كل حصري

تهافُت في روما على «بيع أعمى» لطرود لم يتسلّمها أصحابها

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تهافُت في روما على «بيع أعمى» لطرود لم يتسلّمها أصحابها, اليوم الاثنين 20 يناير 2025 05:13 صباحاً

بأظافرها المزيّنة بالطلاء، مزّقت بينيديتا الشريط اللاصق عن طرد غامض المحتوى، لتكتشف في داخل الصندوق معولاً للزراعة وسمّاعات لاسلكية، بينما تبيّن أن العلبة التي فتحتها صديقتها تحتوي على حزام.

كانت هاتان الطالبتان الإيطاليتان من بين مئات الأشخاص الذين أقبلوا على عملية «بيع أعمى» لطرود لم يتسلمها أصحابها ولم يطالبوا بها، وقد طُرِحَت للبيع، بحسب الوزن، صناديق من الأحجام كافة في مجمّع تجاري في روما.

وقالت بينيديتا: «أعيش في الريف، وأواظب على زرع الزهور، وأستخدم ملعقة كبيرة للحفر، لم أكن لأشتري أبداً من تلقاء نفسي معولاً».

منقذَا طرود

وعملية البيع العشوائي هذه هي الأولى التي تنظّمها في إيطاليا الشركة الفرنسية الناشئة «كينغ كولي»، وحمَل الإقبال الواسع عليها الرئيس التنفيذي للشركة، كيليان دوني، على توقّع بيع 10 أطنان من الطرود في ستة أيام، بمتوسط 800 مشترٍ و3000 زائر يومياً.

وأوضح دوني أن الفكرة خطرت بباله خلال مرحلة الإقفال لاحتواء جائحة «كوفيد-19»، إذ لم يتسلّم حينها سلعاً عدة اشتراها عبر الإنترنت لتسلية بناته، نظراً إلى فقدانها خلال عملية التوصيل بريدياً.

وقال دوني: «كنت أحصل على تعويض في كل مرة.. لكنني بدأت أتساءل عما يحصل للطرود المفقودة غير القابلة للتسليم».

وأضاف: «تبيّن لي أن شركات الخدمات اللوجستية المسؤولة عن توصيلها تتلفها، لأنها لا تفيدها، وترفض الجهات البائعة استردادها بسبب كلفة النقل».

وحينها قرّر، مع أحد أصدقاء طفولته، أن يصبحا «منقذَي طرود».

القاعدة الوحيدة

وبينما كان الزبائن الواقفون في الصف يتقدمون تباعاً داخل المركز، كان أنطوان أولري يتولّى إدارة جناح يُعطى فيه كل شخص 10 دقائق «لأخذ القدر الذي يرغب فيه من الطرود الموضوعة في الحاويات».

وراح الزبائن يغرفون من الأكوام، ويهزّون الطرود التي يختارونها ويحملونها إلى آذانهم في محاولة لمعرفة ما تحويه.

وشرح أولري أن «القاعدة الوحيدة التي ينبغي اتباعها هي عدم فتح الطرود قبل شرائها».

وكان بعض المشترين يسارعون إلى تمزيق غلافات طرودهم ما إن يدفعوا ثمنها.

وبينما كان أحد الزبائن يجرّ عربة تسوق مملوءة بالطرود، اكتشف عامل صيانة الطرق، جوزيبي أرانسيو، أن الصناديق التي اشتراها لقاء 126 دولاراً تتضمن طنجرة مصنوعة من حجر الغرانيت، وعلّق: «الطبق قيّم، وحصلت على أشياء صغيرة أخرى كنت في حاجة إليها، من المجهول خرجت أشياء مفيدة».

وبعد مبيعاتها الأولى في فرنسا، نظمت الشركة عمليات بيع عشوائي في النمسا والدنمارك وألمانيا ولوكسمبورغ وهولندا، وستقيم مثلها قريباً في البرتغال وإسبانيا.

حياة ثانية

وكانت شركة «كينغ كولي»، التي بدأت العمل بالقطاع اللوجستي في مارس 2024، السبّاقة إلى إقامة هذا النوع من العمليات التجارية في فرنسا، وشدّدت على أن المبادرة تأتي في إطار نهج يهدف إلى الحد من النفايات.

ونظّمت جهات أخرى في القطاع عمليات بيع مماثلة في الآونة الأخيرة، سواء على المنصات الرقمية أو في الأسواق التقليدية، أو في مراكز التسوق بمختلف أنحاء فرنسا.

ويتأتى ثلث الطرود المبيعة من شركات الخدمات اللوجستية الأوروبية العملاقة، في حين يأتي الثلثان المتبقيان من معيدي بيع سلع «أمازون».

ومعظم طرود «أمازون» مفقودة، أما البقية فعبارة عن أشياء تم إرجاعها ولم تُبَع.

وقال ناطق باسم «أمازون»: «نحن لا نعمل مع بائعي الصناديق الغامضة والطرود السرية».

وأضاف: «الشركة لا ترسل مرتجعات الزبائن غير المفتوحة أو غير القابلة للتسليم إلى بائعي التصفية»، لكنها تستخدم التصفية لإعطاء بعض المنتجات المرتجعة «حياة ثانية».

. 10 أطنان من الطرود متوقّع بيعها في 6 أيام بمتوسط 800 مشترٍ و3000 زائر يومياً.

. الجهات البائعة ترفض استردادها بسبب كلفة النقل، والشركات المسؤولة عن توصيلها تتلفها لأنها لا تفيدها.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

أخبار متعلقة :