الاربعاء 25 ديسمبر 2024 | 04:03 مساءً
محمد البكر يكتب : الأمير سعود وبيت الألفية
هناك أمور لا نشعر بقيمتها إلا إذا تمعنا في حيثياتها وتفاصيلها . بل وأكثر من ذلك أن نضع أنفسنا في مكان من تحققت أمنيته وتغيرت حياته . ولقد تجسدت تلك المشاعر حينما تقدمت إمرأة كبيرة في السن وهي بالكاد تتحرك لاستلام مفتاح بيتها الذي تم ترميمه من قبل جمعية ترميم ، بينما كانت ابنتها تعاونها للوقوف على قدميها.
كانت تلك لحظة لن أنساها أبدا . أولاً لأني تخيلت كم يعني أن يكون لهذه المسنة وأبنتها منزل يليق بآدميتها وبحاجاتها وحاجات أسرتها . وثانياً الموقف الرائع ، حين ” همّ ” سمو الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية تاركاً مكانه ليتوجه فوراً لمكان السيدة كي لا يثقل عليها . أختلطت تلك المشاعر لتجسد نعمة هذه القيادة الحكيمة التي تعطيي الأولوية للإنسان السعودي بشكل عام ولكبار السن بشكل خاص .
جهود جمعية ترميمكان المفتاح الذي حمله سموه وسلمة لتلك المسنة ، هو المفتاح الألف للمنازل التي تم ترميمها من قبل جمعية ” ترميم ” وسموه رئيسها الفخري . فيا لجمال هذا المشروع الإنساني .ويا لجمال هذا الموقف الإنساني .ألف منزل كانت بالكاد تصلح ليسكن فيها الإنسان . فمعظمها كانت جدراناً وسقوفاً قد لا تحمي ساكنيها في مواسم الأمطار . أما الصيف فحدث ولا حرج حيث الطقس الحار والرطوبة التي لا تحتمل ، ولا تتوفر فيها أقل الضروريات لحياة كريمة.
دعم القطاع الخاص
تصوروا هذا الجهد الكبير الذي قامت به هذه الجمعية الإنسانية لتترجم تطلعات سمو الأمير وترسم البسمة على شفاه الكبير قبل الصغير، فالرقم ” الألف ” تحقق في في أربع سنوات فقط، فرغم أن الجمعية تأسست قبل سبع سنوات ، إلا أن السنة الأولى كانت للتأسيس ، ثم تلتها سنتان ” كورونا ” . بما يعني أنه في كل سنة تم ترميم 250 منزلاً ، بمعدل 20 منزل كل شهر . والأجمل من كل ذلك مشاركة 10645 متطوعاً ومتطوعة ” سعوديون ” ، في أعمال الترميم، رقم كبير لم يكن ليتحقق لولا الدعم والتشجيع الكبير من قبل سمو سيدي الأمير سعود بين نايف . ثم بدعم القطاع الخاص ، وخاصة شركات المقاولات وما يشملها من محلات الأدوات الصحية والأصباغ ومواد البناء .
هذه الجمعية تسجل نفسها اليوم كواحدة من أنجح الجمعيات على مستوى المملكة . ولعلنا هنا نشيد بمجلس إدارتها برئاسة المهندس النشط حمد ثواب الخالدي ، الذين حرص ومجلس إدارته على إيجاد الشركاء والحوكمة والعمل المؤسسي والديمومة التي تضمن المزيد من النجاح في رسم الابتسامة للأشد حاجة في مجتمعنا المتماسك .
أخبار متعلقة :