مع الشروق .. فلسطين اليتيمة

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. فلسطين اليتيمة, اليوم الأحد 15 ديسمبر 2024 01:36 صباحاً

مع الشروق .. فلسطين اليتيمة

نشر في الشروق يوم 14 - 12 - 2024

2337198
عندما نشر نتنياهو خريطة "الشرق الأوسط الجديد" وحذف منها اسم فلسطين، فذاك يدلّ على أنّ مشروع تصفية القضية الفلسطينية، قد بدأ وأخذ مسارا متسارعا، لن ينتهي إلا بتحقيق إسرائيل الكبرى وإقامة دولتهم الثانية "التي ستعلو علوا كبيرا" قبل أن تنهار ويعاد تشتيتهم من جديد. وحتى يأتي ذلك العصر، فإننا نعيش بعد حدث سوريا المتولّد من أحداث كبرى اخرى في المنطقة في ما بات يعرف بالعصر الصهيوني، الذي تتضح ملامحه يوما بعد آخر.
نحن الآن في مرحلة فعلية لتصفية القضية الفلسطينية، التي ستكون يتيمة بعد سقوط نظام الأسد في سوريا. فسوريا ومنذ عقود كانت حاضنة للقواعد الفلسطينية وقدمت الدعم بكافة أشكاله واختلفت مع القيادات الفلسطينية نتيجة مسار التطبيع الذي رفضته دمشق ودفعت ثمنه باهظا فيما لم يستفد الفلسطينيون ولا العرب الآخرون شيئا سوى أنهم منحوا صكا على بياض للكيان الصهيوني حتى يفعل ما يريد وقتما يشاء وأينما وصلت أياديه في المواطن العربي المقهور والمسحوق.
إن فلسطين اليوم، هي قضية يتيمة، وهي لن تجد لها نصيرا حقيقيا بعدما تم تحييد كل الأذرع التي حملت همّها وقاومت لعقود من أجلها. ولم يكن الإسرائيلي ليتجرأ على إعلان نوايا تهجير أهالي الضفة بعد تدمير غزّة دمارا شاملا لو لم يدرك ويتيقّن أن القضية باتت فعليا يتيمة. فالأنظمة العربية الحاكمة الآن هي أنظمة لا فقط صامتة بل هي مشاركة قولا وعملا في تصفية القضية الفلسطينية، بل إنها تتحمل وزرا كبيرا في كل جرائم الحرب التي ارتكبت في فلسطين طيلة أكثر من عام من الزمن دون أن نتحدث عن عقود الغدر والخيانة والتآمر التي أنهت دولا عربية وازنة وأزاحتها من دائرة الصراع.
المرحلة تقتضي قراءة عميقة ومعمقة لإيجاد الحلول التي تمكن من إدارة الصراع مع الصهيوني الآثم الذي لم يرتو بعد من دماء العرب. فكل الهزائم المتكررة والتي أدت بأن تكون فلسطين يتيمة في هذه المرحلة هي القراءة الخاطئة في إدارة الصراع. صحيح أن الفترة هي فترة هزيمة ولكن ليست نهاية الصراع، ذلك أن المؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية لن يستطيع الصهيوني القضاء عليهم، والواجب أن تتضافر الجهود من أجل أن تظل شمعة القضية مشتعلة حتى في قلب العاصفة.
كمال بالهادي

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق