العلاقات التركية المصرية.. واقع متوتر إلى آفاق التعاون

على الرغم من أن  العلاقات التركية المصرية تمتاز بالتاريخ العميق، إلا أن العلاقة بين البلدين شهدت توترات كبيرة في السنوات الأخيرة، نتيجة لاختلافات سياسية وإقليمية وبعد 11 عامًا من الانقطاع رجعت العلاقات بين البلدين وأصبح هناك فرص للتعاون في مجالات متعددة، بما في ذلك التجارة، الطاقة، و الأمن الإقليمي.

التاريخ المشترك.. وفرص التعاون المستقبلية

ترتبط تركيا و مصر بعلاقات تاريخية قوية تعود إلى العصور العثمانية، مما خلق روابط ثقافية واجتماعية بين الشعبين وشهدت العلاقات بين البلدين تحولات كبيرة في العصر الحديث

وتلعب تركيا دورًا كبيرًا في دعم مشاريع الطاقة في مصر، خاصة في ظل اكتشافات الغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط ومنذ بدأ السفير التركي صالح موطلو شن عمله فى القاهره وبدأن فى الحديث عن التعاون المشترك بين البلدين.

حيث التقى السفير التركي بالقاهرة، استجابة لدعوة من علي حلمي عيسى رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين وأعضاء الجمعية، في نادي السيارات المصري التاريخي الأسبوع الماضي وقد تم خلال اللقاء مناقشة سبل تعزيز التعاون الاستثماري والتجاري بين تركيا و مصر.

وحضر الاجتماع كل من عادل اللمعي رئيس الجانب المصري في مجلس الأعمال التركي المصري، و هاكان أتاي المستشار التجاري في السفارة التركية بالقاهرة، بالإضافة إلى ممثلين عن قطاعي التمويل والبناء المصري. 
كما حضر اللقاء عثمان أريكان المدير العام لشركة بولاريس باركس، التي تعد مشروعًا مشتركًا بين تركيا و مصر، وهي المسؤولة عن تطوير أول منطقة صناعية خاصة في مصر. كما تم مناقشة الأنشطة المستقبلية التي يعتزم مجلس الأعمال التركي المصري القيام بها في عام 2025.

ومن جانبه، أكد السفير التركي، في كلمته أن الشركات التركية والمستثمرين الأتراك في مصر يواصلون تقدمهم بما يتماشى مع سياسة مصر الاقتصادية التي تدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة و رواد الأعمال.
وأشار إلى أن الاقتصاد التركي و المصري يتمتعان بخصائص تكاملية، مما يتيح فرصًا كبيرة لتعزيز العلاقات بين البلدين في العديد من المجالات.
ولفت السفير التركي، إلى أن المزايا اللوجستية بين تركيا و مصر تساهم في تعزيز التعاون التجاري والاستثماري، مؤكدًا على إمكانات النمو المشترك لكلا الاقتصادين في المستقبل.

وفيما يخص مجلس الأعمال التركي المصري، أعلن السفير أن من المقرر عقده في عام 2025 في تركيا بحضور وزيري التجارة في البلدين.
كما تم التركيز على الإجراءات التي تتخذها السلطات المصرية لتحسين بيئة الأعمال، مثل تطوير المناطق الصناعية، تسريع الإجراءات الجمركية، وتقديم حوافز التصدير.

وأعلن السفير شن أيضًا أنه استجابة لدعوة عادل اللمعي، سيزور محافظة بورسعيد قريبًا للقاء المحافظ للاطلاع على البنية التحتية والتطورات الاقتصادية في المنطقة.

وفي ختام الاجتماع، أشار السفير إلى أن رفعت هيسارجيكلي أوغلو، رئيس اتحاد الغرف والبورصات السلعية في تركيا (TOBB)، و أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية (FEDCOC)، قد حضرا أيضًا الاجتماع الذي عقدته غرف التجارة والصناعة لمجموعة دول الثماني (D-8) في منتصف ديسمبر. 
 

علاقات وثيقة بين اتحاد الغرف والبورصات السلعية في تركيا و الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية

وأكد السفير على أن هناك علاقات وثيقة بين اتحاد الغرف والبورصات السلعية في تركيا و الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، مشيرًا إلى أمله في تحقيق أنشطة تعاون تجاري واقتصادي جديدة بين البلدين في المستقبل القريب.
وأكمل السفير التركي اجتماعاته حول تعزيز التعاون والتقى  مع علي حلمي عيسى رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين وأعضاء الجمعية في نادي السيارات المصري، لبحث سبل تعزيز التعاون الاستثماري والتجاري بين تركيا و مصر.
وتناول اللقاء التحديات والفرص المتاحة في قطاعات مثل التمويل و البناء، بالإضافة إلى تطوير المناطق الصناعية وتحسين بيئة الأعمال في مصر. 
وأكد السفير شن أن الشركات التركية في مصر تواصل تحقيق تقدم كبير في ظل دعم الحكومة المصرية للشركات الصغيرة والمتوسطة. 

كما أعلن عن زيارة قادمة إلى محافظة بورسعيد للاطلاع على التطورات الاقتصادية، مشيرًا إلى أهمية العلاقات الوثيقة بين اتحاد الغرف التركية و غرف التجارة المصرية.