نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الصجافة اليوم: 21-1-2025, اليوم الثلاثاء 21 يناير 2025 06:14 صباحاً
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 21-1-2025 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
بعد 471 يوماً من وقوعهنّ في الأسر، أطلقت حركة «حماس»، أولَ أمس، سراح ثلاث أسيرات إسرائيليات، من بين 33 أسيراً وأسيرة، تشملهم المرحلة الأولى من صفقة التبادل، والتي ستمتدّ على 41 يوماً. وكما في قيادة المستوى السياسي في الكيان، أحدثت الصفقة انقساماً عميقاً بين الإسرائيليين، على رغم أن كثيرين يدركون تماماً أنها «مرّة وصعبة» ولكنها ضرورية. وأعاد هذا الاتفاق إلى أذهانهم، ذكريات صفقة تبادل جلعاد شاليط عام 2011، حيث تمّ إطلاق سراح أكثر من 1000 أسير فلسطيني، بمن فيهم قائد حركة «حماس» في قطاع غزة، الشهيد يحيى السنوار.
وبحسب ما كتبه بن درور يميني في موقع «واينت»، فإن تنفيذ الاتفاق سيكون «التجربة الأكثر إيلاماً والأطول إرهاقاً للأعصاب الجماعية في تاريخ إسرائيل». ولكن لماذا يُعتبر مبرّراً بحسب يميني؟ «لأن إسرائيل، بخلاف الصفقات السابقة، في حالة حرب، حرب صعبة، حرب تآكلية، حرب يُقتل فيها الجنود كل أسبوع. إن إسرائيل بحاجة إلى وقف إطلاق النار حتى لو لم يتمّ احتجاز شخص واحد على يد حماس. إنها حرب وصلت فيها إسرائيل إلى أدنى مستوى سياسي لها في تاريخها. لقد وصلنا إلى مرحلة يبدو فيها الهدف الاستراتيجي الآخر، وهو الانتصار الكامل على حماس، وكأنه حلم بعيد المنال، وكل يوم يمر لا يؤدي إلا إلى الإضرار بإسرائيل». ويشير يميني إلى أن «نتنياهو لم يفهم ذلك، إلا عندما جاء ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب العدواني، إلى إسرائيل وطرق على الطاولة».
تنفيذ الاتفاق سيكون التجربة الأكثر إيلاماً والأطول إرهاقاً للأعصاب الجماعية في تاريخ إسرائيل
وفي صحيفة «جيروزاليم بوست»، سأل دوغلاس بلومفيلد: «هل كانت حماس خائفة؟»، ليجيب: «إنها تشعر بأنها منتصرة. يمكن تلخيص أحد تعريفات النصر لحماس في كلمة واحدة: التنفّس». وأشار إلى أن نتنياهو «تعهّد بالقضاء عليهم، لكنه فشل»؛ إذ «حصلت حماس على تعاطف واهتمام عالمييْن لم تحصل عليهما أبداً ولقد أعدّت بقية العالم للمساعدة في إعادة بناء غزة، ولن تضطر إلى الحكم، بل سيفعل الآخرون ذلك، حتى تتمكّن هي من التركيز على إعادة بناء قوّتها العسكرية». ومن جهته، قال أيال زيسر، في «إسرائيل اليوم»، إنه «من المهمّ الاعتراف بأنه رغم الوعد بالنصر المطلق، نجا حزب الله وحماس من الحرب، وإن تمّ ضربهما ضربة شديدة». ولفت إلى أن «ثمّة خوفاً من أن يعملا على ترميم قوّتهما ويعودا ليشكّلا تهديداً على إسرائيل»، وهو ما يعود، برأي الكاتب، إلى «فشل المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل، بعد فشلهما في 7 أكتوبر». وطالب زيسر القيادة الصهيونية، بأن «تستعد للوضع الجديد، ويجب أن تتعلم من فشلها في هزيمة حماس وحزب الله طوال الـ15 شهراً الأخيرة، وعليها أن تستوعب قواعد اللعب التي يمليها علينا الأميركيون، وتجد سبيلاً – يدمج بين خطوات سياسية وعسكرية – يسمح لها بمنع عودة التهديد من غزة ومن حدود لبنان».
وبعد التسليم بالفشل في تحقيق أهداف الحرب، ناقش المعلّقون الإسرائيليون مسألة إمكانية العودة إلى القتال في غزة، وفقاً لتطوّر المفاوضات حول المرحلة الثانية من الصفقة. وفي هذا الإطار، رأى آفي يسخاروف، في موقع «واينت»، أن «الأمر لن يتطلّب أقلّ من معجزة لتنفيذ المرحلة الثانية»، مضيفاً أن «الاتفاق لا يمكن أن يتحقّق، إلا من خلال شخص واحد، وهو الرئيس الأميركي القادم دونالد ترامب»؛ إذ يعرف رئيس الوزراء الإسرائيلي أن «الوصول إلى المرحلة الثانية يعني إجراء انتخابات (عبر استقالة سموتريتش وحزبه وسقوط الائتلاف)، ومن المتوقّع أن يخسرها».
بدوره، أشار رون بن يشاي، في «يديعوت أحرونوت»، إلى مطلبيْن إسرائيليّيْن من المهمّ أن يكونا على الطاولة في المفاوضات على المرحلة الثانية، هما: أن «يُجرّد قطاع غزّة من كل بنى الإرهاب التحتية بما في ذلك الأنفاق ومنصّات إطلاق الصواريخ وقاذفات الهاون والعبوات الناسفة وإذا لم يتوفّر جسم دولي يفرض هذا، فسيتعيّن على الجيش الإسرائيلي أن يفعل هذا بنفسه، حتى لو استغرق الأمر أكثر من سنة»؛ والثاني، أن «لا تكون حماس في الحكم في غزة». واعتبر بن يشاي أنه في هذا الخصوص، «لا داعيَ لأن تجتهد إسرائيل كثيراً»، فقد «أعلنت حماس منذ الآن عدة مرات، أنها لا تريد أن تحكم القطاع مدنياً، بل أن تبقى فيه كجسم سياسي مسلّح على نمط حزب الله». ورأى أن «على إسرائيل أن ترحب بتنازل حماس عن الحكم، لكن أن تعارض كل شكل مسلّح ترغب في أن تحتفظ به بموافقة ضمنية من الأسرة الدولية».
شرطة في المدن… وتفكيك «نتساريم»: نهاية كوابيس الغزيين
غزة | يتوسّط شرطي مرور بزيّه الرسمي مفترق السراي في وسط مدينة غزة، في حين يقوم قائد قوى الأمن الداخلي بجولة ميدانية لتفقّد العناصر الأمنيين الذين أعادوا انتشارهم في المدينة، صباح أمس. كانت تلك، الصورة الثانية التي صدّرها قطاع غزة بعد مشهدية تسليم الأسيرات الإسرائيليات الثلاث في اليوم السابق، في ما بدا وكأنه شكل اليوم التالي للحرب. صحيح أن عناصر الشرطة لم يكونوا في أحسن أحوالهم لجهة الإمكانات والمقدّرات، لكنّ هذا الظهور الرسمي الأول منذ 15 شهراً، أشاع أجواء من الطمأنينة بين الأهالي الذين عاشوا طوال الأشهر الماضية كوابيس المخطّطات الإسرائيلية، من مثل مخطط حكم العشائر والفقاعات الإنسانية، ثم توكيل مهمة توزيع المساعدات إلى المرتزقة، وصولاً إلى الحديث عن حكم عسكري ومدني لجيش الاحتلال.
ما تقوله غزة بأن اليوم التالي للحرب كان فلسطينياً كما أرادت المقاومة وقرّرت، علماً أن مسؤول قوى الأمن الداخلي، اللواء محمود أبو وطفة، أكّد أن «مهمة هذا الانتشار هي التأكيد أن القوى الأمنية تؤدي دورها الوطني والأخلاقي في الوقوف إلى جانب أبناء شعبنا وعدم ترك الميدان للفوضى والفراغ»، مضيفاً في حديث إلى «الأخبار»، «أننا خلال الحرب كنا قد شكّلنا خلية أزمة، لمتابعة سير شؤون الناس بما سمح به الوضع الأمني، ودفعنا المئات من الشهداء من كوادرنا أثناء مهمات ضبط الأمن وتأمين المساعدات. واليوم دورنا أن نرد الجميل إلى أبناء شعبنا الذين صبروا وقدّموا كل ما يملكون». وظهر اللواء أبو وطفة وسط المدينة، وهو يوجّه التعليمات إلى ضباط جهاز الشرطة وجنوده بالمحافظة على أملاك الأهالي وفرض القانون والنظام وتنظيم حركة السير وتجهيز الأوضاع لاستقبال النازحين في جنوب القطاع.
بدء تفكيك مواقع جيش الاحتلال في محور «نتساريم» وتنكيس علم الاحتلال
أما الصورة الثانية من المشهد، فكانت في محور «نتساريم»، الشوكة التي وضعها جيش العدو في حلوق الغزيين طوال الحرب، والتي قسمت القطاع، وفرّقت العائلات. لا بل إن المخطط الذي وضعته حكومة الاحتلال منذ بداية الحرب، كان من المفترض أن يفضي إلى تحويل الحاجز الذي يتوسط غزة إلى الحدود الشمالية للقطاع، ما يعني تفريغ الشمال والبلدة القديمة والمدينة وأحيائها من بيت حانون وحتى وادي غزة من سكانها. ومارس إعلام الاحتلال أعلى مستويات الضغط والتنكيل النفسي بالأهالي من خلال نشر المئات من التقارير والأخبار ذات التأثير المعنوي القاسي، بما فيها الحديث عن الوجود الدائم في القطاع، وعدم السماح بعودة أهالي الشمال نهائياً. وحينما تمّ تداول أول صورة لبدء تفكيك مواقع جيش العدو في محور «نتساريم»، ثم تنكيس علم كيانه الكبير، وما ترافق معه من تعليق أحد الجنود الإسرائيليين، بقوله: «يا للعار… نحن نفكّك نتساريم ونُسقط علمنا»، كان المفعول النفسي للحدث الذي يمهّد لعودة النازحين المرتقبة السبت المقبل، يشبه ما يفعله شرب الماء البارد بعد ظمأ المسير في الصحراء لأشهر طويلة. هكذا، تنفّس الغزيون الصعداء أخيراً.
ووسط ذلك كله، بدأت الهموم الكبيرة والأسئلة الصعبة: البحث عن مكان للسكن والمبيت، خصوصاً أن أكثر من مليون نازح سيعودون في غضون سبعة أيام إلى بيوت مدمّرة تماماً، بينما لا تبدو استجابة الإغاثة متناسبة مع حجم الكارثة، حيث لا منازل جاهزة ولا خيام وصلت حتى اللحظة، كما أن عملية إزالة الركام من أحياء شمال غزة مثلاً، بحاجة إلى مقدّرات شركات مقاولات دولية كبرى، تتجاوز كل ما تبقّى في القطاع من إمكانات، ولا سيما أن الاحتلال تعمّد تدمير البنية التحتية بشكل كلي، وكل المقدّرات الخاصة بالبلديات والأجهزة الخدماتية وحتى الشركات الخاصة.
معركة البحر الأحمر تغري خصوم واشنطن: بكين تستلهم العِبر
أدى توافق بكين مع صنعاء إلى استمرار عبور سفن الصين من مضيق باب المندب، والإبقاء على طريق تجارتها ونقل بضائعها وموارد الطاقة الخاصة بها مفتوحاً، خلافاً للولايات المتحدة التي فشلت في تأمين تجارة الغرب المشارك في الحرب على اليمن، أو في رفع الحصار البحري عن الكيان الإسرائيلي. ولكون الصين صاحبة تجارة ضخمة، فهي حافظت، بسياسة الحياد التي انتهجتها، على مصلحتها في استمرار تدفق التجارة عبر هذا الممر الحيوي للتجارة العالمية، حيث لا يمكن إغفال ما لها من استثمارات في منطقة البحر الأحمر، فضلاً عن أهمية هذا البحر والمنطقة كلّها في إطار مبادرة «الحزام والطريق».
في المقابل، لم يرُق واشنطن استمرار تدفّق التجارة الصينية بسلاسة في البحر الأحمر، وهي التي أنفقت، وفق تقرير لمجلة «الإيكونوميست»، ما يقارب 5 مليارات دولار في محاولة لحماية الشحن. وبحسب المجلة، انخفضت أحجام الشحن في المضيق بمقدار الثلثين، وتغيّرت الجنسية النهائية للسفن، وأُعيد رسم طرق الحاويات، وبلغت التكاليف على الاقتصاد العالمي نحو 200 مليار دولار في عام 2024. وعلى رغم أن عدد السفن التي تمرّ عبر المضيق انخفض إلى النصف، فقد زاد عدد السفن الصينية العابرة، والتي تشكّل الآن خُمس السفن البالغ عددها 800 – 900 لا تزال تمرّ عبر البحر الأحمر كل شهر، طبقاً لتحليل بيانات الأقمار الصناعية وسجلات الملكية.
ولذلك، حاولت واشنطن، طوال فترة الأزمة، الضغط على بكين، وحثّها على المشاركة في حماية الملاحة في البحر الأحمر. وفيما صوّتت الصين في مجلس الأمن لمصلحة قرارات تدعم وجهة نظر الولايات المتحدة، إلا أنها استمرت على وضوحها في بيان العلاقة بين ما يجري في غزة وما يجري في البحر الأحمر، وأن ما ينهي الأزمة هو التوصل إلى وقف إطلاق النار في القطاع. وإزاء ما تسميه التقاعس الصيني، هدّدت الولايات المتحدة بالعمل بشكل مشترك مع إسرائيل لقطع شبكات التجارة الصينية هذه عن النظام المالي العالمي. لكن بكين لم تخضع للضغوط الديبلوماسية، وتجاهلت الطلبات الأميركية بفرض عقوبات على صنعاء؛ ولذا، فرضت واشنطن أخيراً عقوبات على شخصيات من حركة «أنصار الله»، بتهمة القيام بـ«تجارة نشطة» مع بكين، كما على بعض الشركات الصينية وصيني واحد، بتهمة تزويد اليمن بالتكنولوجيا اللازمة للصواريخ والطائرات بدون طيار، ومنحه القدرة على الوصول إلى التمويل الدولي، وتغذية جهوده الحربية ضد إسرائيل، وقد لوّحت بمزيد من العقوبات. وعلى جري عادتها في ربط كلّ ما يصدر عن اليمن بإيران، فإن التهمة الأميركية جاهزة في هذا السياق، بأن طهران رعت اتفاقاً صينياً – يمنياً لحماية سفن بكين في البحر الأحمر.
حملة أميركية – إسرائيلية تتهم بكين بتزويد صنعاء بأسلحة متطورة
أكثر من ذلك، اتهمت وسائل إعلام إسرائيلية، الصين، بتزويد «أنصار الله» بأسلحة متطورة، مقابل ضمانات بالمرور الآمن للسفن التجارية الصينية عبر البحر الأحمر، فيما تتحدث الاستخبارات الأميركية عن سلسلة توريد أنشأها اليمن في الصين لشراء مكونات الصواريخ والطائرات من دون طيار، وعن زيارات لمسؤولين من حكومة صنعاء في الصيف والخريف الماضيين إلى الصين، حيث عقدوا اجتماعات مع المسؤولين هناك. وصاغت وسائل إعلام إسرائيلية المزاعم المشار إليها بطريقة تحرّض دول الخليج على اليمن، بدعوى أن قادة «أنصار الله» يخطّطون لتصنيع مئات الصواريخ المجنّحة القادرة على ضرب دول الخليج، باستخدام المكونات الصينية نفسها. كما تحدثت عن أن واشنطن نقلت هذه المعلومات مراراً وتكراراً إلى بكين منذ أيلول الماضي، بما في ذلك قوائم مفصّلة للشركات الصينية المشاركة في آلية التسليح تلك.
على أن الإخفاق الأميركي لا يقتصر على جانب واحد من الصراع؛ إذ ظهر خلال الأسبوع الماضي أن سفناً حربية تابعة للبحرية الأميركية تضطرّ إلى مغادرة البحر الأحمر لأسابيع، لإعادة التزود بالصواريخ، ما أثار مخاوف من تداعيات ذلك على الحرب مع الصين إن وقعت. وقال وزير البحرية الأمركية، كارلوس ديل تورو، الأربعاء الماضي، في المؤتمر السنوي لـ«جمعية البحرية السطحية»، إن المدمّرات والطرادات التابعة للبحرية الأميركية، والتي تحتاج إلى مغادرة ساحة المعركة تحت وطأة الصواريخ والطائرات من دون طيار التي يطلقها «الحوثيون» في البحر الأحمر، لإعادة تحميل خلايا صواريخها العمودية من طراز «أم كيو- 41»، تتسبّب في إيجاد فجوة و«تحدّ حقيقي». وأضاف أن «هذا التحدي لا يقتصر على حملة البحر الأحمر فحسب، بل يمتد إلى حرب مستقبلية مع الصين عبر مساحة غرب المحيط الهادئ الشاسعة»، في حال غزت بكين تايوان أو تصاعدت التوترات في بحر الصين الجنوبي.
وفي مثل هذا الصراع، بحسب ما أجمع عليه الضباط والقادة في المؤتمر، من المرجّح أن تقطع الصين الطرق المؤدية إلى القواعد البحرية في اليابان، ما سيجبر السفن الأميركية على إعادة التسلّح في جزيرة غوام أو مواقع أبعد من بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي. كما رجحوا أن تصبح مراكز إعادة التحميل على الشاطئ أهدافاً رئيسيّة للعدو أيضاً، وأن المدمّرة أو الطراد البحري، قد يُترَك غير محمي جزئياً على الأقل، عند عبور منطقة حرب بحرية فيها خلايا صواريخ. وأكد الحاضرون في المؤتمر حقيقة مفادها أن حرباً بحرية ضد الصين يشارك فيها أسطول أميركي منتشر عبر غرب المحيط الهادئ، سوف تتطلّب القدرة على إعادة التحميل في البحر. وبحسب ديل تورو، فإن نظام الاختبار “ترام” المخصّص للتزويد بالذخيرة في البحر في طريقه إلى الانتشار في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام.
سلام أمام قطب مخفية وتحدّي طلب الرئيس حقّ الفيتو: حكومة إرضاء الجميع توزّع حقائبها على الجميع!
هل تولَد الحكومة الجديدة بحلول نهاية الأسبوع الجاري وتتفادى القوى المحلية تمديد البتّ فيها أسبوعاً بعدَ آخر تُقتطَع من عمرها القصير حتى الانتخابات النيابية المقبلة؟
سؤال طبعَ المشهد السياسي بعدما تبيّن وجود عناصر ثابتة تطبع عملية التأليف التي يُديرها الرئيس المكلّف نواف سلام وقد تؤخّرها، بمعزل عن «سوء التفاهم» الذي حصل مع الثنائي حزب الله وحركة أمل، إذ ستكون هناك مشكلة أخرى في حال أصرّ رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون على حقه في وضع فيتو على أي اسم لا يراه مناسباً في الحكومة، وهو أمر يتحسّب له الرئيس المكلّف الذي لا يريد مشكلة مع عون، لكنه يريد إظهار التزامه بنصوص اتفاق الطائف ودور رئيس الحكومة في وضع التشكيلة الحكومية بعد التشاور مع القوى السياسية ورئيس الجمهورية.
وبالعودة إلى الاجتماعات بين سلام والثنائي أمل وحزب الله، قالت مصادر مطّلعة إن «اللقاءين اللذيْن عُقدا السبت والأحد الماضييْن، وضمّا سلام ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد والمعاون السياسي للأمين العام للحزب الحاج حسين الخليل والنائب علي حسن خليل، أدّيا إلى حل غالبية المسائل المتعلقة بحصة الطائفة الشيعية في الحكومة، ولم يبقَ سوى تفاصيل صغيرة لن تؤدي إلى أي عرقلة».
وعلمت «الأخبار» أن «حزب الله وحركة أمل سلّما أسماء الوزراء لسلام على أن يحصل تشاور للاتفاق عليها»، وصارَ «محسوماً أن وزارة المالية ستكون من حصة الثنائي، وجرى الاتفاق مع سلام على تسمية النائب السابق ياسين جابر وزيراً لها». وكشفت مصادر مطّلعة أن «حقيبتَي العمل والصحة ستكونان من حصة الحزب، بينما ستحصل حركة أمل على البيئة والصناعة إلى جانب المالية»، وسطَ معلومات أن «الرئيس نبيه برّي سيسلّم الأسماء في القصر الجمهوري».
خلافات جعجع – باسيل تُترجم مطالب ومطالب مضادّة بحقائب أساسية
لكن حلّ غالبية المسائل المتعلقة بحصة الثنائي لا يلغي أن الحكومة تواجه عقبات أخرى أبرزها:
أولاً، الخلاف بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» التي تفاوض سلام وفق أولوية كسر النائب جبران باسيل، إذ طالبت بحقيبة «الطاقة» ثم وزارة «الخارجية»، بينما طالب باسيل الذي التقى سلام في اليومين الماضيين بالاحتفاظ بالطاقة، إلا أن الأخير رفض ذلك، من دون أن ينفي نيّته إعطاءها لـ«القوات»، فيما قالت مصادر مطّلعة إن الرئيس المكلّف «يفكر بأن تكون الطاقة من حصة الطائفة السنية لتفادي المشكلة بين القوى المسيحية حولها، وأن يُسمّي لها شخصية من أهل الاختصاص، على أن يمنح التيار الوطني حقيبة الاتصالات ليتفادى أي تهديد بمقاطعة الحكومة. فيما لم يُحسم بعد أمر وزارة الخارجية التي يفكّر سلام بتسليمها لشخصية ذات خبرة في العمل الدبلوماسي.
ثانياً، لا تزال حصة القوى السنية غير محسومة. فحتى يوم أمس، لم يكُن سلام قد تواصل مع «كتلة الاعتدال» أو مع كتلة «التوافق الوطني»، علماً أنه تواصل مع النواب السنّة المستقلين.
ثالثاً، صارَ محسوماً أن وزارة الأشغال العامة والنقل ستكون من حصة كتلة اللقاء الديمقراطي، على أن تتم تسمية الوزير الدرزي الثاني بالتشاور مع النائب السابق وليد جنبلاط.
رابعاً، يطالب رئيس الجمهورية بأن تكون وزارة الدفاع من حصته، على أن يسمي ضابطاً متقاعداً لتفادي المشاكل التي حصلت في السنوات الأخيرة في هذه الوزارة، كما يطالب بوزارة العدل.
خامساً، لم تُحسم بعدَ آلية اتخاذ القرار داخل مجلس الوزراء، وهو أمر يثير هاجساً ولا سيما لدى الثنائي حزب الله وأمل، خصوصاً أن الحكومة لا تعطي أي فريق الثلث المعطّل، والتوازنات الجديدة تفرض الاتفاق على آلية، كي لا تؤخذ القرارات بمعزل عن أي طرف، ولا سيما في الملفات الكبيرة مثل التعيينات.
سادساً، بالنسبة إلى البيان الوزاري والنص المتعلق بالمقاومة، ورغم عدم وجود تعقيدات كبيرة بشأنه، إلا أن البحث والتشاور حوله لا يزالان مستمريْن، ومن المرجّح العودة إلى الصيغة المنصوص عليها في اتفاق الطائف.
وقالت مصادر مطّلعة إن الرئيسين عون وسلام يسعيان إلى تأليف الحكومة قبل سفر رئيس الجمهورية إلى الرياض، مشيرة إلى أن وزير الخارجيّة السّعوديّ فيصل بن فرحان سيزور لبنان الخميس المقبل لتسليم عون دعوة للزيارة، وسيلتقي كلاً من رئيس مجلس النّواب نبيه برّي ورئيس الحكومة المكلّف، على أن يدعو لاحقاً إلى لقاء موسّع في السّفارة السعودية». وهذه الزيارة الأولى لوزير سعودي إلى لبنان منذ سنوات طويلة. كما علمت «الأخبار» أن وزير خارجية الكويت عبدالله اليحيا سيزور بيروت الجمعة المقبل لتهنئة الرئيس عون.
العدوّ نحو تمديد مهلة الـ 60 يوماً؟
لم يكسر اجتماع لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار أمس تعنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي وخرقها بنود اتفاق الهدنة. ولم يعقب لقاء ممثلي الجيش اللبناني وجيش العدو وفرنسا وأميركا واليونيفل في رأس الناقورة، انتشارٌ للجيش في أي بلدة حدودية كما حصل بعد الاجتماعات الثلاثة الماضية. بل شهد الاجتماع أجواء سلبية لا توحي بنيّة إسرائيل الانسحاب من جنوب لبنان نهاية الأسبوع الجاري مع انتهاء مهلة الستين يوماً، ولم يصدر عنه أي بيان كما جرت العادة حتى ساعة متأخرة من ليل أمس.
وفي هذا السياق، أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في حديث تلفزيوني أمس، أنه تبلّغ من رئيس لجنة الإشراف على وقف النار الجنرال الأميركي غاسبر جيفرز أن «الإنسحاب الإسرائيلي قد يتأخر لعدة ايام». وعن المخاوف حول قيام اسرائيل بفرض منطقة عازلة على الحدود، اكد ميقاتي أنه «لن يكون هناك شريط عازل. وبعد إتمام الإنسحاب، ستشكل لجنة ثلاثية تنبثق من اللجنة الخماسية لتثبيت الخط الأزرق وترسيمه بما يتناسب مع خط الهدنة عام ١٩٤٩».
وقال مصدر مطّلع لـ«الأخبار» إن جيش العدو «شكا من رفض الجيش اللبناني ضبط منشآت المقاومة من مستودعات ومنازل، ومصادرة الأسلحة في ظل وضع انتقالي في السلطة اللبنانية، ما يضطره إلى التصرف ميدانياً بنفسه كما فعل في الصالحاني ووادي السلوقي وطلوسة وبني حيان…». وأشار إلى أن العدو يريد أن يتحول الجيش اللبناني إلى «ضابطة عدلية لديه ولدى رئيس لجنة الإشراف الأميركي الذي يبرّر للعدو احتلاله واعتداءاته على الممتلكات الخاصة في إطار حق الدفاع عن النفس»!
وعلمت «الأخبار» أن العدو الإسرائيلي «هدّد عبر اليونيفل بقصف مواقع جديدة يشتبه في أنها تحتوي على أسلحة للمقاومة، في حال لم يداهمها الجيش، فيما أكّد مسؤولون عسكريون رفض التحول إلى ضابطة عدلية تعمل بناءً على إشارة العدو وتصطدم مع الأهالي وتكريس ذلك كأمر واقع في المستقبل»، مع الإشارة إلى أن قوة من الجيش ولجنة الإشراف داهمت مواقع «مشتبهاً فيها» في حومين (الجنوب) والعمروسية (الضاحية الجنوبية) من دون العثور على شيء.
وفي ما يتعلق بطلب الجيش تحديد سقف زمني للانسحاب، رفض العدو إعطاء موعد محدد، ووعد بـ«دراسة الأمر ميدانياً».
وفيما كان من المنتظر أن ينتشر الجيش في الضهيرة، واصلت قوات الاحتلال تعزيزاتها داخل البلدة، وجرفت مقبرة البطيشية على طريق علما الشعب. فيما عزّز الجيش تمركزه في أنحاء بنت جبيل حتى حدود يارون ومارون الرأس وعيترون وقطع الطرق المؤدية إليها بالسواتر لمنع تقدّم المواطنين بسبب استمرار وجود قوات الاحتلال. إلا أن عدداً من الشبان وصلوا صباح أمس إلى أطراف مارون الرأس وتمكّنوا من انتشال جثامين عدد من الشهداء المقاومين الذين كانوا لا يزالون في العراء. وشهدت بنت جبيل عودة عشرات العائلات النازحة بعد انتشار الجيش.
وتسوّق إسرائيل مبررات عدة لتمديد احتلالها للبلدات الجنوبية وتمديد مهلة الستين يوماً. وفي هذا الإطار، استبقت قوات الاحتلال الإسرائيلي انتشار الجيش في طلوسة، فتقدّمت من مركبا باتجاه طلوسة ومنها إلى بني حيان ووادي السلوقي وبقيت حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، وفجّرت منازل ومنشآت.
وعلى المقلب الآخر في ميس الجبل، كانت الجرافات تجرف الممتلكات في حي الدبش، وأحرق الجنود عدداً من المنازل. كما أحرقت قوات العدو منزلاً في سهل الخيام وجرفت منازل في يارون واستهدفت بقذيفة منزلاً بين بنت جبيل ومارون الرأس.
اللواء:
5 أيام فاصلة، ذات نكهة حدث او احداث لبنانية، سواء في ما خص ولادة الحكومة التي يسعى رئيسها المكلف «لشق البحر» من اجل الاسراع بتأليفها، لتكون شهادة على جدارة اللبنانيين بالتقاط الفرصة الداخلية والعربية والدولية السانحة لطي صفحة الماضي الأليم، والتوجه الى اعادة البناء، وكسب الشوط في التعافي.. او سواء في ما خص الانسحاب الاسرائيلي الكامل من مختلف الاجزاء اللبنانية، مع الاشارة الى تسجيل خطوة كبيرة أمس باتجاه تعزيز الجيش اللبناني حضوره في عيناتا وبنت جبيل ووصوله الى مداخل مارون الراس ويارون، وعيترون ايذاناً بانسحاب الجيش المعادي من هذه المناطق والمدن باتجاه الداخلي الاسرائيلي في غضون الـ5 ايام المتبقية من الاسبوع حتى 26 ك2 الجاري.
وفي هذا الصدد، قالت مصادر على اطلاع لـ«اللواء» ان المشاورات والاجتماعات تركز على ترتيب مسودة الحكومة، وسط اجواء وصفت «بالجيدة» من اجل الاسراع بالتأليف، واصدار المراسيم، ثم الانطلاق الى البيان الوزاري وجلسة الثقة.
وكشف النقاب عن ان الرئيس المكلف طلب من الكتل النيابية تزويده باقتراحات اسمية لشخصيات ينوي ترشيحها للتوزير مرفقة بـ«C.V».
وعلمت «اللواء» من مصادر مطّلعة أن مواصفات التأليف:
1- الا يكون الوزير المقترح حزبياً.
2- ليس وزيراً سابقاً ولم يشارك على الأقل بآخر 3 حكومات.
3- غير مرشح للانتخابات النيابية المقبلة 2026.
وأكد مصدر وزاري واسع المتابعة ان الحكومة ستكون من 24 وزيراً، وان «الثنائي الشيعي» لا مانع لديه من ان تؤول وزارة الاشغال الى جهة نيابية او سياسية اخرى، مع المطالبة بالتعويض عليه بدلاً منها بوزارة الصحة.
وتحدثت بعض مصادر المعلومات ان كتلة الاعتدال التقت الاثنين الرئيس المكلف نواف سلام، وتمنت اعطاء حقيبتي للشمال وعكار (الاشغال والشؤون الاجتماعية).
وفي الاطار ايضاً، رست المعلومات على ان وزارة الطاقة ستكون من حصة «القوات اللبنانية» للاسباب المعروفة.
وغداً، يعقد اجتماع بين الرئيسين عون وسلام للتداول في مسودة التشكيلة المقترحة.
واعتبر الرئيس جوزاف عون، خلال استقباله كاثوليكس الارمن الارثوذكس آرام الاول، بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، وكاثوليكس بيت كيليكيا للارمن الكاثوليك رومائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان، والذين زاروا بعبدا لتهنئته ان تشكيل الحكومة في اسرع وقت يعطي اشارة ايجابية للخارج بأن لبنان بات على السكة الصحيحة، داعياً لان نكون يداً واحدة، لاعادة بناء البلد التي هي ليست بصعبة اذا صفت النوايا.
تهنئة ترامب
وفي برقية تهنئة للرئيس ترامب لمناسبة تنصيبه، اعرب الرئيس عون عن يقينه من ان «وجودكم في سدة المسؤولية الاولى سيعطي للعلاقات اللبنانية – الاميركية دفعاً اضافياً، لا سيما لجهة الوقوف الى جانب لبنان واستمرار مساعدته في مسيرة تثبيت استقراره وبسط سيادته واعادة النهوض بعد الظروف الصعبة التي مر بها.
ومن المتوقع ان يزور وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان لبنان، والجمعة يصل وزير الخارجية الكويتي في اطار الدعم الخليجي للبنان، والوقوف على احتياجاته.
ميقاتي لمس ملابسات الاستبعاد
وحول ملابسات استبعاده عن تأليف الحكومة، قال الرئيس نجيب ميقاتي ان معظم الكتل الكبيرة «تواصلت معي يوم الاحد واخبرتني انها ستسميني لرئاسة الحكومة، وحصل بعدها مزاج سياسي معين يقتضي باختيار رئيس حكومة جديد، ونواف سلام لم يكن بوارد الموضوع».
وقال: الظروف اليوم اصبحت مؤاتية لا تحدث بصراحة، وان اوضح للناس رؤيتي والصراحة والمصالحة يجب ان يكونا عنوان لبنان الجديد.
وقال: اذا فشل تأليف الحكومة، فلن اقبل نهائياً بتكليفي مجدداً، لرئاسة الحكومة وانا مع نجاح مهمة الرئيس نواف سلام، مؤكداً ان العلاقة مستمرة مع جوزاف عون، وأكنُّ له كل الاحترام، كما اكد على انه يكنُّ كل تقدير للرئيس المكلف سلام، مشيراً الى ان التشكيلة التي يعمل عليها استنساخ للتشكيلات السابقة، متوقعاً تشكيل الحكومة قريباً جداً، ومتوقعاً ان تشكل الحكومة خلال هذا الاسبوع.
واشار الى ان الاحتياطي في مصرف لبنان بات 10 مليار و400 مليون دولار، بعدما كان 8 مليارات دولار.
توغل وخطف وقصف وتفجير إسرائيلي جنوباً
جنوباً، استمرت امس، الاعتداءات الاسرائيلية طوال نهار امس وعرقلة انتشار الجيش في بعض مناطق الجنوب، حيث قطعت دبابات وجرافات إسرائيلية طريق وادي السلوقي بين مفترق بني حيان ومفترق قبريخا بالسواتر الترابية وتمركزت إحدى الدبابات في بلدة طلوسة. في وقت كان الجيش اللبناني يتحضر للدخول إلى بلدة طلوسة، ما أدى إلى تأجيل مهمة الدخول من جديد، بسبب وجود 3 دبابات ميركافا عند مفرق بني حيان.
لكن جنود الاحتلال انسحبوا عصر أمس من وادي السلوق لكنهم قاموا بسرقة لافتة حديدية عند انسحابهم.
اما في ميس الجبل فإستمر جيش الاحتلال الاسرائيلي في توغله في منطقه الدبش غربي البلدة وقامت جرافاته بهدم منشآت صناعية ورياضية كملعب الميني فوتبول القديم ومزارع، بالاضافة الى جرف الطريق وتكسير آليات نقل وشاحنة موجودة في المكان. وأحرق منزلا في حي الدبش غربي ميس الجبل. ولكن انسحبت القوة المعادية بعد تخريب ما امكن.
واستهدفت دبابة ميركافا عصر أمس منزلا عند أطراف مارون الراس لجهة بنت جبيل بقذيفة مدفعية. لكن افيد عن فتح الطريق بين بنت جبيل ومارون الراس قرب المهنية بحضور الجيش اللبناني.
كما قام الجيش الاسرائيلي بعملية تمشيط واسعة في محيط باب الثنية في الخيام وأحرق ممتلكات في المنطقة حيث تصاعدت اعمدة الدخان..وجرفت قوات اسرائيلية مقبرة البطيشية التابعة لبلدة الضهيرة في محيط تل اسماعيل.وتسللت قوة مشاة اسرائيلية إلى محيط جبانة بلدة الضهيرة ترافقها جرافة عملت على تجريف وقطع الأشجار بمحيطها.
واعتقل عناصر من جيش الاحتلال الاسرائيلي ثلاثة مزارعين لبنانيين بين عين عرب والوزاني، ثم الثلاثة وسلمهم إلى «اليونيفيل». وتوغلت دورية مؤللة من المجيدية باتجاه وادي خنسا في جنوب لبنان، واوقفت مجموعة من المزارعين اللبنانيين والسوريين وقامت بالتحقيق معهم وبتفتيش هواتفهم قبل أن تغادر.
واستهدف قصف مدفعي منطقة السدانة في مرتفعات شبعا واطراف كفرشوبا.
ومساء أمس اقدم العدو على تنفيذ تفجير عنيف عند الاطراف الشمالية لبلدة يارون.
ومع ذلك، انتشر الجيش اللبناني في أنحاء مدينة بنت جبيل، ما شجع أهالي بلدات مارون الراس وعيترون ويارون على العودة أملا بانتشار الجيش القريب فيها.
الى ذلك، تمكن المسعفون من انتشال جثة مقاتل في بلدة مارون الراس إرتقى خلال المواجهات مع قوات الاحتلال. كما انتشل الدفاع المدني جثامين 5 شهداء، أربعة منهم من حي الجلاحية – نزلة وادي قيس، وشهيد واحد من الحي الشرقي – آل فاعور في بلدة الخيام. وقد تم نقل الأشلاء إلى مستشفى مرجعيون الحكومي، حيث ستخضع للفحوصات القانونية والمخبرية اللازمة، بما في ذلك فحص الحمض النووي (DNA) لتحديد هويات الشهداء بالتنسيق مع الجهات المختصة.
البناء:
كتب المحرّر السياسيّ
في رسالة ذات مغزى تجاهل الرئيس الأميركي المنتخب بغالبية شعبية كاسحة وسيطرة على مجلسي النواب والشيوخ، الصراعات الدولية من خطاب التنصيب، وخلال عقود سوف يكون أول رئيس أميركي لا يتضمن خطابه الحديث عن التفرغ لمواجهة روسيا والصين وإيران، أو عن دعم أوكرانيا وإيران و”إسرائيل”، بحيث إن الشؤون الداخلية لم تتصدر الخطاب وحسب بل منعت أي اهتمامات أخرى، بما يعبر عن حجم شعور الأميركيين بـ اهتراء الوضع الداخلي ومحاكاة خطاب ترامب لرغباتهم بعد سماع الخطاب الخشبي الإمبراطوري عن قوة أميركا وسطوتها، ليكون الخطاب تجسيداً لوعد ترامب أنه الرئيس الذي سوف يعمل لإعادة أميركا العظيمة أي الناجحة في الداخل بدلاً من التلهي بإدامة سطوة أميركا العظمى أي المهيمنة على الخارج.
ركز ترامب على خطوات واضحة يضعها في أولويات سياسته، وهو في السياسة الخارجية كان اقتصادياً أيضاً، فتحدّث عن استعادة قناة بنما وتحدث عن الهجرة من المكسيك، لكنه بنى خطته العسكرية على الداخل أيضاً ومحورها بناء قبة حديدية صاروخية لمواجهة خطر الصواريخ الروسية والصينية المتطوّرة، والواضح أن خطة ترامب تحتاج الى ما بين 5 و 10 سنوات، حتى يتمكن من إعادة إنعاش الصناعة وبناء أسواق لها، وحتى تكتمل القبة الحديدية. وخلال هذه الفترة يتجاهل ترامب النزاعات ويتفرغ للداخل، ويعتمد في الداخل حصان رهان رئيسياً هو صناعة استخراج النفط والغاز الصخري، للبدء بتخفيض سعر الطاقة للمستهلكين من جهة، وغزو الأسواق الأوروبية من جهة ثانية، واقتطاع جزء من السوق العالمية ضمن منظومة منتجي النفط من جهة ثالثة، ومعادلته للمستهلكين والمنتجين، أنتم حلفاء ونحن نحميكم إذن عليكم المساهمة بدفع الثمن.
أطلق ترامب على مشروعه الاجتماعي اسم ثورة الفطرة السليمة، وتحدّث عن الأخلاق وترجم ذلك بإعلان انتهاء زمن الترويج للمثلية وتقديم التسهيلات لها، كذلك انتهاء زمن دلع الحلفاء اقتصادياً، والرسوم الجمركية سوف تفرض على كل الاستيراد. ويبدو ترامب قد ضمن عدم المواجهة مع الدولة العميقة التي يقودها تجمع الصناعات العسكرية، باعتبار أن مشروع القبة الحديدية ومشروع الصعود إلى المريخ يتكفلان باقتطاع مبالغ ضخمة من الموازنة لصالح شركات الصناعات العسكرية.
وبارك حزب الله في بيان، للشعب الفلسطيني العظيم ومقاومته الباسلة ولكل قوى المقاومة التي ساندت غزة وللأمة العربية والإسلامية ولأحرار العالم الانتصار الكبير الذي جاء تتويجًا للصمود الأسطوري والتاريخي، على مدار أكثر من 15 شهرًا من بدء ملحمة طوفان الأقصى، والذي شكّل مثالًا يُحتذى به في مواجهة العدوان الصهيوني – الأميركي على أمتنا ومنطقتنا.
وعبّر حزب الله عن فخره واعتزازه بهذا الانتصار المبارك للشعب الفلسطيني ومقاومته والذي كان شريكًا في تحقيقه من خلال صمود وثبات وتضحيات المقاومة وشعبها في لبنان والتي قدّمت في سبيل ذلك أغلى ما تملك، سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، ومعه السيد الهاشمي السيد هاشم صفي الدين، وعدد كبير من القادة والمجاهدين، ومن أهلها الأوفياء المخلصين الذين حملوا راية الدفاع عن فلسطين بكل قوة وإيمان.
بدورها، توجّهت حركة “أمل” في بيان لمكتبها السّياسي بتحيّة “إجلال وإكبار للشّعب الفلسطيني، عقب البدء بتنفيذ وقف إطلاق النّار في غزة”، مؤكدة أنّ “أهمّ نتائج هذه الحرب الّتي جرت وقائعها على أرض غزة، هي إعادة فلسطين إلى كونها القضيّة المركزيّة، واستحالة القفز فوق الحقّ التّاريخي للشّعب الفلسطيني الّذي لن يسقط بالتّقادم”.
في غضون ذلك، وبعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ، تتجه الأنظار إلى نهاية مهلة الستين يوماً للتطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان ومدى التزام العدو الإسرائيلي ببنوده لا سيما الانسحاب الكامل لقواته من الأراضي المحتلة ووقف الخروق والاعتداءات اليومية من عدمه، وردة فعل المقاومة بحال لم يلتزم العدو، في ظل تأكيد مصادر مطلعة على موقف المقاومة لـ”البناء” أن “بعد انتهاء مهلة الستين يوماً ليس كما قبله، وهناك مرحلة جديدة عنوانها اعتبار القوات الإسرائيلية قوة احتلال وتجب مواجهتها بكافة الأشكال، ولا يمكن للمقاومة ولا أهل القرى المحتلة أن يبقوا مكتوفي اليدين إزاء الممارسات الإسرائيلية العدوانية، لذلك على الجيش اللبناني والدولة والأهالي والمقاومة أن يكونوا على أهبّة الاستعداد لمواجهة كافة الاحتمالات”.
وفي سياق ذلك، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض أن “حزب الله يترقب تاريخ السادس والعشرين من كانون الثاني الحالي، وهو اليوم الذي سيشهد وفقاً للاتفاق المعمول به انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من الأراضي اللبنانية. وفي حال عدم التزام العدو الإسرائيلي بهذا الانسحاب، فإن ذلك سيؤدي إلى انهيار آلية الإجراءات التنفيذية ونسف دور الأمم المتحدة في رعاية هذا الاتفاق، ما سيضع لبنان أمام مرحلة جديدة من الحسابات العسكرية والسياسية”.
وأشار فياض خلال احتفال تأبيني في الجنوب، إلى أن هذه المرحلة تتطلب من اللبنانيين جميعاً التكاتف لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل المتاحة، مؤكداً أن مسؤولية إخراج الاحتلال عن الأراضي اللبنانية هي مسؤولية مشتركة بين الحكومة، الجيش، الشعب، والأحزاب، باستثناء من لا يهتم بأرض الجنوب اللبنانية. وأضاف فياض أن أي تعثر في مسار الانسحاب الإسرائيلي، وخصوصاً عدم عودة السكان إلى 52 بلدة لبنانية بأمان، سيهدّد مسارات الاستقرار وإصلاح الدولة. كما أكد أن حزب الله سيتعامل مع أي بقاء إسرائيلي على الأراضي اللبنانية في حال خرق الاتفاق، مشدداً على ضرورة التزام المجتمع الدولي بوعوده تجاه لبنان.
ووفق ما تؤكد مصادر دبلوماسية لـ”البناء” فإن الجهود الدوليّة والدبلوماسية اللبنانية تكثفت منذ يوم أمس، على كافة الخطوط بين بيروت وتل أبيب وواشنطن وباريس والأمم المتحدة للضغط باتجاه التزام كافة الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار والقرارات الدولية. مشيرة الى أن “مسار الدعم الدولي لإنجاز الاستحقاقات الدستورية في لبنان يفرض على المجتمع الدولي والقوى الدولية لا سيما الأميركيين والأوروبيين ممارسة الضغوط على “إسرائيل” لتنفيذ الاتفاق وعدم اتخاذ خطوات تؤدي إلى تدهور اتفاق وقف إطلاق النار”. وشدّدت المصادر على “وجود قرار من إدارة الأميركي الجديد دونالد ترامب وقرار أوروبي بفرض الاستقرار في الجنوب ومنع العودة الى الحرب”.
وعلمت “البناء” أن مسؤولين غربيين وأمميين سيصلون الى بيروت خلال الأسبوع الحالي للتحقق عن قرب من تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والإشراف على الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب والاطلاع من قيادة الجيش اللبناني وقيادة اليونيفيل على إجراءات ضبط السلاح والمسلحين في منطقة الليطاني واستكمال انتشار الجيش على الحدود والبدء بتطبيق كامل بنود القرار 1701 والقرارات ذات الصلة.
وفي سياق ذلك، بدأت المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس – بلاسخارت، أمس زيارة إلى كيان الاحتلال حيث من المقرر أن تلتقي بكبار المسؤولين الإسرائيليين. وستركز مناقشاتها على الخطوات التي يتم اتخاذها نحو تنفيذ تفاهم وقف الأعمال العدائية، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، وكذلك على التحديات المتبقية. كما ستكون الحاجة إلى تحفيز تنفيذ القرار رقم 1701 (2006) الصادر عن مجلس الأمن موضوعًا رئيسيًا لمباحثاتها. وقبل رحلتها، رحبت المنسقة الخاصة بالتقدم المحرز من خلال انسحاب الجيش الاسرائيلي وإعادة نشر القوات المسلحة اللبنانية في مواقع في جنوب لبنان، فيما دعت الى استمرار الالتزام من قبل جميع الأطراف.
بدوره، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس بأن فجراً جديداً يظهر في لبنان وقوات اليونيفيل ملتزمة بدعم الشعب اللبناني، ورأى أن الشرق الأوسط يمر بفترة من التحول العميق. وتمنى غوتيريس في تصريح له، أن يعود النازحون على جانبي الحدود بين لبنان و”إسرائيل” إلى ديارهم، وشدد على ان وقف إطلاق النار بين لبنان و”إسرائيل” هشّ، لكنه مستمر. واعتبر أن من المهم أن يسيطر الجيش اللبناني على كامل الأراضي اللبنانية وعلى “إسرائيل” احترام لبنان وسلامة أراضيه”.
ميدانياً، اخترقت دبابات وجرافات إسرائيلية طريق وادي السلوقي بين مفترق بني حيان ومفترق قبريخا بالسواتر الترابية وتمركزت إحدى الدبابات في بلدة طلوسة. أما في ميس الجبل، فيستمر جيش الاحتلال في توغله في منطقه الدبش غربي البلدة وقامت جرافاته بهدم منشآت صناعية ورياضية كملعب الميني فوتبول القديم ومزارع، بالإضافة الى جرف الطريق وتكسير آليات نقل وشاحنة موجودة في المكان، وأحرقت قوات الاحتلال منزلاً في حي الدبش. كما قامت بعملية تمشيط واسعة في محيط باب الثنية في الخيام وأحرقت ممتلكات في المنطقة حيث تصاعدت أعمدة الدخان. وتوغلت قوة إسـرائيلية معززة بعدد من الجرافات والدبابات والآليات في منطقة الدبش، عند الأطراف الغربية لبلدة ميس الجبل وتمركزت هناك. وجرفت قوات إسرائيلية مقبرة البطيشية التابعة لبلدة الضهيرة في محيط تل إسماعيل. وتسللت قوة مشاة إلى محيط جبانة بلدة الضهيرة ترافقها جرافة تعمل على تجريف وقطع الأشجار في محيطها. واعتقل عناصر من جيش الاحتلال ثلاثة مزارعين لبنانيين بين عين عرب والوزاني. واستهدف قصف مدفعي منطقة السدانة في مرتفعات شبعا وأطراف كفرشوبا. وتقدمت عند ساعات الفجر الأولى أمس الأول، آليات القوات الاسرائيلية من بني حيان في اتجاه وادي السلوقي، وقامت بعملية تمشيط.
سياسياً، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ان علينا أن نكون يداً واحدة لإعادة بناء البلد التي هي ليست بصعبة إذا ما صفت النيات، مشددا على أهمية تشكيل حكومة تكون على قدر تطلعات الشعب اللبناني وتمكن البلد من النهوض مجدداً لا سيما اقتصادياً. واعتبر أن تشكيل الحكومة في أسرع وقت يعطي إشارة إيجابية للخارج بأن لبنان بات على السكة الصحيحة، معيداً تأكيد أن على الجميع ان يكونوا على قدر المسؤولية “ومن لا يستطيع تحمل المسؤولية يجب ألا يكون في سدّتها”. ودعا الرئيس عون إلى تضافر الجهود لصالح المصلحة العامة، واعتبر أن لبنان يكبر بجميع أبنائه لأي طائفة انتموا، مشدداً على تحفيز الطاقات في لبنان المقيم كما في بلاد الانتشار لتكون في خدمته.
وفي سياق منفصل، تمنى رئيس الجمهورية للرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، التوفيق والنجاح لقيادة أميركا نحو مزيد من التقدم والازدهار. وأشار في برقية تهنئة بعث بها الى نظيره الأميركي بعد تنصيبه رسمياً رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، إلى أن وجود الرئيس ترامب في البيت الأبيض يعكس إرادة متبادلة على تعزيز العلاقات بين البلدين وتطويرها في المجالات كافة، “لا سيما لجهة وقوفكم إلى جانب لبنان واستمرار مساعدته في مسيرة تثبيت استقراره وبسط سيادته وإعادة النهوض بعد الظروف الصعبة التي مر بها في المرحلة الماضية”.
الى ذلك يواصل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة القاضي نواف سلام مشاوراته واتصالاته ولقاءاته لتأليف حكومة جديدة، وعلمت “البناء” أن الرئيس المكلف قطع شوطاً هاماً في عملية التأليف وبات الإطار العام للحكومة وهيكلها وشكلها واضحاً، وقد تم حسم أنها حكومة تكنوسياسية من 24 وزيراً يمثلون أوسع مروحة من الكتل النيابية لكن من خارج الأحزاب واختصاصيين من ذوي الكفاءة والنزاهة والخبرة مع اعتماد مبدأ فصل النيابة على الوزارة والابتعاد عن الأسماء الاستفزازية التي تشكل امتداداً للحقبات السابقة، كاشفة أن لا عقد أساسية تواجه التأليف، لا سيما أن التوتر الذي رافق تسمية الرئيس المكلف قد زال، وتم بناء الثقة بين الثنائي حركة أمل وحزب الله والرئيس المكلف ما مهد الأجواء لإطلاق حوار شامل وجدي بين الثنائي وسلام والتفاهم على خطوط عريضة وعلى ملفات أساسية تشكل هواجس الثنائي للمرحلة المقبلة، ما يسهل وفق المصادر تشكيل الحكومة وقد تبصر النور نهاية الأسبوع الحالي أو مطلع الأسبوع المقبل كحد أقصى، إذا ما سارت الأمور على السكة الصحيحة. ووفق أوساط سياسية لـ”البناء” فإن لقاءات متتالية حصلت بين ممثلين عن الثنائي والرئيس سلام اتسمت بالإيجابية وسيكون هناك لقاءات أخرى حتى ولادة الحكومة.
ووفق المعلومات، فإن الرئيس المكلف حسم توزيع الحقائب السيادية الأربع وهو قيد إنهاء الحقائب الخدمية بالتشاور مع الكتل النيابية، ومن المتوقع أن يزور بعبدا للقاء رئيس الجمهورية للتشاور معه في التشكيلة الحكومية العتيدة.
بدوره، أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في حديث تلفزيوني الى أن “معظم الكتل الكبيرة تواصلت معي يوم الأحد وأخبرتني أنها ستسميني لرئاسة الحكومة وحصل بعدها مزاج سياسي معين يقضي باختيار رئيس حكومة جديد ونواف سلام لم يكن بوارد الموضوع”. وكشف أنني “طلبت من الكتل السنية أن تُعطي نواف سلام في إثنين الاستشارات لكي نوفر له غطاءً سنياً”.
المصدر: صحف
أخبار متعلقة :