الجيش السوداني يستعد لتحرير الخرطوم بعد استعادة ود مدني

أعلن الجيش السوداني عن استعادة السيطرة على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، بعد عام من وقوعها تحت سيطرة قوات الدعم السريع. وبهذا الانتصار، بات الجيش يقترب خطوة كبيرة من تحقيق هدفه الأساسي: تحرير الخرطوم. أكد نائب قائد الجيش، شمس الدين كباشي، خلال كلمته من ود مدني، أن الطريق إلى العاصمة أصبح مفتوحًا، وأن الجيش مصمم على استعادة السيطرة الكاملة عليها.

وأضاف كباشي أن استعادة ود مدني تُظهر قوة الجيش السوداني والتزامه بمواجهة أي تهديد لاستقرار البلاد، مشددًا على أنه "لا تفاوض بعد اليوم" مع قوات الدعم السريع.

الخرطوم: الهدف الاستراتيجي القادم

مع السيطرة على ود مدني، بات الجيش السوداني في موقع قوي يمكنه من تعزيز وجوده في المناطق القريبة من العاصمة الخرطوم. فمدينة ود مدني، التي تبعد 180 كيلومترًا جنوب العاصمة، تُعد حلقة وصل استراتيجية بين وسط السودان والخرطوم، ما يجعلها قاعدة مهمة لأي تحركات عسكرية مستقبلية.

وبهذا التقدم، يقترب الجيش من إحكام السيطرة على الخرطوم، التي تُعتبر مركز السلطة والاقتصاد، والتي تشهد منذ أشهر معارك متقطعة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
 

استراتيجية الجيش: السيطرة على المراكز الحيوية

تأتي استعادة ود مدني كجزء من استراتيجية الجيش السوداني لاستعادة السيطرة على المراكز الحيوية في البلاد. فإلى جانب موقعها الجغرافي الاستراتيجي، تُعد ود مدني مركزًا تجاريًا وحضريًا رئيسيًا، وتوفر قاعدة إمدادات قوية للجيش في تحركاته نحو الخرطوم.

وقد وصف كباشي استعادة المدينة بأنها "عربون محبة للشعب السوداني"، مؤكدًا أن الجيش سيعمل على تحسين الخدمات الأساسية في ود مدني، لتسهيل عودة النازحين إليها، في خطوة تعكس التزام الجيش بإعادة بناء المدن المحررة وتأمين حياة كريمة للسكان.

ود مدني: بوابة النصر على الخرطوم

لطالما كانت ود مدني واحدة من أهم المدن السودانية، حيث تتميز بموقعها على ضفاف النيل الأزرق وأهميتها الاقتصادية والزراعية. السيطرة على المدينة تمنح الجيش السوداني منصة انطلاق لتعزيز قبضته على المناطق المحيطة بالعاصمة وطرد قوات الدعم السريع منها.

دعوة المقاومة الشعبية لدعم الجيش

دعا كباشي الشعب السوداني والمقاومة الشعبية إلى مواصلة دعم الجيش في مهمته لتحرير الخرطوم، مشددًا على أهمية دور المواطنين في تأمين المدن والمساعدة في استقرار البلاد.

وأشار إلى أن قائد الجيش عبدالفتاح البرهان سيزور ود مدني قريبًا لبحث الخطوات المقبلة، مما يعكس أهمية المدينة في استراتيجية الجيش لتحرير الخرطوم وإعادة الاستقرار إلى البلاد.

معركة الخرطوم: التحدي الأكبر

رغم التقدم الذي أحرزه الجيش السوداني، إلا أن معركة الخرطوم تظل التحدي الأكبر. المدينة، التي شهدت أعنف الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، تُعتبر مفتاح استعادة السيطرة الكاملة على السودان. ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تصعيدًا عسكريًا كبيرًا في محيط العاصمة، مع تحرك الجيش من ود مدني باتجاه الخرطوم.