نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
08:15
رأي
في عيد الميلاد مي مر "خلي عينك عَ لبنان", اليوم الأربعاء 25 ديسمبر 2024 10:03 صباحاً
الأمكنة والمناسبات والأشخاص مرتبطون بالذكريات، أحداث تحفر بالذاكرة أجمل المشاعر والحنين.
وفي زمن الأعياد تعود إلينا الذاكرة لتنقش على خشب الحنين أسماء أشخاص رحلوا بالجسد وبقوا في الذاكرة والأماكن والزمن شهوداً على حبّنا لهم وتعلّقنا بهم.
وكم يحلو لي في زمن العيد هذا أن أكتب مقالة كما يكتب الكاتب سيرته الذاتية، لأفتّش في ثنايا ذاكرتي عن ذكريات أحبّ أن أعيشها وأن أشاركها معكم، عن ذكريات تستحضرني كلّما طرق الوقت على بابي ليمرّ مرور السنوات السريع.
وعلى الرغم من أن البعض لا يحبّذ وجود بابا نويل في عيد الميلاد من أجل التركيز على الصلاة وجوهر العيد. إلا أن مي مر كانت تعطي لكل وقت حقّه فتخصّص وقتاً للصلاة ووقتاً للهدايا والعيد. فبعد أن يرحل من لا يحبّذ وجود بابا نويل كنا نحتفل معها بالعيد وبتوزيع الهدايا. أما البسمة فكانت تزّين ثغرها الجميل مشعاً بالسعادة والعطاء. وفي كل قصّة من قصص الإنجيل ويسوع كان لبنان لا يغيب عن لسانها وبالها. فتذكر قصص فخرالدين وهنيبعل هؤلاء العظماء من بلدنا الذين أنصفوا لبنان.
وكانت مي مر تقصد أن تزرع فينا محبّة لبنان وعظمائه بعد محبّة الله. وكم هي عظيمة هذه المرأة في حبّها وعطائها اللامتناهيين. فأخبار هؤلاء العظماء كانت تحولها مي مر إلى قصص تاريخيّة عظيمة. كما أنها كانت تخبر عن قصص من الكتاب المقدّس وعن ظهور العذراء في أرزة لبنان.
هذا كلّه يجعلني أستعيد هذه الذكريات لأشعر بنشوة السعادة والمحبّة، وأدرك كم هو كبير دور الأهل لمحبّة الأشخاص.
أخيراً أذكر أن خالتي مي مر كانت بعد أن ينتهي الإحتفال بعيد الميلاد ترتّل معنا وكنا نسمعها بشغف وكانت تقول لي إن زوجها فريدي يحبّ صوتها خصوصاً في الترنيم. فقلت لها مرّة ممازحة: "لو لم تكوني أستاذة جامعية ومؤرّخة هل كنت لتدخلي في مجال الفنّ؟" فكانت تبتسم لي وتقول: "أنتِ لديك روح النكتة التي تضحكني".
مي مر "خلي عينك عَ لبنان لي حبّيتيه من كل قلبك".
أخبار متعلقة :