تشهد المدن الكبرى، مثل مدينة الإسكندرية، تحديات كبيرة تتعلق بسلامة المباني القديمة والاهتمام بصيانة المنشآت،إن انهيار سقف مقهى في حي الجمرك يوم السبت الماضي يعد حادثًا مأساويًا يسلط الضوء على هذه القضية،حيث أسفر الحادث عن وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين، مما يجعل من الضروري إجراء تحقيق شامل وأخذ التدابير اللازمة لضمان سلامة المواطنين،في هذا البحث، سنتناول تفاصيل الحادث، الإجراءات المتخذة من قبل السلطات، والخلفيات المتعلقة بالعقار، وكذلك التحقيقات الجارية لاستبيان الأسباب الحقيقية وراء هذا الانهيار.

تفاصيل الحادث

تلقت السلطات الأمنية بلاغًا في الساعات الأولى من يوم السبت حول انهيار سقف في مقهى كلاسيك في حي الجمرك،قائد الأمن اللواء حسن عطية قام بتوجيه قوات الحماية المدنية إلى مكان الحادث،وكشفت المعاينات الأولية أن العقار الذي يحتوي على المقهى كان قديمًا، حيث صدر له قرار هدم جزئي قبل عدة سنوات، لكن لم يتم تنفيذ القرار بالدقة المطلوبة،الحادث وقع في وقت متأخر من الليل، حيث كان الزبائن مستمرين في الاستمتاع بلعب الدومينو حتى الساعة الثانية والنصف صباحًا، حينما سقط السقف عليهم.

الضحايا والمصابين

وقع الحادث الأليم في وقت كان فيه العديد من الزبائن في المقهى، مما أدى إلى وقوع عدد من الضحايا،فقد تم تأكيد وفاة ثلاثة أشخاص هم “عاطف عبد العظيم” (61 عامًا)، و”إبراهيم علام” (34 عامًا)، و”مؤمن محمد” (31 عامًا)،بينما أصيب كل من “محمد عبده” (51 عامًا) و”باسم القاسم” (38 عامًا) و”محمد حسن” (38 عامًا) بجروح متفاوتة تم نقلهم على إثرها إلى مستشفيات قريبة لتلقي العلاج اللازم.

الإجراءات الأمنية

فور وقوع الحادث، قامت قوات الشرطة بإنشاء كردون أمني حول موقع الحادث، حيث تم إغلاق المنطقة لحماية المواطنين ومنع الاقتراب من منطقة الأنقاض،جهزت فرق الإنقاذ موقع الحادث، لكن لم تتمكن من مواصلة عمليات البحث عن أي ضحايا آخرين نظرًا لتأكيد حالات الوفاة للمصابين.

خلفية العقار

جاء هذا الحادث ضمن سلسلة من الحوادث المؤسفة التي تحدث بسبب الإهمال في صيانة المباني القديمة،العقار الذي وقع فيه الحادث كان له قرار هدم جزئي من عام 2019، إلا أن عدم تنفيذ هذا القرار في الوقت المناسب جعل منه خطرًا على رواد المقهى والمارة،أثارت هذه الظروف تساؤلات عديدة حول تقصير الجهات المعنية في متابعة وتنفيذ القرارات الخاصة بصيانة المباني القديمة.

تحقيقات النيابة العامة

بعد الحادث، انتقلت النيابة العامة إلى موقع الحدث وفتحت تحقيقًا شاملاً لمعرفة الأسباب وراء الانهيار المفاجئ،كما تسعى التحقيقات لتحديد مسؤولية الجهات المحلية عن الإهمال في مراقبة المباني المهددة، ومدى تقصيرها في تنفيذ قرارات الهدم وصيانة المنشآت القديمة،تعتبر هذه التحقيقات خطوة مهمة للوصول إلى الحقيقة وتفادي تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.

خلاصة القول

يؤكد حادث انهيار سقف مقهى الجمرك في الإسكندرية على ضرورة تعزيز السلامة العامة والتركيز على صيانة المباني القديمة، خاصة في المناطق الحضرية،يجب على السلطات المحلية أن تتخذ إجراءات صارمة لتفادي وقوع مثل هذه الحوادث المؤلمة، وأن تضع خططًا فعالة لمراقبة وإصلاح المنشآت القديمة لضمان سلامة المواطنين،إن تحقيقات النيابة العامة تعتبر بداية خطوة نحو تحسين الأوضاع ومنع انتشار الخطر في المستقبل.