إسرائيل تدفع تعزيزات عسكرية جديدة إلى جنين

دفع الجيش الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مدينة جنين ومخيمها، شمال الضفة الغربية المحتلة. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن عددًا من الآليات العسكرية الإسرائيلية وصلت إلى جنين عبر حاجز الجلمة العسكري، ما يشير إلى نية الجيش الإسرائيلي في تصعيد عملياته في المنطقة.

كما تمركزت قوات إسرائيلية مدعومة بجرافات عسكرية في عدة مواقع بالمدينة، بما في ذلك حي جبل أبو ظهير. ودمرت الجرافات الإسرائيلية الشوارع قرب مستشفى ابن سينا ومدخل مستشفى جنين الحكومي، ما أثار قلقًا واسعًا بشأن تأثير هذه الأعمال على حياة السكان المحليين.

ضحايا التصعيد الأخير

وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، قُتل شاب فلسطيني يبلغ من العمر 29 عامًا، برصاص الجيش الإسرائيلي في قرية تعنك غربي جنين. الشاب، الذي حاصرت القوات الإسرائيلية منزله وأطلقت الرصاص عليه قبل اعتقاله، فارق الحياة لاحقًا متأثرًا بجروحه.

بهذا الحادث، ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين في جنين خلال يوم واحد إلى 10 قتلى، بينهم طفل، إضافة إلى إصابة 40 شخصًا بجروح متفاوتة الخطورة، نتيجة للعملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة.
 

اقتحامات وتدمير البنية التحتية

تأتي هذه التطورات بعد يوم من اقتحام القوات الإسرائيلية لمدينة جنين ومخيمها، حيث استخدمت جرافات عسكرية وطائرات مُسيّرة في عملياتها. استهدفت العمليات البنية التحتية للمدينة، بما في ذلك الطرق الرئيسية والمناطق الحيوية، مما فاقم معاناة السكان المحليين وأدى إلى عزل المناطق داخل المدينة.

تحليق الطائرات المسيّرة وتصعيد التوترات

شهدت العملية العسكرية الإسرائيلية تحليقًا مكثفًا للطائرات المسيّرة والحربية في سماء جنين، في خطوة يرى مراقبون أنها تهدف إلى تعزيز السيطرة الميدانية وتوجيه العمليات على الأرض. هذا التصعيد يزيد من حدة التوترات في الضفة الغربية، حيث تعيش المنطقة حالة من الاضطراب الأمني المستمر.

ردود الفعل الفلسطينية والدولية

التصعيد الإسرائيلي في جنين أثار موجة غضب في الأوساط الفلسطينية، حيث أدانت القيادة الفلسطينية هذه العمليات، واعتبرتها تصعيدًا خطيرًا ضد الشعب الفلسطيني. وطالبت السلطة الفلسطينية بتدخل دولي عاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، وحماية المدنيين من العنف المتصاعد.

على الصعيد الدولي، تتزايد الدعوات لوقف التصعيد في الضفة الغربية، حيث تخشى الجهات الدولية من أن يؤدي هذا التوتر إلى تفجير الأوضاع في المنطقة برمتها.

تصعيد مستمر ومستقبل غامض

التصعيد الإسرائيلي في جنين يعكس سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو، التي تتبنى نهجًا أكثر عدائية تجاه الفلسطينيين. ومع استمرار العمليات العسكرية والاقتحامات المتكررة، يبدو أن الأوضاع في الضفة الغربية تتجه نحو مزيد من التعقيد، ما ينذر بمزيد من المواجهات والعنف.