيل العلني باغتيال زعيم حركة حماس السابق، إسماعيل هنية، في طهران، ووصفت هذا الاعتراف بـ"الجريمة البشعة". وأكد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إرافاني، في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أن هذه هي المرة الأولى التي يُقر فيها الاحتلال الإسرائيلي علنًا بمسؤوليته عن ارتكاب جريمة كهذه.

وأشار إرافاني إلى أن هذا الاعتراف يمثل تحديًا صارخًا للقوانين الدولية، ودعا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى إدانة هذا العمل واتخاذ إجراءات ضد "العدوان الإسرائيلي المستمر".

اعتراف إسرائيلي غير مسبوق

في وقت سابق، أقر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بمسؤولية بلاده عن اغتيال هنية في يوليو الماضي. وقال كاتس خلال تصريحات علنية: "سنضرب الحوثيين بقوة، ونستهدف بنيتهم التحتية الاستراتيجية، ونقطع رؤوس قياداتهم، تمامًا كما فعلنا مع إسماعيل هنية، ويحيى السنوار، وحسن نصر الله في طهران وغزة ولبنان".

كما أطلق كاتس تهديدًا واضحًا لكل من يعادي إسرائيل، قائلاً: "كل من يرفع يده على إسرائيل ستقطع، وتضربه اليد الطويلة للجيش الإسرائيلي وتقوم بمحاسبته".
 

تصعيد جديد في العلاقات الإيرانية الإسرائيلية

يُعد اعتراف إسرائيل بمسؤوليتها عن اغتيال هنية تصعيدًا جديدًا في التوترات بين طهران وتل أبيب. وترى إيران أن هذا العمل يهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة، ويمثل امتدادًا لما وصفته بـ"السياسات العدوانية الإسرائيلية" التي تشمل عمليات اغتيال واعتداءات متكررة على الأراضي السورية ومواقع أخرى في المنطقة.

تداعيات الاعتراف الإسرائيلي

من المتوقع أن يزيد هذا الاعتراف من تعقيد الأوضاع الإقليمية، خاصة في ظل تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل. وقد تتسبب هذه الحادثة في دفع إيران لاتخاذ إجراءات مضادة، سواء على المستوى السياسي أو الميداني، بما يعزز من احتمالية اشتعال مواجهات جديدة بين الطرفين.

ردود فعل دولية غائبة حتى الآن

رغم خطورة الحادثة، لم تصدر حتى الآن ردود فعل واسعة من المجتمع الدولي تجاه الاعتراف الإسرائيلي. إلا أن دعوة إيران للأمم المتحدة للتدخل قد تُحرّك ملف هذه القضية في المحافل الدولية، خاصة في ظل تصاعد الانتقادات الموجهة لإسرائيل بسبب انتهاكاتها المستمرة للقوانين الدولية.

اغتيال القادة: استراتيجية إسرائيلية مستمرة

يُعتبر اغتيال القادة البارزين جزءًا من استراتيجية إسرائيلية طويلة الأمد لتقويض حركات المقاومة في المنطقة. ومنذ عقود، تبنت إسرائيل هذه السياسة كوسيلة لإضعاف القيادات التي تُشكل تهديدًا لها. ومع ذلك، يثير هذا النهج تساؤلات حول مدى التزام إسرائيل بالقانون الدولي، خاصة مع تكرار العمليات التي تؤدي إلى تصعيد التوترات الإقليمية.